باريس تحتفل بالسعودية. هكذا قد يظن البعض حينما يقرأ خبراً مفاده أن الروائي السعودي محمد حسن علوان، فاز بجائزة أفضل رواية عربية مترجمة في عام 2015 وذلك عن عمله الأخير «القندس» الصادر عن دار الساقي.
أمر لم يتوقعه أو ينتظره حتى محمد حسن علوان، رغم أن هذه الرواية سبق ورشحت للفوز بجائزة البوكر العالمية، إلا أنه بجائزة معهد العالم العربي، ومؤسسة جان لوك لاغارديير في باريس، دخل إلى العالمية من بابه العريض، إلى جانب من سبقه من زملائه في السعودية، وهم عبده خال، ورجاء عالم، وقد سبق هذا النجاح اختياره ضمن أفضل 39 كاتباً عربياً تحت سن الأربعين، ليدرج اسمه في أنطولوجيا بيروت 39.
محمد حسن علوان رجل هادئ، خفيض الصوت، ثاقب النظرة، عميق التحليل، انسيابي القلم والوصف، رجل صاحب رؤية خاصة به في هذا العالم، ينقلها إلى القارئ من خلال رواياته التي نشرها واحدة تلو أخرى، مثل «سقف الكفاية»، «القندس»، و«طوق الطهارة»، هو من يقول: «الناس لا يحبون الصدمات المفاجئة، لكني أفضلها على تلك البطيئة التي تستقطب حزني ببطء، إني أفضل الصفعة المباشرة على انتظارها».
وفي هذا السياق يقول علوان: «تستمد الكتابة طاقتها من ذاتها؛ لذا تشكل بالنسبة لي حاجة وجدانية عميقة، أجدني مضطراً إليها ولو لم يقرأ لي أحد، ثم بعد ذلك لكل قارئ أن يجد في الرواية ما يستحق أن ينفق عليها بعضاً من وقته، أي أدعوه بطريقة ما؛ ليجرب حظه مع روائي مثلي».
ولد محمد حسن علوان في العاصمة السعودية الرياض، يبلغ من العمر 36 عاماً، حاصل على بكالوريوس نظم المعلومات من جامعة الملك سعود، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية.
كتب العديد من المقالات في الصحف السعودية والفرنسية والأمريكية؛ لذا لم يكن مستغرباً احتفال الصحافة الغربية بفوزه بجائزة معهد العالم العربي في باريس، خصوصاً بعد أن حققت رواية القندس بنسختها العربية نسبة مبيعات عالية، كونها تغوص في فضاء الغربة ومعنى الوطن، وهذا ما يصفه علوان بقوله: «القندس هو الرمز المحوري الذي قامت عليه الرواية عن طريق المقاربة التي قام بها بطلها «غالب الوجزي»، بين السلوك الاجتماعي لأفراد عائلته المفككة في الرياض، وحيوان القندس الذي يرتع في أنهار ولاية «أوريغون» الأمريكية. حاولت رواية «القندس» تسليط الضوء على حالة عائلة «الوجزي» عبر ثلاثة أجيال كما رآها ابنهم «غالب»، وبالتالي فإن آراءه حول عائلته تمت صياغاتها بناءً على رؤيته للحياة، ونظرته لما حوله، وبالتالي فهي آراؤه الشخصية كبطل يعاني من تراكمات نفسية سيئة بسبب نشأته وسط عائلة مفككة وفي ظروف متقلبة».
وقد نشر محمد حسن علوان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي face book صورة لغلاف روايته القندس المترجمة مع تعليق «الحمد الله» بعد إعلان فوزه بجائزة المعهد العربي في باريس، وأبدى محمد حسن علوان سعادة كبيرة بفوزه بهذه الجائزة، كما سبق ورشحت روايته بنسختها العربية لجائزة البوكر العالمية عن القائمة القصيرة. يقول: «تلقيت الخبر كما تُتلقى البشائر، سعدتُ بذلك وتمنيت أن يكون في ذلك فرصة للرواية أن تصل إلى قراء أكثر، يقرؤون ويعلّقون ويتواصلون معي بما يثري تجربتي ويحقق لي أحد محفزات الكتابة وهو التواصل».