تبقى علاقة أي أب بابنه تحفر في ذاكرة الابن، وحين تجد طريقها لتتكلم، تبوح بأجمل المواقف، سيدتي وطفلك التقت الفنان اللبناني وائل جسار وسألته عن علاقته في طفولته مع والده.
- ما أجمل ما زرعه والدك في داخلك؟
معاني ومشاعر الطيبة والتسامح. فيما منحتني أمي مشاعر الحب والحنان، وزرعتهما في أعماقي، لدرجة أني أحاول مثلها التعبير دائماً عن مشاعري تجاه منْ أحب، ولا أُجيد إخفاءها.
- ماذا كان يعمل والدك؟
موظفاً في إحدى الشركات.
- منْ كنت تساعد أكثر في طفولتك.. والدك أم والدتك؟
كنت بشكل عام شديد الاهتمام بشؤون والديَّ من طفولتي، وحريص على رضاهما عني، وأحب لهما السعادة؛ فكنت أقول دائما لنفسي: إذا أعطاني الله القوة والنجاح فسأسعى وراء تأمين راحتهما وتأمين احتياجاتهما في الحياة.
- لم تقل لي كيف وبأي عمر بدأت في تقديم العون لوالدك، كابن مطيع وطيب؟
منذ سن السابعة من عمري بدأت في مساعدتهما في تنظيف المنزل، وجلب أكواب ماء الشرب لأبي وأمي ليشربا حين يكونان متعبين، وأشتري لهما لوازم المنزل من طعام وخضراوات من محل البقالة.
- ما ترتيبك بين إخوتك؟
أنا الأخ الأصغر لأربعة أشقاء شباب وثلاث شقيقات بنات.
- كنت مدللاً من الجميع، إذن بحكم أنك آخر العنقود في عائلتك؟
نعم، كان كل أفراد عائلتي يدللونني بدون استثناء، حتى إخوتي وأخواتي، وكنت المحبوب الأول في العائلة.
- منْ ضربك أول صفعة في حياتك، ولماذا؟
والدي أول من صفعني كفاً بحياتي؛ حين طلب مني الذهاب لحفل زفاف أمام أصدقائه، فرفضت؛ فصفعني عقاباً لي، وربما فعل ذلك؛ لأني خالفت طلبه أمام أصدقائه، وعرضته كأب للحرج أمامهم.
- كم كان عمرك وقتئذ؟
في الثالثة عشرة تقريباً.
- هذا يكشف أنك كنت متمرداً من صغرك، أليس كذلك؟
لا، لست متمرداً بقدر ما كنت صاحب شخصية قوية من صغري، لهذا كنت لا أحب تلبية أوامر وطلبات لا تتوافق مع قناعاتي الخاصة.
- كنت شقياً؟
إطلاقاً، كنت طفلاً هادئاً في منزلنا؛ لا أكدر صفو أحد من عائلتي أو أصدقائي، وشخصيتي في طفولتي هي ذاتها اليوم، فالإنسان لا يتغير إنْ كبر باعتقادي.
- ألم تكن تدبر مقالب في أحد أبداً؟
أعترف بأني كنت طفلاً مشاغباً قليلاً في المدرسة، وأحب تدبير مقالب تستفز أصدقائي، وكانت مقالب طريفة غير مؤذية، وحين لا يعرفون أني صاحبها؛ كنت أخبرهم، وأقول لهم إنها عبارة عن مزحة لا أقل ولا أكثر.
- أناقتك هادئة ورصينة مثلك، فهل كنت تهتم بأناقتك في طفولتك أيضاً؟
اشتهرت في طفولتي بأناقتي في مدرستي وعائلتي؛ لحرصي على ارتداء البدلات الأنيقة من سن الثامنة في المناسبات والاحتفالات المدرسية.
- ما كان سبب حرصك على أناقتك في تلك الفترة؟
حبي لنفسي؛ كان يجعلني أهتم بشكلي وملبسي، ورغبةً مني بلفت نظر زميلاتي وبنات الحارة إليَّ، وبالفعل كنّ يعجبن كثيراً بشكلي وأناقتي، فالطفل في سن المراهقة؛ يشعر بمن حوله، ويحاول كسب محبة الآخرين بالطرق التي يعرفها ويجيدها.
- هل كنت تثقل والدك بطلباتك، أم أن وضع عائلتك المادي كان يسمح لك بالإسراف؟
أفخر لليوم بأني أنتمي لعائلة متواضعة، وكنت أراعي وضعها الاقتصادي ولا أتمادى بطلباتي؛ حتى لا أثقل الحمل على والديَّ، وهذا جعلني بارعاً في إدارة أموري الاقتصادية.
- لم تكن طفلاً أنانياً ولو لساعات قليلة؟
أبداً، كنت أحس بمسؤولية والديَّ، وهذا جعلني أتحمل المسؤولية معه مبكراً؛ فأكتفي بما لديّ، وأساعده رغم رفض والدي ذلك مني؛ لرغبته في ممارسة حياتي كأي مراهق طبيعي؛ يلعب ويدرس فقط بدون هموم أو تفكير بالغد.