يعدّ سرطان الرئة مسؤولاً عن أعلى معدل للوفيات في العالم بالمقارنة مع باقي أنواع السرطان، حيث تسبب في وفاة 1,6مليون شخص في سنة 2013 . ويتمّ تشخيص 1,8 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة سنوياً.
وإستناداً إلى البيانات التقديرية لعام 2008، فقد تمّ تشخيص 16,632 حالة إصابة جديدة بسرطان الرئة بين سكان دول الجامعة العربية. وبلغ عدد المصابين الذكور 13,826 حالة (أي 79,7 %) من إجمالي الحالات، فيما بلغ عدد المصابات الإناث 2,806 حالة (20,3 %).
وفي إطار التزامها بإكتشاف وتطوير خيارات علاجية لداء السرطان، نظّمت شركة بوهرنجر إنجلهايم، الرائدة في صناعة الأدوية، جلسة تثقيفية في دبي بعنوان "طب الأورام في بوهرنجر إنجلهايم" حيث أطلقت مجالاً علاجياً جديداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
"سيدتي نت" واكب المؤتمر، وعاد بالآتي:
سرطان الرئة وكيفية حدوثه
سرطان الرئة هو المصطلح المستخدم لوصف نمو الخلايا غير الطبيعية المبطنة للشعب الهوائية داخل أنسجة الرئة. وهذه الخلايا تنقسم وتنمو بسرعة اكبر من الخلايا العادية، كما أنها تتتجمّع وتشكل عنقودا أو ورماً.
وسرطان الرئة ليس مرضاً واحداً، بل هناك نوعان رئيسيان منه: سرطان الرئة غير صغير الخلايا NSCLC ( الذي تتفرّع منها عدّة أنواع أيضاً)، وسرطان الرئة صغير الخلايا SCLC .
و"تحدث أورام سرطان الرئة نتيجة انقسام ونمو خلايا غير طبيعية مبطّنة للمجاري الهوائية داخل أنسجة الرئة ويكون ذلك النمو والانقسام أسرع من المعدل الطبيعي لنمو وإنقسام الخلايا السليمة. ونظراً لأن ظهور الأعراض والمؤشرات على وجود المرض يستغرق زمناً معيناً، فإن حوالي ثلثي مرضى سرطان الرئة يتمّ تشخيص المرض لديهم في مرحلة متأخرة ما يجعل معدلات الشفاء منه منخفضة جداً، لذا من المهم جداً العمل على نشر التوعية، لتشجيع الأفراد على إجراء فحوص دورية للكشف عن سرطان الرئة في مراحله الأولى"، يقول الدكتور محمد جلودي، رئيس قسم طب الأورام، مستشفى توام بالاشتراك مع جون هوكبنز الطبية، العين - الإمارات العربية المتحدة.
عوامل الخطر
يعد التدخين، السبب الرئيس لمعظم سرطانات الرئة، حيث يساهم بنسبة 85% من الحالات. رغم أن الكثير من الأشخاص الذين يتم إكتشاف سرطان الرئة غير صغير الخلايا لديهم، لم يدخنوا أبداً. وتتضمن الاسباب الأخرى التعرّض لفترة طويلة لغاز الرادون أو لمواد كيميائية مختلفة. كما أن أمراض الرئة غير السرطانية في السابق، تزيد من مخاطر حدوث سرطان الرئة.
و"رغم أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة وحالات الوفاة بسببه، أقل من في العالم العربي مقارنة بالدول الأوروبية وأميركا، إلا أن الأرقام في المنطقة حالياً تشهد تصاعداً مستمراً. وهناك نقص في التوعية حول المرض، كما أن هناك نقص في برامج الإقلاع عن التدخين، وعدم توافر برامج لفحوص سرطان الرئة، وغياب الدراسات الجزيئية، وعدم وجود تصوير مقطعي بوزيتروني PET ، وعلاجات مهدّفة"، يشير الدكتور عبد الرحمن جازيه، الطبيب الإستشاري ورئيس قسم الأورام في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، الرياض، المملكة العربية السعودية.
أعراض سرطان الرئة
ظهور أولى علامات الإصابة بسرطان الرئة قد يستغرق سنوات طويلة، وغالباً ما يتم الخلط بينه وبين أعراض حالات أخرى أقل خطورة مثل: الإنفلونزا أو إلتهاب الشعب الهوائية. فيما يمكن أن تكون الكحة المزمنة أحد الأعراض المبكرة لسرطان الرئة. ويمكن أن تتضمن الأعراض الأخرى كحة دموية أو ضيق تنفس، وألم في الكتف أو الظهر أو الصدر أو الذراع، لأن سرطانات الرئة يمكن لأن تضغط على الأعصاب مسببة الألم.
العلاجات المتوافرة
بسبب تأخر ظهور الأعراض أو الخلط بينها وبين أعراض أمراض أخرى، فإنه يتم إكتشاف سرطان الرئة لدى ثلثي المرضى في مرحلة متأخرة، حيث تصبح نسبة الشفاء ضئيلة جداً.
وتوجد خيارات علاجية متنوعة لسرطان الرئة تختلف بإختلاف مراحل المرض:
المرحلة الأولى:يمكن إستئصال الورم(الموجود في جزء من الرئة ولم ينتشر بعد الى الغدد اللمفاوية) بالجراحة. ويستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة وأو الإشعاعي لتقليص الورم.
المرحلة الثاني: قد يكون من الممكن إستئصال الورم غير صغير الخلايا (الذي إنتشر الى الغدد اللمفاوية أو الأنسجة المجاورة) بالجراحة، وغالباً ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي بعد الجراحة، لتقليل مخاطر معاودة الظ
المرحلة الثالثة: أي عند إنتشار السرطان اكثر في الصدر وفي العقد اللمفاوية الرئيسة، ورصد أورام كبيرة في الأعضاء المحيطة، فقد تتنوع الخيارات العلاجية بين الجراحة التي تصبح، في أغلب الأحيان، غير ممكنة بسبب الإنتشار الواسع للسرطان، وبين العلاج الكيميائي، مع أو من دون العلاج الإشعاعي. كما العلاجات الجديدة المهدّفة.
المرحلة الرابعة: أي عند وصول السرطان الى الكبد أو العظام..، يكون هدف العلاج هو السيطرة على الأعراض والحفاظ على نوعية الحياة لأطول فترة ممكنة. فيتم إستخدام العلاج الإشعاعي، مع الكيميائي. كما يمكن لدى المصابيت بسرطان الرئة غير صغير الخلايا المتقدم، إستخدام العلاجات المهدّفة الجديدة.