يصرّ كاتب مسلسل «باب الحارة» عثمان جحا على أن العمل يتعرّض لهجوم شديد لأسباب كثيرة، ويرى أن العمل يبقى مع كل ما قيل عنه من أهم الأعمال الدرامية التي جُسّدت خلال نصف القرن الماضي عربياً، ووصفه بأنه شغل الناس وأصبح مدار حديث جلساتهم. ويبرّر الكاتب ما تعرّض له العمل من نقد في جزئه الأخير بأنها هفوات تحصل في أي عمل فني ويجب ألا نبخّس العمل الذي صوّر منه أكثر من 200 حلقة حقه. وفي حوارنا معه، يردّ كاتب العمل على الانتقادات التي وجّهت للجزء السابع وخاصة تلك التي وصفها النقّاد بأنها مضحكة وربما قاتلة للعمل، فهل ستؤدّي هذه الأخطاء لإعلان توقّف مسلسل "باب الحارة" وهل سيكون ما قدّم هذا العام هو الجزء الأخير ليغلق "باب الحارة" نهائياً بعد ذلك؟ هذا ما سنعرفه من خلال الحوار التالي مع كاتب "باب الحارة" عثمان جحا.
كيف تقيّم مسلسل «باب الحارة» في الموسم الأخير؟ وهل كنت راضياً عن المسلسل بشكل عام؟
«باب الحارة» هذا الموسم كان كالمواسم السابقة من حيث المتابعة والجماهيرية وقد لاقى استحساناً من الجمهور بل كان في مقدّمة الأعمال الأكثر مشاهدة، وأظن أن حكايته كانت جذّابة بشكل عام. أما بالنسبة لي، فقد كان الجزء السابع مرضياً كما الجزء السادس. والتقييم النهائي الذي يسعدنا كثيراً هو تقييم الجمهور.
هل سيكون هناك أجزاء أخرى للعمل في المواسم القادمة؟
الحقيقة لا أعرف ما إذا كان سيتمّ إنجاز أجزاء أخرى للعمل. وكي أكون أكثر وضوحاً، الأمر بالنهاية يعود لمخرج وصاحب العمل الأستاذ بسام الملا، وحتى الآن لا علم لي ما هو قرار القائمين على العمل، لكنني متحمّس لكتابة المزيد عنه لأنه عمل ناجح وله متابعون كثر.
كثيرة هي الانتقادات التي وجّهها النقّاد لمسلسل «باب الحارة» من أنه مسلسل شبيه بما تقدّمه الفانتازيا حيث لا زمان ولا مكان، وهو مجرّد قصص سردية أساءت للمجتمع الدمشقي وصوّرته على أنه مجرّد «قبضايات» متناحرة ونساء جاهلات لا همّ لهنّ سوى الثرثرة وإثارة المشاكل. كيف تردّ؟
قيل الكثير من هذا الكلام وسمعت الكثير ممّا قيل عن كون العمل يسيء للمجتمع الدمشقي. وأنا أرى أن هذا الكلام يحمّل «باب الحارة» ما لا يحتمل. فـ«باب الحارة» حكاية شعبية تميل للفانتازيا المستندة إلى التراث والحكايا الشعبية، وهو يصوّر شريحة كانت موجودة في المجتمع الشامي من «قبضايات» وزعيم وأعضاء حارة. وهذا لا يعني أن «باب الحارة» يمثّل المجتمع الدمشقي ولا أدّعي ذلك.
وقد كانت هناك حركات تنويرية قام بها الدمشقيون ومدّوا جسوراً حضارية مع المدنية الحديثة، مع العلم أن دمشق هي أقدم عاصمة ما زالت تنبض فيها الحياة. «باب الحارة» في الجزءين السادس والسابع لامس هذا التنوير والاتصال، ولكن لم نخرج عن صيغة «باب الحارة» الذي أسّس له في الأجزاء الأولى. أما عمّا يقال عن ظلم العمل للمرأة، فالحديث عنه قد استهلك، لأن العمل قدّم نماذج متنوّعة عن المرأة الشامية. ولطالما كانت هناك نساء مثل ماري عجمي وبلقيس قندلفت ونازك العابد وهؤلاء النساء قد حملن مشعل التنوير في دمشق. فهناك امرأة «باب الحارة» التي لم تُتح لها فرصة تعليم كافٍ فنذرت نفسها لتربية أولادها وخدمة بيتها. وهل المطلوب أن يكون المجتمع كلّه بنفس السويّة؟ لذلك يجب أن نفهم «باب الحارة» في سياقه الدرامي والمجتمعي.
ميريام فارس: أنا وذاتي وانعكاس ظلي في المرآة فقط على "تويتر"
قصة الحب مع اليهودية
كيف تردّ على من انتقد وجود اليهود في الحارة وقال إن وجودهم لا معنى له في العمل بل مجرّد تعبئة وقت ليس أكثر؟ وهل ترى وجودهم منطقياً بين نسيج الحارة المتجانس دينياً؟
وجود اليهود في «باب الحارة» كان من ضمن الحكايا الموجودة في مجتمع دمشق آنذاك، ولم يكن في ذلك الوقت الزواج من يهودية جريمة مجتمعية أو يعاقب عليها، ولكن عندما أردنا أن نطوّر «باب الحارة»، كان لا بدّ من كسر المألوف وإدخال قصة حب. وقصة حب مع فتاة يهودية هي خارج المألوف بالتأكيد لندرتها وصعوبتها. وأما أن تكون هذه القصة لتعبئة الوقت، فهذا إجحاف للجهد المبذول لصنّاع «باب الحارة». والتجاور والتداخل والتعايش في دمشق موجود مع توارد الرسالات السماوية لدمشق والمنطقة، وإلى الآن يوجد تداخل بين الحارات الدمشقية القديمة. فيسكن الإسلام مع المسيحيين واليهود بشكل متداخل حيث يصعب الفصل بينهم والبيوت بتكوينها المعماري تشبه بعضها البعض.
هل اختلاف كتّاب العمل ومخرجيه عبر تعدّد أجزاء العمل هو ما أدّى لوجود خلل درامي فيه بل ثغرات فنية كبيرة كعودة أشخاص ماتوا للظهور مجدداً في العمل، وهذا ما أثار سخرية المشاهد العربي؟
ربما كان الانقطاع لثلاث سنوات عن إنجاز «باب الحارة» هو ما أدّى لوجود خلل فني في الجزءين السادس والسابع، ولاسيما أن الجزءين قد أنجزا سويّة في نفس الوقت. وكي أكون منصفاً، يجب أن يُسأل طاقم الإخراج عن الأخطاء الفنية لأنه هو المسؤول الأول والأخير عنها، وإن كان هناك خلل درامي في موضع فأنا الذي أحاسب عليه، ولكن للأمانة الجميع قد بذل جهداً كبيراً في صناعة هذا العمل وجلّ من لا يخطئ. واختلاف الكتّاب والمخرجين قد ضخّ دماً جديداً في هذا العمل وأفكاراً جديدة. أما الأشخاص الذين ماتوا وذهبوا لرحمة الله تعالى(يضحك)، فلن يعودوا لا بالعمل ولا بالحياة... والله تعالى هو وحده القادر على إحياء العظام وهي رميم..
ما سبب وجود أكثر من كاتب في العمل وما مبرّر ذلك خاصة أن العمل قام بكتابته كاتب واحد سابقاً، ولاسيما أن تعدّد الكتّاب قد يضرّ بسير العمل وتجانسه الفني؟
وجود كتّاب عديدين هو إثراء للعمل، وأنا وزميلي سليمان عبد العزيز قد تصدّينا للعمل من أجل إحداث تغيير فيه والحكم على هذا التغيير هو للنقّاد من جهة وللجمهور من جهة أخرى. والذائقة الجماعية للجمهور لم تختلف على «باب الحارة» في أنه عمل جذّاب بكافّة شخوصه.
أنا راضٍ عن العمل
ما هي أبرز انتقاداتك للعمل بعد عرضه وهل تتمنى لو كنت كتبته بشكل آخر أو حذفت شيئاً أو أضفت شيئاً مختلفاً عليه؟
إن كان لدي انتقاد فهو ليس لـ«باب الحارة» وإنما هي للرقابة التلفزيونية في سوريا التي أعملت مقصها في النص. وهذا بلا شك يؤثّر كثيراً على جماليات العمل وسير أحداثه، وأنا بشكل عام راض عن العمل وإنجازه.
الكثير يقولون إن العمل استنفذ أغراضه وإن الاستمرار فيه هو لهدف مادي وربحي ولم يعد هناك من جديد ليقدّمه العمل؟
القول إن «باب الحارة» قد استنفذ أغراضه، فهذا يترك للحكم على الجزء الثامن إن تمّ اتّخاذ القرار بصناعته. وأنا أثق بالأستاذ بسام الملا وخبرته الطويلة بمعرفة ما هو جذّاب للجمهور، والأفضل أن ينتظر الجمهور ليرى ما هو الجديد لتقديمه.
كيف تردّ على من يقول بأن العمل لا يزال يعيش على نجاحات الجزءين الأول والثاني؟
لاشك في أن نجاح الجزءين الأول الثاني هو الذي أسّس لباقي نجاحات الأجزاء، ولكن لو أن جزءاً قد سقط لما استمرّ العمل لجزء بعده أبداً. ومن المجحف القول إن باقي الأجزاء تعيش على نجاح الجزء الأول أو الثاني. فشخصيات «باب الحارة» شخصيات محبوبة ولها وقع عند الجمهور، وليس هناك نجاح يعيش خمسة أجزاء لو لم تكن هذه الأجزاء فعلاً فيها عنصر التسلية والمتعة لدى الجمهور.
حصرياً كاتب مسلسل "طريقي" لشيرين يعترف لـ"سيدتي نت: نعم استنسخته من مسلسل كولومبي
هذا رأيي بعباس النوري وأيمن زيدان
كيف تقيّم أداء كل من أيمن زيدان وعباس النوري في العمل بعد الانتقادات التي وجّهت لهما بأن أداءهما لم يكن مقنعاً فيه؟
أنا لا أستطيع أن أقيّم أستاذين كبيرين مثل عباس النوري وأيمن زيدان فهما من نجوم الدراما السورية، ولهما بصمة نافذة في هذه الدراما. وفي الحقيقة كان للأستاذ عباس النوري ملاحظات خلال الكتابة استفدت منها وهو شريك بهذا الموضوع. والجمهور من حقه أن يقيّم حسب رؤيته، مع أنهما لم يدخّرا جهداً في هذا العمل، وعودة عباس النوري ومشاركة أيمن زيدان في العمل خطوة مهمة لأنهما موهوبان ويمتازان بقدرات استثنائية فضلاً عن أن حضورهما أضاف للعمل وعزّز الصراع في الحارة وأعطاه ثقلاً أكبر. إضافة لكون بيت أيمن زيدان (أبو ظافر) كانت له حكاية في العمل جذبت الجمهور.
من الأخطاء القاتلة التي لم ينتبه لها مخرج العمل ونجمه عباس النوري والتي أصبحت مصدر تندّر وسخرية بين الناس ظهور جزء من سروال جينز كان يرتديه عباس النوري تحت عباءته أثناء أدائه لدوره في العمل. كيف تردّ على هذه السقطة؟
قصة جينز عباس النوري يجب أن يسأل عنها المخرج، وربما كان البرد الشديد في وقت التصوير هو السبب مع العلم أن المخرج قد تفلت منه بعض الأخطاء الصغيرة. وباقي الأعمال الفنية أيضاً يكون فيها أخطاء لكن «باب الحارة» لشهرته وكثرة مشاهديه ومحبّيه ومنافسيه، يراقب من قبل محبّيه أولاً ومن قبل منافسيه ثانياً بدقّة أكبر.
كلمة أخيرة عن «باب الحارة»؟
أرجو أن يفهم «باب الحارة» في سياقه المجتمعي والدرامي وأن لا يحمّل أكثر ممّا يحتمل. و«باب الحارة» ظاهرة لن تتكرّر في الدراما العربية وهو أطول مسلسل عربي متصل حيث وصل ما تمّ عرضه منه إلى أكثر من 200 حلقة
«باب الحارة» ومنافسة الأعمال البيئية
هل استطاع العمل منافسة الأعمال الدمشقية الأخرى هذا الموسم؟
«باب الحارة» منذ جزئه الأول وهو يحصد أعلى نسبة مشاهدة ولم يستطع أي عمل شامي أن ينافسه في ذلك وهو يحقّق أعلى نسب مشاهدة في الوطن العربي.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"