شهد العالم أخيراً أسماء سيدات وفتيات سعوديات تنافس وتشارك في أكبر المحافل الدولية، حتى تعددت الأسماء وتكاثرت يوماً بعد يوم، وبات الضوء يسلط على البعض، والبعض الآخر لا نعلم بإنجازاته، وأصبح لابد من بادرة توثيق تاريخية تسجل كل الإنجازات النسائية التي تشهدها البلاد في الأعوام الأخيرة، كأعوام ذهبية تكللت بحِراك نسائي قوي في تاريخ المملكة.
بداية المبادرة
لم يغب هذا الموضوع عن بال إحدى فتيات هذا الوطن، بل بادرت وبلا تردد في تبني فكرة التوثيق بشكل إلكتروني، وبأبسط الطرق المتاحة إليها حالياً، لكنها تطمح ليكون كل ما دونته كتاباً ومرجعاً تاريخياً عالمياً، يرصد بداية التفجر الإبداعي العالمي للمرأة السعودية.
الفنانة التشكيلية والناشطة الحقوقية بشؤون المرأة سارة الشهري، مواليد 1985م، تخرجت في كلية التربية الفنية، وصاحبة فكرة مبادرة «سعوديات مبدعات» لتوثيق إنجازات المرأة السعودية داخل الوطن وخارجه، والتي قالت عنها: «حينما شاهدت إنجازات وإبداعات بنات وطني في مختلف المجالات، فكرت بأن أوثق هذا الإنجاز النسائي السعودي؛ ليراهن العالم أجمع رافعات علم النجاح، فالمرأة السعودية لها دور مهم في دفع عجلة التنمية لهذا الوطن، والواجب علينا أن نكتب التاريخ الذي يليق بها وبخصوصيتها بماء الذهب، فقررت أن أصنع صندوقاً أضع به تلك المجوهرات؛ لتصبح كنزاً للأجيال القادمة، ودافعاً للنجاح لجميع من ذاق مرارة الإحباط.
فقمت بإنشاء حسابات خاصة بمبادرة «سعوديات مبدعات» على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«الأنستجرام» و«اليوتيوب»، وأفكر جدياً بإطلاق قناة بث خاصة، تعكس الصورة الحضارية لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع».
وقامت هذه المبادرة بقيادة سارة ومشاركة فريقها التطوعي، من علاقات عامة ومترجمين ومحامين ومصممين، بتبني العديد من القضايا المرتبطة بحقوق المرأة، وبمشاركة العديد من الحقوقيين كحملة «احميها من لسانك»، التي انطلقت لتوعية المجتمع بخطورة السب والقذف الإلكتروني، وتفعيل عقوبة الشرع والقانون لكل قاذف، ومعرفة حق المقذوف في الشكوى ومحاسبة من قام بقذفه، ودعم وحماية المبتعثة والمرأة السعودية من القذف الإلكتروني، وتقديم يد العون لهن، وتوسعت مجالات المبادرة وأصبحت ترعى وتنظم بعض الفعاليات والأنشطة التوعوية والتطوعية، كالحفل الذي نظمته سارة مع المبدعة السعودية والمتطوعة الدكتورة منى عبدالرحمن، لصالح أطفال السرطان تحت شعار «بكم نفرح»، فالمبادرة لم تقتصر فقط على سرد ورصد لتلك الإبداعات والإنجازات بل أصبحت شريك نجاح وداعماً معنوياً قوياً للطاقات النسائية السعودية المبدعة، ولا ننسى أن سارة الشهري، كشخصية أصبحت مرجعاً لكل من يبحث عن المتميزات السعوديات، كما وصفتهن بالمجوهرات، وهي من ستملك الصندوق لجمعه.
قالت الكاتبة والأديبة السعودية الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري، في إحدى المقالات بجريدة الوطن عن سارة ومبادرتها: «المميز في هذه البادرة أنها تؤسس لنشر ثقافة التعاون والحب والاعتراف بإنجازات المرأة بينها وبين بنات جنسها، وهو ما يكسر الكثير من المقولات والأفكار التي تعارفنا عليها ورسخناها في ثقافتنا المحلية، بأن المرأة لا تساعد الآخر ولا تعترف به، وهذه الثقافة الموضوعة والمفروضة علينا، ربما لتخدم مصالح آخرين وتتناسب مع أهوائهم.
نحن بنات حواء نحتاج إلى بعضنا كثيراً؛ لأننا نتفهم تفاصيل مشاعرنا ومعاناتنا ومسؤولياتنا وأدوارنا المزدوجة، فنحن نحب بعضنا دون كلمات، ونجاح أي امرأة هو نجاح لجميع النساء، ونحن مع سارة ومع مبادرتها، التي قد تؤسس لثقافة الاعتراف والحب، شكراً سارة».
سارة الشهري توثق إنجازات المرأة السعودية
- قصص ملهمة
- سيدتي - منى باشطح
- 26 مايو 2015