كيف تُستدرج العرائس إلى مصيدة الزواج؟

تتناقل وسائل الإعلام البريطانية بين فترة وأخرى قصصاً غريبة عن زيجات تمّت بطرقٍ سرية، تُستدرج فيها الضحية إلى خارج بريطانيا؛ لتجد بانتظارها في البلد الأم عريساً لم ترَ وجهه من قبل، قد يلجأ فيها الأهل إلى الضرب والإهانة والحبس والاحتجاز، ولا يهدأ لهم بال حتى تتم الزيجة.

زواج الإكراه وزواج التوافق
حتى الرجال وأغلبهم بأعمارٍ صغيرةٍ، يجبرون على الارتباط رغماً عنهم؛ بالاقتران بامرأة تنتمي لنفس العرق أو الدين أو القبيلة، وقد تكون الفتيات عرضة للقتل إذا ما تمردن على هذه التقاليد. وغالباً ما تمارس الجاليات البريطانية من أصولٍ آسيويةٍ، كالهندية والباكستانية والبنغلاديشية والأفغانية، مثل هذه العادات، مع بعض الحالات التي تعد على أصابع اليد في صفوف الجالية العربية. والقانون البريطاني لا يعترض على الزواج التوافقي (الذي يرتبه الأهل) فالزواج يتم في البلد الأم.

ما بين الرضوخ والانتقام
تجنح فتيات إلى الانتقام عند العودة إلى بريطانيا، ومنهن الشابة الباكستانية «توبة»، التي وضع أهلها خطة لاستدراجها إلى باكستان؛ بدعوى أن جدها مريض ويرغب في رؤيتها، وهنالك وجدت بانتظارها زوجاً اختارته لها العائلة لأنه من الأقارب، وعندما عادت إلى بريطانيا وحدها على أن يلحق بها الزوج، بعد حصوله على التأشيرة والإقامة، لم تلتزم بهذا الزواج وعاندت الأهل، وعادت للقاء حبيبها القديم الذي سبق أن رفضه الأهل، وبعد شهور حملت منه.

مهمات إنقاذ جريئة
شكّلت وزارة الخارجية البريطانية وحدة خاصة لمتابعة قضايا الزواج بالإكراه، تحت اسم «وحدة مكافحة الزيجات القسرية»؛ من أجل ملاحقة الأهل حتى وهم خارج بريطانيا، حال استلام أي إشعار حيث تقوم الشرطة بمصادرة جواز الضحية إذا ما كانت قاصراً؛ كي تمنع الأهل من تسفيرها. وفي حالات الإبلاغ المتأخر تتابع الشرطة هذه القضية مع القنصليات البريطانية في الخارج والشرطة المحلية في البلد الأم، ولطالما عرضت القنوات البريطانية أفلاماً وثائقية عن (مهمات إنقاذ) عاجلة تشبه الأفلام البوليسية، وبحسب إحصاءات «وحدة مكافحة الزيجات القسرية»، التي أنشأت في عام 2000، يتم تسجيل نحو 250 حالة من هذه الزيجات كل عام، لكن الحالات على أرض الواقع أكثر من هذا، ولكنها تتم بسرية تامة.

اتصل ولا تتردد
بدأت بريطانيا بنشر الإعلانات على شبكات الإنترنت وفي الصحف، مع توزيع الكتيبات الصغيرة التي تخاطب الشباب بعبارات مثل: «إذا كنت مشروعاً محتملاً لزواج الإكراه لا تتردد في الاتصال بنا على أرقام هواتفنا، وسنعامل مكالمتك بسريةٍ تامة»، كما وزعت ملصقات تحمل شعار «لك حق الاختيار».

بالأرقام
• 85 % من ضحايا هذه الزيجات هم من الإناث.
• 50 % منهن لم يبلغن سن الرشد، وكانت أصغرهن في الحادية عشرة من عمرها.
• 44 % عدد الزيجات الإجبارية في الجالية الباكستانية بنسبة 539 سنوياً، تليها البنغلاديشية، ثم الهندية، فالصومالية، فالأفغانية.
• 250 حالة تسجل سنوياً والعدد في ازدياد.