أين؟ ومتى؟.. أسئلة مهمة لتحقيق النجاح

إنّ عناصر النجاح لأي مشروع تعتمد بشكل كبير على نوعية المنتج ومدى حاجة الناس له، ولكن ليس فقط نوعية هذا المنتج هي التي تحدد إذا ما كان سيلاقي نجاحاً أم لا، هكذا بدأ استاذ مساعد علم الاقتصاد  ياسر الغامدي كلامه لسيدتي وقال:هناك عوامل أيضاً لها دور، ودور مهم في ترسيم معالم هذا النجاح، ومن أهم هذه العوامل المكان أو السوق الذي يتم طرح المنتج خلاله، كذلك الوقت أو الزمان الذي يتم طرح هذا المنتج فيه فهذا أيضاً يساهم في حجم وصوله ليد المستهلك وبالتالي فهو يساهم بنجاح هذا المنتج, ومن ثم نجاح الاستثمار ككل ونجاحك وتحقيق الغاية الأساسية منه، وهي الربح..


 

ما أكثرها تلك المنتجات التي تطرح في الأسواق ويتوقع لها أصحابها الربح والنجاح ثم تنتهي بالفشل بل والخسارة والسبب هي تجاهل هذين السؤالين المهمين جداً، وهما أين ومتى أطرح هذا المنتج؟ ودراسة ذلك جيداً قبل الخوض في تجربة قد تنتهي بالفشل الذي يتجنبه الجميع، وللتفصيل في ذلك بشكل أكبر:

 

أولاً: عامل المكان

 المقصود بالمكان هو حسن اختيار السوق الذي سيتم طرح المنتج خلاله، فالكثير من الأسواق تبدو أسواقاً جيدة في ظاهرها, وأنّ الاستثمار فيها سيكون استثماراً مجدياً ولكن في حقيقة الأمر تكون هذه الأسواق أسواقاً متواضعة بالنسبة لهذا المنتج أو حتى فاشلة، بينما تكون أكثر حظاً لمنتج آخر، وهو السبب الذي غرر بالمستثمر، فليس كل ما يناسب منتج غيرك بالضرورة أن يناسب منتجك، والعكس صحيح، وتحديد المكان الناجح للاستثمار يخضع في أغلب الحالات إلى عاملين مهمين:

<  الأول: مدى حاجة المستهلك الموجود في المنطقة والذي يرتاد هذا السوق لهذه النوعية من السلع, ومدى تقبله في نفس الوقت لطبيعتها فيما لو كانت هذه السلعة من النوع الجديد ففي هذه الحالة ربما وجب عليك كمستثمرة أن تدرسي طبيعة المستهلكين وكيف أنك ستوصلين هذه السلعة لمرحلة بحيث تتناسب وأذواقهم أو أذواق غالبيتهم على الأقل، والطبيعي جداً أن تكون السلعة من النوع الذي يحتاجه غالبية رواد المنطقة وأنهم اعتادوا على استعماله بشكل متكرر، فعلى سبيل المثال ليس من المنطقي أو من الناجح أن يقوم مطعم ما بتقديم وجبات غذائية تتنافى مع عادات المجتمع، ففي هذه الحالة لن يجد هذا المطعم سوى الفشل، أو أن يقوم مستثمر بإنشاء مطعم للوجبات الخليجية في حي تقطنه أغلبية من العمالة الآسيوية وهكذا، فمن المفترض أن يتناسب ذوق أو طبيعة المستهلك مع نوعية السلعة المطروحة، حتى تلاقي رواجاً يتناسب مع كونها استثماراً مادياً، وفي حال أنّ سلعتك تلاقت مع الذوق العام المتواجد في الجوار ففي هذه الحالة بعد توفيق الله تكونين قد تجاوزت هذه النقطة بسلام.

< الثاني: والنقطة الثانية في عامل المكان والذي يتم اختيار المنطقة, أو السوق على أساسه هو حجم المنافسة، وبمعنى آخر مدى توفر هذه السلعة في السوق، ومن المفترض بك  كمستثمرة ناجحة أن تحاولي قدر الإمكان أن تبتعدي عن المنافسة وأن تبحثي بكل ما أوتيتِ من قوة عن أقل المناطق التي تتوفر فيها نوعيات من السلع مشابهة لسلعتك حتى لا يتم المقارنة بينهما مما قد يعود بالنتيجة بالأفضلية للسلعة, أو الخدمة القديمة المتواجدة قبلك, والتي تم تجريبها بالسابق من قبل المستهلك، والتي غالباً ما ستكون ثقته فيها أكبر، ولن يجازف بتجربة سلعة أو خدمة جديدة خاصة إذا لم تتميز بتقديم أي جديد أو إضافة عما سواها، ولذلك حاولي أن تبحثي عن أقل الأماكن التي تتوفر بها النوعيات المشابهة لمنتجك, ويا حبذا ألا تكون النوعية متوفرة من الأساس،  أما لو كانت السلعة متوفرة فهنا لابد من المنافسة ولابد من أن تجعلي لسلعتك أفضلية بتقديم خدمة أو مستوى ما غير متوفر عند البقية ليعطي لمنتجك نوعاً من الأفضلية عن بقية السلع، كأن تقومي مثلاً بتقديم خدمة توصيل أو صيانة أو خدمات ما بعد البيع وغيرها من الخدمات التي قد تجذب العملاء والمستهلكين، وتذكري دائماً أنه حتى وإن كنت رائدة لسلعة أو خدمة معينة فأنت اليوم وحدك، ولكنك مستقبلاً ستواجهين مجموعة من المنافسين، فعليك كسب ثقة المستهلك فيما تقدمين منذ البداية ولا تعتمدي على انفرادك لأنه سيكون مؤقتاً فقط لضمان ألا يلجأ لغيرك بمجرد أن يصبح متواجداً في السوق..

 

ثانياً: الزمان

وعنصر الزمان لا يقل بأهميته عن عنصر المكان وعن نوعية المنتج، فكما أنك تفكرين في نوعية السلعة ومدى حاجة الناس لها فلابد عليك أن تعرفي متى تقدمين هذه السلع للمستهلك، فالكثير من السلع يزداد الطلب عليها في مواسم معينة مما يعني أنّ توصيلها ليد المستهلك يكون أسهل بكثير من أي أوقات أخرى، بل إنّ هناك نوعيات من السلع لا يحتاج إليها المستهلك نهائياً في أوقات أو مواسم من السنة, وبالتالي فعليك قبل كل شيء أن تعرفي ما الزمان المناسب لطرح المنتج بحيث يصل لأكبر عدد من المستهلكين مما يوفر عليك مجهوداً إضافياً قد يطلب منك فيما لو أنك طرحته في وقت آخر، فمن الطبيعي مثلاً أن تعلني عن منتجك الغذائي الجديد في شهر رمضان حيث ترتفع معدلات بيع الأغذية لأعلى مستوياتها كما أنه من المفترض أن تقومي بعرض برنامجك السياحي خلال فترة الصيف، فهو الوقت الذي يرتفع فيه الطلب على هذا النوع من الخدمات، وليس من الطبيعي أن تقومي على سبيل المثال بعرض منتجك من البطانيات أو أجهزة التدفئة خلال موسم الصيف حيث إنّ الطلب عليها في هذا الوقت يكون شبه معدوم أو معدوم تماماً، بل سيكون ذلك سبباً قوياً لتجاهل أو إهمال المستهلك لسلعتك أو الخدمة التي تقدمينها، وبالتالي فإنّ اختيار الزمان المناسب يلعب دوراً رئيسياً ومهماً في تسويق منتجك وإيصاله لأكبر عدد من المستهلكين والمنتفعين لتبقى لديك في النهاية قضية جودة المنتج ومدى قبول المستهلكين له مما يعني في المحصلة وبعد جمع النقاط جميعها مستوى نجاح هذا المنتج وتحقيق الربح، وبالتالي نجاح الاستثمار الذي يجعل منك مستثمرة ناجحة.