تحتلّ الفنانة حنان ترك مكانة كبيرة في قلوب مشاهديها. فقد استطاعت أن تحتفظ بنجوميتها على مدى عشرين عاماً، هي تاريخها في الفن، حتى بعد حجابها، استطاعت أن تحتفظ بنجوميتها من خلال أدوارها التي قدّمتها في الدراما التلفزيونية بداية من «أولاد الشوارع» مروراً بـ «القطة العميا» وأخيراً مسلسل «نونة المأذونة» والذي تقدّمه في رمضان هذا العام من خلال شخصية لم تقدّم في الدراما بكافّة أنواعها وهي شخصية المأذونة... حنان دائماً ما تعيش قبل رمضان إحساساً مختلفاً فهي تنتظر هذا الشهر من العام للعام الذي يليه. «سيدتي» التقتها في الحوار التالي:
كيف تعيشين يومك في رمضان؟
في رمضان، أقوم بتحضير برنامج يومي من ختم للقرآن وصلاة تراويح وتهجد. وأتسابق أنا وولدايّ في ختم القرآن وأشجّعهما على ذلك لأنني أحاول أن أغرس فيهما دائماً حب الله وتعاليمه.
يوسف وآدم الحمدلله يصومان ويؤدّيان الصلاة في مواعيدها. كما أحاول أيضاً أن أغرس فيهما كل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. لذلك، فإن رمضان بالنسبة إليّ عبادة أتفرّغ لها قبل الإفطار وبعده، إلى جانب أنني أؤدّي واجبي الاجتماعي أيضاً في منظمة الإغاثة الإسلامية في جمعية "حياة بلا تدخين".
نونة المأذونة
شخصية «نونة المأذونة» جديدة على الدراما العربية وتقدّم للمرّة الأولى، ما الذي حمّسك لتقديم هذه الشخصية؟
هي المرّة الأولى التي أعرف فيها أن هناك مأذونة امرأة. فقد أخبرني أحمد نور ود. خالد حلمي منتجا العمل في شركة «راديو وان» أن هناك ثلاث مأذونات في مصر، لم أكن أعرف عنهن شيئاً من قبل، لأنني لم أكن متابعة لهذا الموضوع. وكنت أعتقد أن هذه الوظيفة لا يمتهنها إلا الرجال فتحمّست للفكرة.
هل قابلت المأذونات في الواقع؟
لم أقابل أياً منهن، لكن، بدأت أتعامل مع الموضوع على أن المأذونة تكون حاصلة على بكالوريوس حقوق وماجستير في القانون إلى جانب دراستها في الأزهر، لكي تكون ملمّة بالعلوم الشرعية. فتعاملت مع الشخصية من هذا المنطلق وتخيّلت مع المخرج والمؤلف الشكل المناسب الذي تقدّم الشخصية من خلاله.
لماذا فضّلت «نونة المأذونة» هذا العام وقمت بتأجيل مسلسل «رسائل» والذي كنت ستقدّمينه هذا العام أيضاً؟
لأن ظروف الوطن وما بعد الثورة تتطلّب تقديم مسلسل مناسب للمرحلة التي تمرّ بها مصر. فرأيت أن مسلسل «رسائل»، سيكون غير مناسب بعد ثورة 25 يناير. فيجب أن نكون «ضيوف خفاف»، لأن مسلسل «رسائل» من نوع الدراما التراجيدية الثقيلة جداً. فالأحداث محزنة لدرجة أنني قلت لكاتب العمل الدكتور محمد سليمان: «أشعر بالإرهاق وأنا أقرأ السيناريو». فوجدنا أنه ليس مناسباً للمرحلة، فما بالك بالمشاهد؟
في الوقت نفسه، شعرت أن «نونة المأذونة» مناسب لأنه اجتماعي كوميدي وحلقاته منفصلة وستكون خفيفة على المشاهد في رمضان.
ملابس المأذونة
المأذونة لها شكل وملابس معيّنة، كيف أعددت نفسك لهذا الدور؟
استعنت بصديقتي وهي مصممة أزياء في تصميم الشكل الذي ستكون عليه الشخصية من ملابس واكسسوارات، سواء مشاهدها كمأذونة في وقت عقد القران أو الملابس التي ترتديها نونة في حياتها العادية.
منذ ارتديت الحجاب وأنت تقرإين في العلوم الفقهية والشرعية، هل قرأت عن المأذونة لتكوني مستعدّة لأداء الشخصية؟
أكيد قرأت أيضاً في «فقه الزواج»، لأن هناك أشياء يجب أن أطّلع عليها تقال كمعلومات أثناء الحوار في عقد القران. ولا بدّ أيضاً من القراءة عن زواج المحلّل.
يتمتّع المأذون وبالتالي المأذونة بوقار في شخصيته، كيف استطعت أن توازني بين الوقار والكوميديا؟
أنا لا أتعامل مع المأذونة على أنها شيخة. فإذا تعاملت معها من هذا المنطلق، كان التوازن بين الوقار والكوميديا صعباً. إنما أنا أتعامل مع المأذونة على أنها محامية شرعية.
كيف تكون حياة نونة؟ هل هي متزوّجة أو لها ارتباط عاطفي بشخص ما في المسلسل؟
هي ليست متزوّجة ولا تحب. ليس هناك خط رومانسي في الموضوع، لكنها طموحة فقط وتريد أن تنجح في عملها وتحقّق ذاتها. كما تحاول أن تحقّق أمنية والدها الذي كان يعمل مأذوناً أيضاً، وكان يتمنى أن ينجب ولداً ليأخذ المهنة من بعده. لذلك، فهي تصرّ أن تحقّق هذه الأمنية وأن تثبت له أن المرأة مثل الرجل لا ينقصها شيء عنه.
حرية الفنان
هل اختلف الفن بعد الثورة؟
نحن لم نرَ شيئاً إلى الآن، والإجابة على هذا السؤال ليس الآن وقتها.
في نظرك ما هي الحرية المتاحة للفنان؟ وهل لك توجّه سياسي معيّن؟
الثورة قامت من أجل حرية الرأي، وبالتالي, الفنان من حقّه أن يفعل ما يريده سواء الانضمام إلى حزب سياسي أو ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية. وأنا عن نفسي كفنانة أقدّم وأعبّر في أعمالي عن كل التيارات السياسية من خلال الشخصيات العامة وغير العامة. وليس لي توجّه سياسي، لأنني فنانة وأقدّم كل التيارات السياسية في أعمالي وبالتالي لا يصحّ أن يكون لي اتجاه سياسي في الواقع.
هناك انتقاد للفنانــة المحجبة وهو أنها تجلس بالحجاب مع أسرتها في العمل الدرامي، وهذا لا يحدث في الحياة العادية حيث تجلس من دون حجاب وسط أهلها، فكيف تغلّبت على ذلك في المسلسل؟
في المسلسل أقيم مع أبناء عمي في المنزل نفسه وابن العم يجوز لي الزواج منه، وبالتالي، لا يجوز له رؤيتي من دون حجاب، فخرجت من هذا الموقف بحلول درامية تمثّلت في أنني جلست معه في المنزل بحجابي. وكانت الحلول في الحوار، فقد قلت له: «يا أخي نفسي أشعر بأنوثتي، مش ممكـن أنا نسـيت شكل شعري»، هذا حوار طبيعي ومن الممكن أن يقال في الواقع. وحتى لو أن هناك مشهداً في غرفة النوم، له أيضاً حلول درامية. فالحجاب ليس مشكلة في الدراما بكل أشكالها.
منتج جريء
السينما بيتك الأول، لماذا أنت بعيدة عنها الآن؟
لأن السينما تختلف عن التلفزيون، حيث لا ثقافة حجاب فيها، فمثلاً فيلم «الأخت تيريزا» ما زال يواجه مشكلة إنتاجية. فهو يحتاج لمنتج جريء.
"الأخت تيريزا" حلم من أحلامي في السينما، فأنا أقوم خلاله بدور راهبة مسيحية. وقد ذهبت للمنتج بلال فضل، وقلت له إنني أريد أن ًأقوم بهذا الدور.
هل تجدين أنها مجازفة أن تقدّمي دور راهبة وأنت محجبة؟
لا أجدها مجازفة لأنني أقوم بدور مسيحية متديّنة تماماً مثل المسلمة، ولا يوجد فرق بيننا. الأخت تيريزا امرأة متديّنة تعلّم المبادئ والقيم إلى جانب أن تعاليم أدياننا واحدة. ولا أريد أن أحرق القصة لأنني وعدت بلال فضل ألا أتكلّم في تفاصيل الفيلم.
ماذا قالت عن كل من محمد هنيدي ومى زكي وهند صبري؟وكيف انضمت للإغاثة الإسلامية؟ تفاصيل عن جمعية «حياة بلا تدخين» ومعلومات وأجوبة على كثير من الأسئلة في مجلة سيدتي في المكتبات