إذا كنت زوجة أو ابنة، أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم، وعسى أن يكون رجلك ذكياً.
الزوجة: أنا لست دمية.. أنا لست جارية
سأكون جريئة وأطرح مشكلتي، مع أن جرأتي هذه قد لا تتعدى هذه الأسطر، ولا أجرؤ على طرحها حتى لأقرب صديقاتي، وللأسف عدم جرأتي هذه بسبب مزيج من المشاعر والأفكار، منها مجتمعنا المتكتّم، ومنها عدم الثقة بحسن نوايا الطرف الذي قد أشكو إليه؛ ولأتفادى الكثير من المقدمات والتطويل سأقولها وبصراحة، مشكلتي هي زوجي نواف ورغبته الحميمة المتأججة في كل الأوقات، أشك أنه يعاني من إدمان على ممارسة العلاقة الحميمة، فرغبته يصعب إشباعها، وإن اكتفى فسرعان ما يطلبها من جديد.
عندما أسترجع شريط علاقتي معه، فلا أذكر أنه كان هكذا عند بداية زواجنا، فقد مر على زواجنا عشرة أعوام وأصبح لدينا طفلان، لكنه ومنذ أكثر من عام ونصف العام تغيّرت مطالبه، أصبح يريدني أن أتزيّن له وأتعطر، وأرتدي ملابس مغرية، ليس هذا فقط بل أصبح أيضاً يشعرني وكأنني دمية أو جارية تنفذ له ما يرغب ليشبع رغباته، لا أدري حقاً إن كان يتعاطى حبوباً منشّطة، أم يداوم على مشاهدة أفلام إباحية، فهذه الأمور ستزيد رغبته، وبلا شك سلوكه تغير وأصبح عصبي المزاج، وكأن محور حياته بات ممارسة العلاقة الحميمة لدرجة بدأت أتقزز منها، والمصيبة الكبرى أن هذا السلوك وتلك المطالب بدأت تنعكس على أطفالنا، كيف؟ سأقول لكم، تخيلوا معي أن نكون قد واعدنا صغارنا لاصطحابهم لحديقة الألعاب يوم العطلة، ولكن نواف في صباح ذلك اليوم تجتاحه الرغبة مجدداً، وعندما أرفض بلطف لأننا قد وعدنا الصغار وعلينا الذهاب بعد قليل، ينزعج ويغضب ويقرر عدم الذهاب معنا، لهذه الدرجة أصبحت تصرفاته غير محتملة، ثم ينهال عليّ بالاتهامات بأنني أدفعه للزواج بامرأة ثانية.
هل هذه مقدمات لقرار يود اتخاذه؟ هل ينوي حقاً الزواج ويريدني حجة ومبرراً؟ لمن أشكو مخاوفي؟ لهذا قلت إنني لا أستطيع حتى الشكوى لأقرب صديقة لي، فهي غير متزوجة، وكم سمعت عن قصص صديقات سرقن أزواج صديقاتهن، فهل أنا على استعداد أن أخسر زوجي وصديقتي؟ لا أثق بأحد ولا أتجرأ على طرح مشكلة كهذه مع والدتي؛ لأنها أول ما ستنصح به بأن هذا زوجك وعليك مداراته كي لا يلتفت لغيرك، هذا هو مجتمعنا، علينا الرضوخ لعدم الخسارة، إن كان الأمر هكذا فما هو المكسب في حياتي؟ هل هو مجرد الضمان المادي؟ إن كان الأمر كذلك فأنا معلمة، ولديّ وظيفتي، الاستقرار؟ أستقر في بيت أهلي، ولكن هل مجتمعنا يرحم خصوصية المرأة المطلقة؟
لست سعيدة بزواجي ولست سعيدة بحياتي، وبدأت أكره نفسي وخضوعي، أنا لست دمية، ولست جارية، أنا امرأة لها كيانها ومشاعرها وأيضا متطلباتها، أفيدوني ما الحل؟
سارة (33 عاماً - معلمة)
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لسارة.
إذا كنت زوجاً أو أباً، أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم، ولعلها تكون ذكية.
الزوج: لديّ الحق بالزواج مثنى وثلاث ورباع
حكمة الله أن يعطي حقاً للرجل بالزواج مثنى وثلاث ورباع، فرغبات الرجل غير رغبات المرأة، وهذه الرغبة إن لم تكفها امرأة واحدة فما الخلل بأن يفكر الرجل بامرأة ثانية؟ هل نحن البشر نعارض حكم الله في هذا؟ لماذا نعتبر أن التمدن هو الأساس وأن الشرع والدين يهضم الحقوق ويقف ضد التحضّر؟
تزوجت سارة منذ عشر سنوات، امرأة جميلة وودودة، أحببت طباعها ومرحها وجمعتنا ذكريات جميلة، منذ البداية، وأنا متفهم أنها تحب عملها كمعلمة، ومتفهم أيضاً تعلقها بتلاميذها الصغار، ولم أفكر أبداً بحرمانها من هذا العمل، كنت متفهماً لتعبها أحياناً ومعاناتها من الصداع بسبب الأطفال، وأصواتهم العالية في المدرسة، لم أشتك أو أحثها على ترك العمل، بل كانت سعادتها ترضيني، ومثلما أنا راضخ لوضعها ورغبتها فما الخلل بأن ترضخ هي أيضاً لرغباتي كرجل؟
لماذا تزعل عندما أغضب وأقول لها إنها تدفعني للزواج بأخرى؟ أنا صريح معها نعم، فهي حقاً تدفعني للبحث عن زوجة، فما العيب إن طلبت منها أن تتزين لي وترتدي ما أحب أن أراه عليها من ثياب؟ ما العيب بأن تكون (جارية) لزوجها كما تقول؟ وهل هنالك حدود بين الزوج وزوجته؟ لماذا تقيّم تصرفاتي وكأنه سلوك غير طبيعي؟ فما أدراها ما الطبيعي وما غير الطبيعي؟ أنا وسط عالم الرجال وأعلم كيف يفكرون ويتحدثون، وأتحدى رجلاً يأتي ويقول لي إن رغباته محدودة، ربما الفرق يكمن بأن هنالك من يعبر عنها أكثر من غيره، وهنالك من يحاول كتمانها، وإن فعل فقد يمرض أو يصبح عصبي المزاج، وأنا لا أريد المرض لا عضوياً ولا نفسياً، ولدي زوجة أحبها وأرغبها فما الخطأ؟
سارة الآن قلقة ومتوترة، وأشعر بأنها بدأت تفكر بأنني سأتزوج عليها، ربما هذا التفكير قد يدفعها للاهتمام بعلاقتنا أكثر وبأن تحافظ عليها، قد أكون أنانياً في تفكيري، ربما، ولكن فكرة الزواج هذه سمعتها من صديق قديم قالها مرة تهديداً لزوجته، والنتائج كانت مفيدة، الفرق أنني لا أهدد بل أعني ما أقول، فإن كانت النتيجة بأن تحاول سارة التجاوب أكثر وإعطاء علاقتنا حقها فسأكون سعيداً لأنها تسكن قلبي وعقلي، ولا أود أن أجرحها وأحاول أن أجنبها هذا الألم، وإن لا، فهذا كلام الله والشرع والدين: مثنى وثلاث ورباع. هل أنا مخطئ؟
نواف (35 سنة - أعمال حرة)