الأم تهتم بالبيت والأولاد، وبكل صغيرة وكبيرة تخصهم، أما الأب فيهتم بشكل أكبر بالحياة العملية، والسيارات، والمباريات، والأصدقاء، وإنجازاته الشخصية، لذلك نجد الكثير من الأسر يعانون من خلافات مستمرة فيما يتعلق بتربية الأبناء، فهل يمكن تفادي ذلك؟
تكمن المشكلة في تعود الأب على أن الأم هي المسؤولة عن الأبناء منذ الولادة، ولكن عزيزتي أنت قادرة على تعويد الأب أن يهتم بأبنائه، ولكن ابدئي بذلك منذ فترة الحمل، واتبعي ما يلي:
• خذي زوجك في رحلات التسوق لأغراض الطفل ومتطلبات غرفته.
• قومي بإشراك زوجك في كل شيء، واهتمي برأيه، وأشعريه أن رأيه هام جداً.
• تحدثي معه عن أهمية ذهابه معكِ إلى الطبيب، وبالتأكيد تواجده ودعمه المعنوي والنفسي يوم الولادة، فهذا كله يساهم نفسياً في ارتباط الأب بالطفل المنتظر قبل مجيئه إلى الحياة.
• بعد ولادة طفلك أعطه لوالده ليحمله فترة من الزمن ليشعر بالقرب منه.
• عند التغيرات الطارئة في طفلك أخبري زوجك بها دائماً، كأول مناغاة، وأول حرف ينطقه، وأول حركة، وأول خطوة، ليكون الأب متابعاً معك.
• في يوم إجازة الأب وعند انشغالك في المطبخ أعطي طفلك لأبيه ليداعبه أو يحكي له قصة، وسوف يستمتع بذلك بالتأكيد.
- اجعليه محقق الأحلام
الأم لا تتوقف عن العطاء المعنوي من حب وحنان واهتمام، ولكن بمرور الوقت يكبر الأبناء، ويتطلعون إلى عطاء مادي إلى جانب المعنوي، وإنفاق الأب على متطلبات الأسرة لا يغني الأبناء عن التطلع إلى تحقيق بعض الرغبات، مثل: امتلاك أجهزة إلكترونية جديدة، أو تغيير غرفة نومهم، أو غيرها، فإن كنت تعملين على تقريب أبنائك من والدهم امتنعي عن أن تكوني الوسيط في هذا الأمر، ودعي الأب يقوم بهذه المهمة، ليبدو أمام أطفاله أنه المحقق لرغباتهم.
- مشارك أساسي
الأب هو الملاذ الآمن للزوجة والأبناء، وهو المسؤول الأول عن الأسرة، والآباء لا يدركون مدى أهمية وجود الرجل في تربية الأبناء، فبعض الرجال يعتقدون خطأ أن إشعار الأطفال بالاهتمام والحب والحنان يخالف رجولتهم.
ولهؤلاء نقول: عزيزي الأب، حاول أن توفق الأوضاع بحسب شخصيتك ووقتك لكي تخصص وقتاً للجلوس والحديث مع أبنائك بحرية وانفتاح في أي موضوع يشغل تفكيرهم، ولا تتغيب عن المناسبات الهامة في حياتهم، كمناسبات التكريم والبطولات وحفلات التخرج وغيرها، كذلك من المهم أن تدرك أن الاهتمام والتواصل العاطفي وخصوصاً مع بناتك هو أمر أساسي في نموهن النفسي، حتى تحميهن من أن يقعن فريسة لكل من يحاول استغلالهن بحبه واهتمامه، كما ينبغي أن تكون على علم تام بأعمار أبنائك، وفي أي صف دراسي هم، وأسماء معلميهم وأصدقائهم، ومادتهم المفضلة ولونهم وهوايتهم، واعلم أن أسلوب الإهانة والصراخ والنقد المستمر والضرب والقسوة هي أساليب يظهر فشلها دائماً مع مرور الوقت، في حين أن الحزم والتربية على أسس وقواعد ونظام يسير عليه أفراد الأسرة جميعاً يشعرهم بالأمان، ويجعل التربية أسهل بكثير، وأخيراً عندما يتقدم بك العمر، وتتمنى أن يهتم بك أولادك، لن تستطيع أن تحصد ما لم تكن قد زرعته من قبل.
- نصائح هامة
• عندما تقابلك مشكلة في تربية أبنائك لابد أن تشركي زوجك فيها وتجعليه يحكم فيها، ولا تعترضي على رأيه أبداً أمام أبنائك، ولو أردت مناقشته فيكون بينك وبينه حتى يحترم الأبناء حكمه.
• تحديد وقت للأسرة، وتحديد وقت للأب مع الأطفال وحده، وللأم مع الأطفال وحدها لبناء التواصل المباشر والجماعي.
• احرصي على تناول الأسرة ولو وجبة واحدة يومياً يجلس فيها الجميع معاً على المائدة، وإن حالت ظروف العمل فاجعليها مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً.
• حاولي أن تفتحي موضوع نقاش أثناء الوجبة العائلية، بحيث تناقش الأسرة خلاله أحوال الأبناء، ويتشاركون الآراء معكم.
• الاتفاق على طريقة الإجابة عن أسئلة الطفل حول من الله؟ وأين هو؟ ومن أين جئت؟ ومثل تلك الأمور، وتحديد جلسة روحانية تقرب فيها هذه الأفكار له حسب عمره.
• عند شراء هدايا لأولادك اذهبي أنت وزوجك لشرائها لانتقاء ما يناسب الأولاد من وجهه نظر الزوج بمساعدتك.
• النزهات العائلية والرحلات السياحية لعدة أيام لها تأثير فعال في بناء تواصل مباشر وجيد بين الأب وأبنائه، لذا احرصي على أن تكون ضمن البرنامج الأسبوعي أو الشهري أو السنوي للأسرة.