وقاحة الطفل تبدأ معه بأسلوب الرفض والتمرد وعدم سماع كلام الوالدين والتمرد على كل أوامرهم وطلباتهم بأسلوب التهكم والسخرية والوقاحة، ومن المعروف أن الألفاظ الجيدة والسيئة هي التي يسمعها ابنك منك ومن الآخرين بالبيت، وبها يسيطر على عالمه؛ لذا حاولي تقليص فرص سماع الكلام السيئ، راقبي ما يشاهده بالتليفزيون، اختلطي بأصدقائه، وانتبهي لما تقولينه أنت ومن حوله وطرق للعلاج أخرى كثيرة توضحها لنا الدكتورة فؤاده هدية استاذة طب نفس الطفل بالجامعة ،تكلمى معه كما ترغبين أن يتكلم معك .
أسباب وقاحة الطفل
تقليد البيئة المحيطة من أصدقاء وإخوة وجيران، وقد يكون تقليدا لأحد والديه وهو مثل أعلى له، وقد تأتي الوقاحة بسبب عدم إهتمام الأسرة بما يجرى على لسان الطفل، بل وأحيانا يقومون بتشجيعه، أو الضحك من كلامه، فيستمر عليه لينال استحسانهم ورضاهم
ومرات يكون عدم العدل فى المعاملة بين الأبناء سبباً، فيلجأ الطفل إلى السبّ للتعبير عن سخطه والقليل من شأن أخيه، إضافة إلى عدم إدراك الطفل لمفهوم الكلمات البذيئة التى ينطق بها، أو بسبب فقر اللغة لدى الطفل إلى الكلام الصالح المهذب، وعدم وجود ما ينفس عن مشاعر الابن، مع القسوة التي تمارس ضده دائماً، وربما تأتي الوقاحة بسبب المظهر غير الجميل للابن، فقد يظل متسخ الثياب ثائر الشعر، كريه الرائحة
كيفية علاج وقاحة الطفل
عليك التحدث مع طفلك بهذه الطريقة: "شكراً، من فضلك، آسف"، واشرحي له أن الوقاحة ليست دائماً في الكلمات، وإنما تكون أيضاً في الطريقة التي يقولها بها.
عرفيه ما تعتبرينه -أنت- إجابة وقحة، حددي الفرق بين السخرية والشتائم، والرد بصوت عال أو باستفزاز، وبين مجرد حالة الرفض «لا أريد، هل أنا مجبر على فعل ذلك».. وهي محاولة للإدلاء برأي.
راقبي أصدقاءه وما يشاهده في وسائل الإعلام، وانتبهي لكلامك؛ حتى تتفادي تعريض طفلك، قدر المستطاع لسماع الإجابات الوقحة.
أزيلي سحر الكلمة البذيئة؛ نعم اجعلي طفلك يرددها لدقيقة أو دقيقتين؛ حتى تفقد قوة تأثيرها، واجعلي الساعة أمامك، ووضحي أسفك لسماعها.
تظاهري بأنك لم تسمعي الإجابة الوقحة، أعطيه أقل قدر ممكن من الانتباه لما يقوله، وكأن شيئاً لم يكن، فتنزعي منه السلطة التي يمارسها عليك بألفاظه، وكذلك كامل اللذة التي يحسها بوقاحته، فالوقاحة تحتاج لطرفين.
اشرحي له نوع الكلمات التي تفضلين أن يستخدمها، وامدحيه عندما يتكلم بتهذيب.
احذري النيل منه بمثل طريقته؛ طفلك يجد متعة عندما يثير غضبك، أو يجذب انتباهك، وعليك عدم تشجيعه.
علمي طفلك الاحترام؛ كوني مهذبة معه كما لو كان ضيفك، ولا تردي عليه؛ حتى لا تدعيه يقلدك.
لا تعاقبيه بقسوة على إجاباته الوقحة، واجعلي العقاب للخوف، ولإجباره على الاحترام.
لا للإنفعال والعصبية
لا تنفعلى ولا تغضبى غضبا شديدا عند الاستماع اول مرة إلى كلام طفلك السىء ووقاحته، وفى الوقت ذاته لاتبد ارتياحا لما يفعله أو يقوله، ولكن بالتدخل المبار السريع أو بتعبيرات الوجه غير الراضية عما يفعل مع استخدام اسلوب الحرمان من الثواب ، والحرص على ان تكون قدوة فلا تتلفظى بما تنكرينه على ابنك سواء أكنت فى الشارع تقودين السيارة وضايقك أحد، أم كنت فى البيت مع زوجك أو مع ولدك نفسه، أو حتى فى مداعباتك مع أطفالك
احرصى على العدل بين الأبناء فى الماديات والمعنويات وانشر جو الألفة والمودة فى أجواء البيت، احكى لطفلك قصصا ومواعظ خفيفة تبين خطورة اللسان وآفاته، وأن الخير كل الخير فى"فليقل خيرا أو ليصمت"،اضربى له الأمثلة الحسية من الحياة مثال: كما تحب أن يكون ثوبك نظيفا وبيتك نظيفا فليكن لسانك نظيفا، وعودى ابنك على أن يحافظ على مظهره نظيفا طاهرا مرتبا بلا مبالغة، فالمظهر النظيف يعين على تنظيف اللسان
رب ابنك على الذاتية الإيجابية، فلا يكون إمعة إن أساء الناس أساء مثلهم، ولكن يجب ان يتجنب إساءتهم، بل وينكر عليهم إن استطاع بالحكمة والموعظة الحسنة، مع الحرص على متابعة الابن بعد مراحل العلاج المختلفة..بمرافبته فى البيت مع إخوته، وفى الشارع مع المارة، وفى المدرسة مع أصدقائه ومدرسيه للتأكد من العلاج