تشير كل من "منظمة الصحة العالمية" و"الاتحاد الدولي للسكري" إلى أنه يمكن تجنّب ما يزيد عن نصف عمليات بتر الأطراف السفلية لدى المصابين بالسكري، إذا ما تمّ اكتشافها باكراً ورعايتهم بطريقة ملائمة.
"سيدتي" تطلع من رئيس قسم طب الأسرة في المستشفى الألماني بجدة الدكتور أحمد عبد المنعم عن مشكلات القدم لدى المصاب بالسكري ومضاعفاتها، بالإضافة إلى كيفية علاجها والوقاية منها.
تشمل أبرز الأسباب المسؤولة عن إصابة قدم مريض السكري:
_ اعتلال الأعصاب الطرفية وتلف الأعصاب: يعزو الأطباء السبب الرئيس المسؤول عن إصابات القدم لدى مريض السكري إلى "اعتلال الأعصاب الطرفية" Peripheral Neuropathy، ما يؤدّي إلى فقد الإحساس بالألم أو الحرارة وسهولة تعرّض القدم للجروح. ولا يلاحظ المصاب وجود جروح بجلد القدم، في كثير من الأحيان، سوى بعد الإصابة بعدوى وحدوث المضاعفات. كما يتسبّب تلف الأعصاب في تغيير شكل القدم والأصابع، ما يحتّم ارتداء أنواع خاصّة من الأحذية. وفي هذا الإطار، تفيد دراسة صادرة عن "الاتحاد الدولي للسكري"International Diabetes Federation أن تلف الأعصاب يصيب من 20 إلى 50% من إجمالي المصابين بالسكري.
_ تغييرات بالجلد: يعاني المصاب بالسكري من ضعف التعرّق وقلّة إنتاج الإفرازات الأخرى التي تعمل على ترطيب جلد القدم، ما يؤدّي إلى تكوّن طبقات سميكة وقاسية من الجلد وظهور البثور والتقرّنات.
_ قصور الدورة الشريانية: تشكّل إحدى صور المضاعفات والتقرّح، ما يقود نحو ضعف المناعة وعدم القدرة على مواجهة العدوى والالتئام. وتجدر الإشارة إلى أن التدخين عامل مسبّب لزيادة ضيق الشرايين وتعزيز حدّة الأعراض.
_ إصابة الجلد بالتشقّق والتقرح: ينتج القرح في قدم المصاب بالسكري عن بعض المؤثرات الخارجية: الضغط على أجزاء من القدم أثناء المشي بفعل وزن الجسم خاصّة مع وجود طبقات من الجلد الجاف أو ارتداء أحذية غير مناسبة أو السير مباشرة فوق أرض صلبة أو أشياء حادّة أو تعرّض القدم لدرجة حرارة عالية. وهو مؤشر خطر قد يقود المريض نحو بتر قدمه، في حال لم يتم التعامل مع هذه الحالة بشكل سليم. ويفيد "الاتحاد الدولي للسكري"، في هذا الإطار، أن المعدّل السنوي في غالبيّة الدول المتقدمة لتكوّن قرح القدم السكري يبلغ 2%، يحتاج 1% من بينهم إلى جراحة بتر للقدم.
الأعراض
_ ضعف أو فقد الإحساس بالألم أو الحرارة، صعوبة في حفظ التوازن أو المشي نتيجة عدم إحساس المريض بموقع قدمه.
_ ميل لون جلد القدم نحو الاحمرار، خصوصاً إذا صاحب هذا الأخير جرح. وقد ينتج عن احتكاك الجلد المستمر بالجوارب والأحذية.
_ تورّم في القدم أو الساق المصابة يشير إلى حدوث عدوى أو التهاب، وينتج عن ارتداء حذاء غير مناسب أو قصور في الدورة الوريدية.
_ إحساس بالبرودة أو السخونة في القدم المصابة.
_ ظهور بثور وتقرّنات بالجلد.
_ ظهور أعراض لقصور الدورة الدموية كعدم نمو الشعر بشكل طبيعي بالقدم والجزء السفلي من الساق أو شدّ الجلد فوق الساق المصابة أو ألم بالساق والأرداف يزداد أثناء السير ويقلّ مع الراحة.
_ تعرّض القدم لأي قطع أو جرح أو قروح لا بدّ أن يأخذ على محمل من الجدّية إذ قد يؤدي إلى إصابات بكتيرية خطيرة، وهي لا تلتئم بسهولة، عادةً.
_ اعتلال المفاصل بالقدم والكاحل وتعرّض العظام للتآكل في النهاية، ما يسبّب تشوّه القدم.
_ خروج قيح من الجرح في مراحل متأخرة.
_ حرارة وقشعريرة تشيران إلى وجود عدوى تهدّد القدم المصابة وقد تودي بحياة المريض.
مضاعفات محتملة...
-
حدوث "غرغرينا" Gangrene ما يشير إلى موت الأنسجة نتيجة لانقطاع الإمداد الدموي عن الجزء المصاب والذي يظهر عليه اللون الأسود.
-
عدوى قد تنتشر إلى عموم الجسم.
-
اعوجاج بالقدم المصابة وتشوّهات فيها.
نصائح وقائية
- الحرص على نظافة القدم: غسلها بصورة يومية، مع تجفيفها باستخدام منشفة صغيرة، ولاسيما ما بين الأصابع.
- تجنّب السير حافي القدمين حتى داخل المنزل.
- اختيار الحذاء المناسب.
- استخدام كريم ترطيب لعلاج خشونة الجلد.
- الاستعانة بشخص آخر للقيام بقص الأظافر بشكل سطحي، على ألا يسبّب جرحاً أو أذى أثناء تقليمها.
- الحرص على نظافة الجوارب والتأكّد من عدم وجود أي جسم صلب أو حاد داخل الحذاء قبل ارتدائه.
- فحص القدم يومياً.
نصائح علاجية
ينتهي الأمر بغالبيّة الحالات المصابة إلى بتر القدم، ما لم تتمّ الوقاية والرعاية الصحية السليمة. وهذه أبرز الوصايا العلاجية:
- استخدام المضادات الحيوية، في حال وجود عدوى.
- إزالة الأنسجة التالفة حول الجروح أو القرح وتطهيرها عبر استخدام الضمّادات الخاصة.
- توسيع الشرايين وتحسين سريان الدم بها عبر استخدام العقاقير أو التدخّل الجراحي.
- ضبط نسبة السكر بالدم واتّباع نظام غذائي سليم، مع ممارسة الرياضة والتوقّف عن التدخين.
- عدم المشي على القدم المصابة، تجنّباً للضغط عليها أو الاستعانة بأحذية خاصة.