إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليكِ، فهذه الصفحة لكِ. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً!
قرارات العام
لا أدرى كيف مر هذا العام! وها هي أيام معدودة لنودعه ونستقبل عاماً جديداً. ومثل عادتي في كل سنة، أضع لائحة لما أود تحقيقه في السنة المقبلة، ولائحتي للسنة الجديدة لن تختلف كثيراً عمّا وضعته في لائحة هذا العام، وهي كالآتي:
- مزيد من الأوقات العائلية.
- الغذاء الصحي وممارسة الرياضة (دائماً وأبداً).
- أن أهتم بمظهري مهما كانت حالتي النفسية.
لا أظن أن هذه النقاط الثلاث صعبة المنال، وكوني وضعتها ثانية للعام المقبل فهذا يعني أنني لم أحققها هذا العام. وإذا تساءلتم عن السبب فهو ليس أنا، بل زوجي الحبيب محمد، الذي لا يكتفي فقط بانتقاد خططي، بل أيضاً وضع العراقيل أمامي، وكذلك السخرية من لائحتي!
ما الخطأ بأنني أريد تحقيق المزيد من الأوقات العائلية؟ محمد يبدأ برمي أول حجر في طريقي بحجة أنه يعمل أحياناً لأوقات متأخرة، ويكون متعباً أو أن الأوقات العائلية تأتي لوحدها، لا أن نخطط لها. وإن تحدثت عن ممارسة الرياضة والغذاء الصحي يبدأ كذلك باتهامي بأنني أريد أن أخسر بعض الكيلوغرامات من وزني، وأجعل العائلة كلها تعاني. أما الاهتمام بمظهري فالحمد لله لحد الآن لم يعلق، ويبدو أن السبب يرجع لأن مسألة المظهر تخصني وحدي، وبما أنها لا تشمله فلن يعلِّق! سأعترف وأقول إنني أضع قرارات في بداية كل عام، ولكني أحياناً أفشل في الاستمرار، والسبب صدقوني هو ليس كسلي، بل لا أجد أي تشجيع من محمد وأولادي. ماذا أفعل والكل ينتقدني؟
أشعر بأنني جنديّ محارب وسط جيش كامل ضده، الكل ينتظر مني خطأً واحداً كي تُشن حرب ضد قراراتي؛ لحثي على الانسحاب، ثم اتهامي بالفشل وعدم الاستمرار. محمد يتهمني أيضاً بزيادة المصرف بهذه القرارات، حسناً، قرارات هذا العام لن تجلب مصاريف خارجية؛ فالأوقات العائلية هي أن نجتمع مع الأهل والأقارب أو نشاهد معاً فيلماً في المنزل أو نلعب لعبة عائلية، وممارسة الرياضة ستكون تمارين في المنزل أو المشي، ولن أسجل هذه المرة في النادي؛ لأني لا أريد تكرار تجربة العام الماضي؛ حيث لا محمد ولا الأولاد التزموا بالمواظبة على الذهاب للنادي، والحجج كانت كثيرة ولا تنتهي! ربما الاهتمام بمظهري سيحمل بعض المصاريف، ولكن لا أظن أن محمداً سيعلق أو يستاء إن كانت هذه المصاريف تخصني شخصياً. أو ما رأيكم.. هل سيحتجُّ على هذا أيضاً؟
نادية (41- موظفة في بنك)
إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً... وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!
قرارات سطحية
ها نحن على مشارف العام الجديد، نودع عاماً ونستقبل آخر، ونستعد للائحة قرارات زوجتي نادية! وهذه المرة بالذات لن أسكت أو أشجع أو أساير؛ فقد مللت من هذه الحالة، وهذه القرارات التي لا تحمل سوى مصرف زائد وحماس لا يدوم أكثر من شهرين.
في العام الماضي قررت نادية أن تجعل من عامها الجديد أكثر صحة، ليس فقط عليها بل علينا جميعاً، تحمست وشجعت وبدأت سلسلة المصاريف التي شملت شراء طناجر جديدة مع أن طناجرنا التي نستعملها عمرها أشهر، ولكن نادية مصرة أن هذه الطناجر غير صحيةّ! حسناً، طناجر صحية جديدة، ولائحة تسوق أسبوعية بمكونات (أورغانيك)، كل شيء تريده أن يكون طبيعياً، منعتنا من تناول السكر واستبدلته بالدبس، والزيت العادي استعاضت عنه بزيت الزيتون الطبيعي حتى في الطبخ... ماذا أيضاً؟ ها تذكرت، لقد رمت جهاز المايكرويف؛ لأنه غير صحي أيضاً! هذا المسلسل بدأ في الأسبوع الأول من هذا العام، وكانت حلقته الأخيرة حسبما أتذكر في أواخر الشهر الثاني، يعني لم يطل أكثر من شهرين، وحتى نهايته كانت هادئة جداً، ولم نشعر بها، ويبدو أن النهاية بدأت تدريجياً؛ لأنني وجدت السكر في المنزل، والإجابة كانت أن الدبس قد انتهى، ونسيت أن تشتري. والطناجر الجديدة لم تعد تستعمل لنعود ونشتري طناجر أخرى كتلك القديمة التي رمتها، وسبب العودة هذه هي أن الطناجر الصحية والمصنوعة من الحديد الثقيل، يصعب غسلها، وأصبحت نادية تشكو من آلام في الكتف والذراع.
حجة وراء حجة تخفي حقيقة مللها من الالتزام وتطبيق قراراتها، وطبعاً هذه ليست المرة الأولى؛ ففي العام الماضي أرغمتنا على الانضمام إلى نادٍ رياضيّ وتسجيل اشتراك عائلي لأدفع مبلغاً لا يستهان به كل شهر. وأخذتنا في جولة للتسوق؛ كي تشتري لنا أطقماً وأحذية رياضية. ماذا حدث؟ بعد أقل من ثلاثة أشهر انتهى الموضوع، ولم تعد تذهب ولا أحد منّا يذهب، واضطررت للاستمرار بالدفع إلى نهاية العام؛ فقانون الاشتراك منعني من أن ألغي العضوية قبل مرور عام!
إلى هنا وكفى... لا قرارات جديدة ولا سلسلة مصاريف هذا العام. وإذا كانت نادية ستعدني كسولاً ومملاً، ولا أطمح للتغير للأفضل، ليكن... لأن الحقيقة هي أنني أريد أن أمنع هذا الطيش والقرارات السطحية التي لن تجلب سوى مصاريف نحن في غنى عنها، وضغوط بالالتزام بوضعية نادية نفسها لا تلتزم بها. وإن كانت حقاً متحمسة للتغير فلتبدأ هي، وتلتزم بما تقرره، ولتكن قدوة لنا. لماذا تتحجج بنا وتطلب دعمنا، إمّا أن نكون معاً وإمّا نصبح المسيئين لها!
محمد(45 – مهندس معماري)