أريد خادمة
سيدتي أتمنى أن أجد لديك نصيحة؛ لأنني في أمس الحاجة إلى نصيحة، أنا لا أروي مشاكلي الزوجية لأهلي؛ لأن هناك مشاكل بين زوجي، ووالديَّ أدت إلى قطيعة، ولا أريد أن يزيد غضبهما عليه إن استشرتهما في مشكلتي.
زوجي افتعل الكثير من الخلافات بسبب عملي لكي يجبرني على ترك العمل، وقد رضخت لرغبته، وتركت عملي خوفًا من تفاقم الوضع، المشكلة الحالية هي أنه حرمني من الاستعانة بخادمة كانت تساعدني مرتين في الأسبوع، وحجته في ذلك هي أنني لا أعمل الآن، وأن عليَّ أن أقوم بكل واجبات بيتي بنفسي مثلي مثل ربات البيوت، وأنا لم أستطع أن أتأقلم مع هذا الوضع نفسيا وجسديا؛ ربما لأنني لم أتعود على ذلك في بيت أهلي، ولا بعد الزواج حين كنت أعمل عملاً وظيفيًا، حاولت أن أشرح له أن الوضع يرهقني، ولكنه يرفض النقاش، ويعتبر الموضوع تحديًا، وإثباتًا لسلطته، إذا فتحت الموضوع غضب وترك البيت، في آخر مواجهة خيرني بين تبني وجهة نظره، أو العودة إلى بيت أهلي.
زوجي يتعامل معي تعاملاً حسنًا بشكل عام، وهو كريم في المصروف، ويحب ولدنا كثيرًا، ولكنني لا أفهم لماذا يلجأ لهذا الأسلوب التعسفي، أصبحت أشعر بالنفور نحوه، وهو أصبح كثير الخروج، والسهر خارج المنزل.
الحائرة ص.
عزيزتي العناد يورث الكفر، والمسألة بينكما دخلت في طور العناد، أحسنت بعدم ذكر المشكلة لأهلك حتى لا تسوء العلاقات بدون داع. سوف أبذل لك نصيحة يمكنك تبنيها، ويمكنك رفضها، واعلمي أنك لست مخطئة بطلب مساعدة خارجية لتسيير شؤون البيت. فالمرأة التي كانت تُخْدَم في بيت أهلها من حقها شرعًا أن تستعين بخادم في بيت زوجها لو كان مقتدرًا.
زوجك يريد أن يشعر بأنك قبلت بدور الزوجة، وربة المنزل، ويتصور أن شكواك من الإرهاق، ورفضك للقيام بأعمال المنزل هو رفض للزوجية، والإنسان إذا واجه مشكلة عليه أن ينظر إلى الإيجابيات والسلبيات معا، من الواضح أن زوجك شخص انفعالي، ولذلك يجب ألا تُلحي عليه في أي أمر، اصبري، واعتبري تعسفه امتحانًا واستثمارًا للمستقبل، خصوصًا وأنك باعترافك تدركين أن في زواجك به الكثير من الإيجابيات. انقطاعك عن العمل الوظيفي ليس عقابًا، والخروج للعمل لا يعتبر وسيلة لهرب المرأة من مسئوليات إدارة البيت، ما أنصحك به حاليًا هو خدمة البيت قدر استطاعتك، بدون أن تشعري بأن قيامك بأعمال المنزل هو جور على كبريائك، وكرامتك، فأنت أولاً تخدمين نفسك، وتخدمين ولدك، وتخدمين الزوج الذي يؤنس وحدتك، ويغنيك عن الحرام، ويفتح لك بيتًا.
بعد فترة اعتبريها فترة مهادنة، وانتقال، حاولي أن تستقطبي زوجك لأداء بعض المهام الصغيرة في البيت، كالذهاب إلى السوق بدلاً منك، أو اصطحاب الطفل في نزهة خارج البيت؛ لكي تتوفر لك فرصة للراحة، والهدوء بين حين وآخر، إذا دعوت أهله على طعام خذي رأيه في ترتيب المائدة، واطلبي منه أن يساعدك في تزيينها.
واعلمي أن كل المشاكل الزوجية تجد حلاً في ساعات الصفاء بين الزوجين، لا بالجدل والشجار، الكلمة الحلوة تلين الحجر، وتعيد بناء الثقة، الرجل في النهاية يتمنى أن ترضى عنه زوجته كما كانت ترضى عنه أمه.. الزوجة مطالبة بأن تكون أمًا، وأختًا، وحبيبة لا ترى في حبيبها عيبًا.. فهي المرآة التي ينظر إليها يوميًا، ويتمنى أن يرى وجهًا حسنًا، بعد أن يسترد ثقته بأنك تقبلين بأنه رب الأسرة، وأن له الكلمة العليا، لن يرفض إذا طلبت مساعدة خارجية
أبناء وأمهات
سيدتي أنا أم لخمسة أبناء، مشكلتي هي أن ابني الكبير لم يعد يستمع لنصائحي، ويعتقد أن تفكيري قديم، ولا يناسب أبناء جيله، هو شاب مؤدب، ومتزن، وملتزم بالصلاة، والصوم، وهو طيب القلب جدًا، بعد أن أنهى دراسته الجامعية عبر عن رغبة في استمرار الدراسة للحصول على درجة أعلى.
مؤخرًا لاحظت بعض الأشياء التي حيرتني، ومنها أنني لاحظت وجود علامات محمرة على عنقه، ولاحظت أنه يحاول أن يخفيها بالملابس، وحين واجهته ادعى أنها كانت مزاحًا مع أحد أصدقائه، ولكنني لم أقتنع، وقلت له إنني أعرف أن الشجار لا يترك آثارًا كتلك، وإنما هي آثار تظهر عند المتزوجين فقط، فكرر أن صديقه كان يمزح معه فقط.
وحين احتدم بيننا الحوار قال لي إنه كبير، وإنه يعرف الفرق بين الصواب والخطأ، وأن عليَّ أن أفهم أن زمانه غير زماني، وأن ما أعتبره عيبًا يعتبر أمرًا عاديًا بين الشباب.
حاولت أن أفهمه أن هناك حدودًا لا يجب تجاوزها؛ لأن الشيطان يزين للإنسان المحرمات بطرق خبيثة، ولكنه أصر على أنه حر، وأنه لا يهتم بما يقوله الآخرون، وأنه يعتبر نفسه إنسانًا طبيعيًا، أنهيت الحوار بأن قلت له إن عليه أن يحافظ على سمعته؛ لأنه لا يعيش في عزلة عن المجتمع، ووعدني خيرًا، ولكنني مازلت قلقة، أتمنى أن أقنعه، وأغير تفكيره.
نحن أسرة محافظة، ولا يوجد لدينا اختلاط مع غير المحارم، أخشى أن تكون له علاقة عن طريق الهاتف، أو النت، أريده أن يصارحني، زوجي إنسان هادئ، وكتوم، ولا يتحاور مع أبنائه، تفكيره قديم، ومنه أن يعطي الأوامر، ولا يتفهم المشاعر، ولذلك لم أشركه في مخاوفي. فما رأيك؟
الخائفة مها
عزيزتي الخوف المبالغ فيه لن يحل المشكلة، ربما تكون لولدك تجربة، ولكن حصاره بالأسئلة، واستجوابه سوف يدفعه للتمرد والثورة. فهو نتاج تربية محافظة، ولاشك أن الوقوع في أي خطأ سيسبب له صراعًا داخليًا، وإن حاصرته بالأسئلة فسيضطر إلى الكذب حتى يواري حرجه، وزلاته.. وإن كانت العلاقة مع والده لا تفسح مجالاً للحوار فولدك ضحية عدم وجود القدوة. المجتمعات المحافظة لا تسمح للشباب بثقافة جنسية سليمة، ولذلك يقع بعضهم فريسة لإلحاح الجسد، ويوهم نفسه بأن الملامسات الجنسية التي لا تؤدي إلى اكتمال الفعل لا تعتبر حرامًا.
نصيحتي لك أن تتركي فترة زمنية حتى تهدأ الأمور بينكما، وانتهزي فرصة للحوار لكي توحي له بفكرة الزواج، وأن الزواج لن يضع نهاية لطموحه الدراسي، بل يكون مقدمة للتعرف على خطيبته كإنسان، وفرصة لتحقيق قدر من الإشباع العاطفي إلى أن تكون الظروف مهيأة لإتمام الزواج.
مهما كان زوجك هادئًا، وقليل الكلام فالحوار مع أبنائه جزء من مسئولياته، وسوف يُسأل عنه أمام الله. ولدك قد لا يشعر بالخجل إذا كلمه أبوه كما يشعر بالخجل في حوارك معه، فما من ابن يستطيع أن يصارح أمه بتجاربه الجنسية، فهناك حاجز من الحياء.
صفوة النساء
سيدتي لقد تخرجت منذ بضعة أسابيع، وحصلت على بكالوريوس الطب، وأذهلني أنني حصلت على تقدير هزيل، وحين ظهرت النتيجه قلت الحمد لله على كل شيء، ثم فوجئت بأن أهلي اعتبروا درجة نجاحي مصيبة، وفضيحة سببت لهم النكد، ذكروني بأنهم وفروا لي كافة وسائل الراحة، والله يشهد بأنني ما قصرت في المذاكرة، ولكن هذا هو نصيبي.
المشكلة هي أنهم يُشعِرُونَنِي بأن الفضيحة لن تتراجع، وأنني خيبت أملهم، لقد أنكروا أنني تخرجت خوفًا من شماتة الأقارب في أبي الذي كان يعتبرني الورقة الرابحة؟
أحب أبي كثيرًا، ولكن لم يعد بيدي شيء أحمله إليه يجلب له السرور.
لقد بدأت فترة الامتياز بدون أن أرجع لزيارة أهلي، حيثُ إنني أدرس في بلد آخر، ولم أشعر بفرحة تخرجي، بل أشعر بالذنب والقهر.
الحزينة بدور
عزيزتي ربنا يقول: «لئن شكرتم لأزيدنكم».
لو وضعت كل نساء الأرض في سلة، وحسبت نسبة المتعلمات، ونسبة الحاصلات على مؤهل عال، ونسبة الطبيبات لوجدت أنك في عداد الصفوة، يا ابنتي اذكري نعمة الله عليك، وتصوري أنك تمارسين مهنة الطب بعد عشر سنوات، وجاء لك مريض يطلب علاجًا، هل يسألك هذا المريض عن تقديرك عند التخرج؟
لقد نجحت، وحصلت على المؤهل، ومشوار العلم بدأ، ولم ينته، فالطبيب يظل طوال حياته طالبًا للعلم، مطلعًا على أحدث العلاجات، والأدوية.
إذا اعتبرت تخرجك، ونجاحك الذي أصبحت بفضله طبيبة إذا اعتبرته مصيبة فأنت ناكرة للنعمة إذا كان موقف أهلك كما وصفته في الرسالة فهم يجهلون أبسط مبادئ حسن التدين.
لا تستسلمي للإحساس بأن الظروف ظلمتك، اذهبي إلى أهلك، وقولي لهم إنك واحدة من صفوة النساء في العالم؛ لأنك طبيبة.