تبدو نبيلة، أول زعيمة لحزب سياسي بالمغرب، وأنت تتحدث معها هادئة أنيقة، لا تفارقها الابتسامة حتى في المواقف الصعبة التي تواجهها في تدبير شؤون حزبها منذ خلافتها لأمين الحزب سابقاً محمد مجاهد عام 2012، وهي التي اشتهرت بأنشطتها السياسية والحقوقية والجمعوية ضمن جمعيات وتنظيمات حقوقية ومدنية.
ورغم اهتماماتها المتعددة تحاول نبيلة أن تجمع بين عملها كأستاذة لمادة علم الغدد والهرمونات في كلية العلوم بالدار البيضاء ومسؤولية البيت كمتزوجة، وأم لثلاثة أطفال من جهة وعملها السياسي على رأس حزب اليسار الاشتراكي الموحد، ولا تتوانى في الحديث دائماً عن دعوتها لاحترام الحريات، وتكافؤ الفرص، والتشغيل والصحة، والعدالة والمساواة وقضاء مستقل ونزيه ما جعلها قريبة من هموم الناس، تعبر عن همومهم وتحمل رسالة التغيير الذي تنشده ضمن أنشطتها، وبرامجها التي تناضل اليوم من أجلها في حملتها الانتخابية الحالية في حي (سيدي بليوط) بالدار البيضاء، ويبقى رهان نبيلة في نظالها على جميع الواجهات منصباً أيضاً على المرأة التي ترى الزعيمة السياسية منيب بأنها لم تحظ بعد بما تضطلع به في مراكز القرار رغم كونها تتمتع بقدرة كبيرة للمساهمة في تنمية الديمقراطية، وهو ما يدفع منيب أن تدعو في نضالها اليومي وعبر الواجهات المختلفة إلى إشراك المرأة في مراكز القرار، دون تميز بينها وبين الرجل في مجتمع يحاول أن يظل فيه الرجل مهيمناً فيه في مجالات متنوعة في زمن أصبح فيه الجميع يؤمن بدور المرأة في التغيير نحو الأفضل.
وحتى في عز حرارة الحملة الانتخابية لم تغفل منيب مظهرها، أناقة، وابتسامة، وملامح امرأة توحي بالتفاؤل والثقة في النفس، الشيء الذي ربما لم يستسغه منافسها في الانتخابات منصف بلخياط، (وزير الشباب والرياضة سابقاً)، الذي (سخر) منها في تغريدة على «تويتر» أرفقها بصورة منافسته نبيلة منيب وقال: «من تكون هذه السيدة الجميلة؟ تبدو لي أنها من الطبقة البرجوازية.. إنني أجدها راقية جداً و«زاز». قبل أن يتدارك منصف بلخياط ويعتذر في تغريدة جديدة: «إذا كنت أسأت لأي شخص فأنا أعتذر».
لكن نبيلة منيب التي رأت النور بالدار البيضاء عام 1960 وحظيت بتزكية وموافقة (19) عضواً من المكتب السياسي لحزبها لم تلتفت يمنة ولا يسرة، فالمرأة مشهود لها بالحماس والطموح، استطاعت (ترويج) صورتها بشكل إيجابي عبر جميع وسائل الإعلام التي تحظى بتعاطفها وتقديرها؛ لأنها باختصار امرأة من حديد صارت اليوم معادلة يحسب لها منافسوها ألف حساب.
إنها نبيلة منيب الزوجة، والأم، والإنسانة، والأستاذة، والمناضلة.. التي تقدم صورة مشرفة للمرأة المغربية.