تخلص دراسة صادرة عن عيادات "مايو كلينيك" بالولايات المتحدة إلى أن الأكل في مواقيت منتظمة، مع تعديد الوجبات في خلال اليوم، يؤديان إلى تخفيض الوزن على المدى الطويل.
ثمة تأثير مباشر للطعام غير المنتظم وفق مواقيت، ألا وهو الإفراط في الأكل ليلاً. في هذا الإطار، تفيد التقارير أن الأشخاص الذين يتناولون الطعام بطريقة غير منتظمة في أثناء اليوم يشعرون بجوع عارم في الليل، ما يدفع العديد منهم إلى محاولة التغلّب على شعورهم بالجوع من خلال أكل المزيد من الطعام الدسم، كالمقرمشات و"الآيس كريم" والشوكولاتة. كانت هذه الظاهرة خضعت للدراسة رسمياً في شكل بحث نُشر في "مجلّة التغذية الأميركية"، من خلال فحص النظام الغذائي اليومي لــ800 رجل وامرأة ينتمون إلى المراحل العمرية المختلفة. تمّ تقييم طعام هؤلاء ومقدار السعرات الحرارية المقدمة لهم على مدار 5 فترات، أي كل 4 ساعات بداية، وذلك ابتداءً من السادسة صباحاً وحتى الثانية من صباح اليوم التالي. في النتيجة، استهلك من تناول المقدار الأكبر من طعامه قرب نهاية اليوم متوسط سعرات حرارية أكثر، بالمقارنة بمن أكل كميات كبيرة مشبعة من الطعام في فترة مبكرة من اليوم، بالإضافة إلى أن مؤشّر الشبع للوجبات المتناولة في المساء كان أقلّ مقارنة بمؤشر الشبع للوجبات المتناولة في النهار، علماً بأن مؤشر الشبع يحسب مدى فاعلية كل وجبة في سد الجوع من خلال قسمة عدد السعرات الحرارية التي اشتملت عليها الوجبة/ الوقت المنقضي بين تناول الوجبات.
* دور الوجبات الخفيفة في إنقاص الوزن
على الرغم من اعتقاد البعض أن تعديد الوجبات سبب في اكتساب المزيد من الوزن، إلا أن هناك تقارير طبية تثبت أن أكل وجبات عدة وفي مواقيت منتظمة يعدّ وسيلة مفيدة للراغبين في إنقاص أوزانهم. في هذا الصدد، توضح دراسة أنه كلّما كان الشخص أكثر انتظاماً في تناول طعامه، انخفض وزنه، وتحسّن أداؤه الحركي، حيث أن الأكل المنتظم يحافظ على ثبات مستويات السكر في الدم، ما يضمن إنتاج الطاقة اللازمة للأداء الحركي على مدار اليوم.
في دراسة ثانية، لوحظ أن الأفراد الذين يتناولون الطعام موزعاً على 5 مرات أو أكثر، يومياً، هم أقلّ عرضة لزيادة الوزن بنسبة 50%، مقارنة بأولئك الذين يتناولونه على 3 مرات أو أقل.
*مزايا إضافية لتعدّد الوجبات وتناولها في مواقيت منتظمة:
1. يساعد هذا التدبير في الحفاظ على استقرار نسبة "الأنسولين" في الدم، ما يقلّل من خطر الإصابة بأمراض، مثل: السكري والقلب...
2. يقلّل المشكلات المرتبطة بانخفاض السكر بالدم والناتج عن تباعد فترات تناول الطعام، مثل: الخمول والصداع وقلة التركيز وضعف الطاقة لممارسة الأنشطة البدنية.
3. يحسّن حاسة التذوق، بما يزيد من حساسية الرسائل العصبية المرسلة من براعم التذوق إلى المراكز الحسية للشهية في المخ، أي بشكل يضمن إيصال الطعم الجيد للمخ، وبالتالي يقلّل من الكميات المتناولة من الطعام.
4. يضبط الشهية.
5. يساعد على رفع معدّل الأيض الحراري في الجسم بسبب قيام الجسم بعمليات الهضم والتمثيل الغذائي نفسها في كل مرة يتمّ فيها تناول الطعام. الجدير بالذكر أن الجسم يستهلك 70% من السعرات الحرارية المكتسبة من الوجبات في عمليات الهضم والوظائف الحيوية الأخرى و15% في التمثيل الغذائي والمعروف بالأيض الحراري، فيما يحتفظ الجسم بـ 15% المتبقية على شكل دهون ووزن زائد. لذا، كلما تعددت الوجبات الصغيرة، ازداد استخدام الجسم لوظيفة التمثيل الغذائي بما يحسّن من عمليات الأيض.
شاهدي أيضاً: