ضمت جدران رباط باناجة في المدينة التاريخية بجدة، خلال مهرجان كنا كدا الرمضاني، 80 لوحة تجسد روعة البناء والفخامة للحرمين الشريفين، وتظهر من خلالها مراحل التوسعة والخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، والتي قامت بإلتقاطها جواً المصورة السعوية سوزان اسكندر.
وتبدأ قصة المعرض من بوابة مكةالمكرمة، مرورا بأركان الحرم وشعاب مكة، قبل أن ينتقل للمدينة المنورة منطلقا من مسجد قباء ثم الحرم الشريف ومتجولا في معالمها الشهيرة، ويتختتم رحلته بصور للمشاعر المقدسة، بصور تحكي تجربة الحج بين منى وعرفة.
وبينت اسكندر أنها بدأت تصوير الحرمين الشريفين من الجو منذ عام 2003 بالتعاون مع قاعدة الملك فهد الجوية والأمن العام . وتمثل ما نسبته 5% من صور المعرض التي تحكي تاريخ جبال مكة التقطتها من الأرض.
واعتمدت في معرضها على عنصرالتناقض، فهي تظهر الحرم المكي مكتظاً تارة وأخرى فارغاً، كما تسلط الضوء على زوار المسجد النبوي وهم يمشون تحت أشعت الشمس الحارقة بلا عازل، ثم تظهرهم وهم يستظلون بالمظلات التي صارت من معالم المدينة المنورة.
وتنتقل الكاميرا لتلتقط جبل الرحمة بعرفات يوم التروية حيث يبدو بلا حجاج، ثم تظهره بصورة أخرى في يوم عرفة وقد اكتسى بالبياض بعد ان اعتلاه الحجاج. وتلامس اسكندر المشاعر الإنسانية بعدة صور تأملية، تظهر الحجاج وهم يُسبِحون و يتأملون في المشاعر المقدسة، وتارة يبكون في أحضان المطوفين بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج.
ولتكتمل الصورة استعانت اسكندر بعدة صور تاريخية لأحد المصورين الأتراك الذي يملك أرشيفاً للحرمين. ومن بين الصور النادرة صورة تظهر صحن الحرم وبه أعداد قليلة من الطائفين والمصلين، وصور للمنبر والمحراب بالمسجد النبوي والروضة الشريفة.
ومن الصور الحية التي تعطي تصوراً كاملا عن مكة قديما، صورة نادرة لمصور برتغالي، تظهر مؤاذن الحرمين وبيوت مكة وأسواقها المكتظة على حواف الجبال وأسطحها، ويعود تاريخ الصورة إلى 155 سنة مضت.
ولفتت الأنظار صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي عبارة عن مجموعة من شرائح إذا ما تم النظر اليها مباشرة تكون صورة الملك، و بمجرد أن يتجه الزائر إلى أحد زوايا الصورة تظهر مباشرة صورة الحرمين الشريفين. وحول فكرة الصورة تقول اسكندر، "سألني البعض لماذا لم أجعل الشرائح المستخدمة في تلك الصور تتحرك بحيث تظهر الحرمين دون أن يضطر الشخص لأن يذهب للجانب الأيمن والأيسر لمشاهدتهم، فقلت لهم أردت أن يذهب الناس لبيت الله ولخادم الحرمين حتى من خلال الصورة".
المعرض الذي اطلقت عليه اسكندر مسمى "أطياف الحرمين" طاف أربعة دول خلال ثلاثة سنوات، بداءً من دولة كانت الإمارات العربية المتحدة في محافظة الفجيرة بدعوة من محافظها، وكان آنذاك الفيلم المُسيئ للنبي عليه الصلاة والسلام منتشراً، فطلبت أن تشارك بمعرض ديني تُبين من خلاله سماحة الدين الاسلامي ومكانة الحرمين الشريفين.
وأعادت طرح هذا المعرض لسنوات، بعد أن لاقى استحسان الكثيرين ليس فقط المسلمين بل حتى غير المسلمين في كل من الإمارات وقطر والمغرب. وتضيف استكندر أن أحد الصينيين والذي كان يتجول مع صديقه التركي أعلن إسلامه في معرضها المقام في الإمارات بعد تأثره بشرح صديقه لتعاليم الاسلام السمحة مستعينا بصور المعرض.
ولفتت إلى أنها تتمنى مستقبلاً أن تطلق معرض "أطياف الحرمين" من أرض الحرمين برعاية خادم الحرمين للعالم أجمع.
"أطياف الحرمين" يحكي رحلة الحج ويستعرض توسعة الحرمين
- ثقافة وفنون
- سيدتي - نسرين عمران
- 18 يوليو 2015