إذا كنت زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم.. وعسى أن يكون رجلك ذكياً!
الزوجة: لا أجد الدعم النفسي الذي أحتاجه من زوجي
لماذا تعاندني الأحداث وتنقلب عكس توقعاتي؟ ليس العكس فقط، بل كلما وضعت خطة «أ» و«ب»، يحدث ظرفٌ يغيّر جميع الخطط! لا لست أشكو من الظروف، بل من يعايشني هذه الظروف ويتركني أتعامل معها بمفردي، وكأنه ليس شريكاً فيها!
قد أتحمل الخذلان مرات عدة، ولكن عندما يتعلق الأمر بمن يقاسمني ظروفي ويخذلني، فهذا أمر صعب عليّ تحمله، خاصة وأنا في هذا الوضع الحالي بعد ولادة طفلنا الأول سعد، ماذا يفعل زوجي محمد؟ حضر الولادة وكأنه لم يكن معي! خلال فترة حملي، علمته الكثير عن طريقة دعمي، وماذا أحتاج منه وكيف أريده أن يساعدني، وقد كان متجاوباً جداً ومتفهماً، مظهراً حماسه ودعمه، ولكن عند التنفيذ ماذا حدث؟ جلس على الكرسي بجانبي منهكاً، وكأنه هو الذي سوف يلد ولست أنا!
أتفهم جيداً أن مدة المخاض كانت طويلة، وأنه تعب، ولكن في نفس الوقت، أنا المتعبة أكثر منه، وأنا من عانت من الولادة الصعبة، أين ذهب كلامه في مراعاتي أثناء الولادة؟ حسناً، وماذا عما بعد الولادة؟ عدنا إلى بيت بصحبة مولودنا الصغير، فماذا فعل؟ المفروض أنه في إجازة كي يساعدني، ولكن الحقيقة هي أن والدتي أتت لمساعدتي كل يوم، وهو مستريح بحجة أنه يساعدني في الليل! ماذا يفعل في الليل؟ أنا التي أرضع وأغيّر الحفاظ وأسهر أراقب تنفس الصغير، بينما محمد يغط في نوم عميق يصعب إيقاظه.
كل الخطط التي وضعتها وسعيت لتنفيذها لم تنفّذ! أجدني محبطة، أغراضي متناثرة لا أدرى كيف أعتني بمولودي، ومحمد يجلس في البيت يتابع عمله، مما يشكل عليّ ضغطاً أكبر، لكي أحافظ على هدوء البيت؛ كي يعمل من المنزل! أمي تساعدني في غسل الملابس والتنظيف والطبخ، ولكني أبقى أنا وسعد بمفردنا، أين وجود محمد معنا؟ إنني متعبة، بل منهكة، ولا أجد الدعم النفسي والمعنوي الذي أحتاجه من زوجي وشريكي في هذه المرحلة، أحياناً أود أن أصرخ بوجهه متسائلة: «هل تعلم أن سعد ابنك مثلما هو ابني؟».
عندما أشكو أو أنفجر بالبكاء لا يتفهم أن تغييرات الهرمونات في جسمي تسبب لي هذه الحالات، بل يلومني بسبب الفوضى، وأنها تؤثر على نفسيتي وعدم ترتيبي للمنزل يجعلني محبطة! لماذا إذا لا يرتب هو؟ أين دوره؟ وكأنه متكل على وجود والدتي معي، أم يظن أنه هو الذي ولد ولست أنا!
فاطمة «28 – موظفة استقبال في شركة خاصة»
إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم.. ولعلها تكون ذكية!
الزوج: أنا أب لأول مرة مثلما هي أم للمرة الأولى!
كآبة في كآبة!! بكاء ونواح وشكوى؟ هل هذا ما كنت أتخيل أن يحدث عند ولادة طفلنا الأول؟ سعد، أسميناه أنا وزوجتي فاطمة «سعد»؛ كي تكون أيامه وأيامنا مليئة بالسعادة والبهجة؛ كي يجلب لنا الحظ الوفير ويملأ حياتنا فرحاً، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً، فها هي أربعة أشهر مرت وفاطمة من شكوى لأخرى، تارة تشكو من عدم مساعدتي، مع أنني أخذت إجازة لأجلس معها في البيت، وأرعى طلباتها، لكنها تتذمر عندما لا أنفذ ما تطلبه بالطريقة الصحيحة، كيف لي أن أعرف الطريقة الصحيحة، وأنا أب لأول مرة مثلما هي أم للمرة الأولى!
اتفقنا على تقسيم المهام كي تكون مرتاحة، فوالدتها تأتي كل يوم لتعد لنا الطعام، وتساعد في ترتيب المنزل، وأنا قلت لفاطمة إنني على استعداد لأن أرعى سعد في الليل، لكنها توقظني من النوم؛ كي أرضعه زجاجة الحليب وعندما يتقيأ، تغضب وتتهمني بأنني لا أعرف شيئاً!
نعم، أنا لا أعرف شيئاً، أنا لست أمه، أنا أبوه، ودوري ليس أساساً بل جانبي، وبصراحة أكثر، أرى أن فاطمة تتدلل، وتتكل على الغير، فلا أرى أي سبب يجعلها تكتئب، ولا أفهم ما الذي يمنعها من الاستمتاع بهذه المرحلة؟ فسعد في أسابيعه الأولى، كان ينام معظم الوقت وفاطمة كان لديها الوقت الكثير لترتب أغراضه وترتب الغرفة، لا أتحدث عن التنظيف، بل الترتيب الذي لا يستطيع أحد سواها القيام به؛ فهي تعرف أين تضع أغراضها وأغراض المولود، ولكن النتيجة هي مضي ثلاثة أشهر، وغرفتنا تضج بالحاجيات وكذلك غرفة سعد، أغراض هنا وهناك، وهذه الفوضى تتعب النظر وتوتر الأعصاب وتجعلني أشعر بالكسل والملل، عندما ألفت انتباهها إلى ذلك تنزعج، وتتهمني أنني لا أقدر ظروفها وأن الحمل كثير عليها!
كيف لي أن أتعامل معها؟ فجأة، تبدأ بالبكاء وتريدني أن أخفف عنها، وعندما أقول لها بأن هذه الفوضى التي حولها تؤثر سلباً على نفسيتها، تنقلب وتتوتر وتتهمني بأنني لا أفكر سوى بنفسي، ولا أقول هذا سوى لأنني أريدها أن ترتب المنزل!
أنا لست بهذه الأنانية، لكن يجب على فاطمة أن ترفع من معنوياتها قليلاً، وتنشط وتعيد لحياتنا نظامها وترتيبها الذي كان قبل قدوم سعد، عليها أن تدرك أنها أصبحت أماً؛ فهي الأم ولست أنا وليست والدتها، إن استمرت على هذه الحال، فكيف لنا أن نفكر بالإنجاب من جديد؟ كيف لنا أن نستقر، ونكون أسرة منظمة ومرتبة، مثلما كانت تحلم!
محمد «29سنة –مبرمج كومبيوتر»