تكثر في فترة عيد الأضحى المبارك الذبائح ذات اللحوم الحمراء، التي تحتوي على مستويات مرتفعة من البروتينات، فتمدّ الجسم بالأحماض الأمينيَّة المهمَّة في كثير من العمليات الحيويَّة، وبعناصر مهمَّة جداً من الفيتامينات والأملاح المعدنيَّة، مثل مجموعة الفيتامين "بي" B المركبّة والحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والزنك، إلا أنَّ الإسراف في تناول هذه اللحوم قد ينطوي على مخاطر صحيَّة جمَّة.
"سيدتي نت" يلتقي بأستاذة العلوم الطبيّة، الدكتورة مها عبد الله، التي تحدثت عن الأمراض التي يسببها الإفراط في أكل اللحوم الحمراء وكيفيَّة الوقاية في الآتي:
إنَّ الأبحاث العلميَّة التي أجريت في العقود الماضية وجدت علاقة وطيدة بين الإفراط في تناول اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشرايين، نتيجة لاحتواء اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي تؤدي إلى زيادة مستويات الكولسترول الضارّ في الجسم.
أفضل وضعية نوم للحماية من ارتداد حمض المعدة
وأشارت إحدى الدراسات من جامعة هارفارد الأمريكيَّة إلى أنَّ الأشخاص، الذين يتناولون اللحوم الحمراء بمعدل 6 - 7 مرَّات في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان.
وعلى الرغم من عدم احتواء اللحوم الحمراء على كاربوهيدرات أو سكريات، فإنَّ كثرة تناولها يؤثر سلباً في قدرة البنكرياس على تنظيم السكر بالدم.
ويؤدي الإفراط في أكل اللحوم إلى زيادة احتمال الإصابة بمرض النقرس (داء الملوك)، بسبب ارتفاع معدّل حامض اليوريك في الجسم فوق المستويات الطبيعيَّة، نتيجة تراكم بلوراته حول المفاصل، خصوصاً أصابع القدم. وعادة ما يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بآلام شديدة، وإلى تورم واحمرار المفاصل، بالإضافة إلى الانزعاج وعدم الشعور بالراحة.
وإذا تزامن الإفراط في استهلاك اللحوم مع قلّة شرب السوائل، فإنَّه يزيد من احتمال الإصابة بحصى الكلى.
وتقدِّم الدكتورة عبدالله بعض النصائح، التي يمكن اتباعها في فترة عيد الأضحى المبارك، للتقليل من أضرار استهلاك اللحوم الحمراء قدر الإمكان:
- الاعتدال وعدم الإسراف والمبالغة في تناول اللحوم الحمراء، ولا سيما مرضى القلب والكولسترول وكبار السن بشكل عام، سواء في عيد الأضحى أو في غيره من الأيام.
- تجنّب تناول اللحوم نهائياً لمرضى الكلى والنقرس، والحصول على البروتينات من بدائل صحيَّة مثل الأسماك.
- اختيار قطع اللحم القليلة الدهون، مثل لحم الرقبة وفخذ الخروف، وتجنّب الأجزاء التي تصنف على أنَّها مرتفعة الدهون، مع الحرص التام على إزالة الشحم من قطعة اللحم قبل طهوها.
- استخدام التوابل والليمون بدلاً من الملح، والحرص على تجنُّب إضافة الدهون أثناء عمليَّة الطهو.
- سلق اللحوم أو طهوها في الفرن، بدلاً من القلي للتقليل من السعرات الحراريَّة المكتسبة.
- مضغ اللحم جيداً أثناء تناوله، للتقليل من حدوث الانتفاخات وعسر الهضم.
- الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الألياف، إلى جانب اللحوم، مثل الخضر والحبوب الكاملة، لأنها تساعد على تقليل سوء الهضم المصاحب لتناول اللحوم نتيجة خلوها التام من الألياف.
- تناول الأطعمة الغنيَّة بمضادات الأكسدة مثل الفواكه الحمضيَّة والتوت والطماطم والفلفل، فهي تحمي وتقلل من أضرار تناول اللحوم على الجسم.
- الحرص على شرب كميَّة كافية من الماء بشكل منتظم، طوال اليوم، لمساعدة الكلى على إخراج حامض اليوريك إلى خارج الجسم.
سيعجبك أيضاً: