أنا فتاه في الـ30 من عمري فعلت في الماضي أشياء كثيرة تسببت في حزن أشخاص والآن أشعر بالندم الشديد، الذي يمنعني من الاستمتاع بالحياة، وبعضهم اكتشف ما فعلته فأخرجني من حياته فوراً لما سببته له من أذى والآخر أخرجني من حياته خوفاً مني، وهناك مجموعة أخرى لا تعرف أنني السبب فيما حدث لهم.
أصبحت أخاف أن يعلموا ويتركوني فلم يعد لي سواهم، أصبحت أخشى من المستقبل وأفضل البقاء في البيت لكيلا أراهم، لأنني أشعر بالذنب تجاههم، وأشعر بأنَّني منافقة، وأخاف لو أخبرتهم أن أجلب لنفسي مشكلة، وأصبحت أخاف، وأشعر أنَّ الجميع يعلم بفعلتي، وأنَّهم يحتقرونني ويكرهونني، كما أحتقر نفسي.
كما أنَّني أخاف أن أتعرَّف على أناس غيرهم فيصلهم ما فعلت فيتركونني وحيدة وأنا قد تعبت من الخسران ماذا أفعل؟ أفكر أحياناً أن أصلح من نفسي، لكن ما الفائدة إذا كانت سمعتي بين الناس سيئة، وكيف لي أن أغيِّر سمعتي بين الناس؟
«سيدتي نت» توجهت بهذه المشكلة إلى اختصاصيَّة علم النفس، أشواق الوافي، لتقدم لنا الحلَّ الأمثل لها.
بداية تقول أشواق عنوان كل شخص منَّا هو السمعة، التي تتردد على الألسنة، فكل إنسان منَّا يحاول جاهداً أن يطيِّب ذكراه ويحسِّن سيرته، التي تتناقل عبر الألسنة. فمن منَّا يحب أن يسمع عن نفسه أمراً مشيناً، فالكلام السيئ يتميَّز في واقع الأمر بسرعة انتشاره وتوغل ذكراه، وهذه في الحقيقة ليست بميزة على الإطلاق، بل هي أحد أسوأ الأمور، التي من الممكن أن تحدث لأي لإنسان منَّا. والإنسان حينما يتوفى لا يتبقى منه سوى سيرته الحسنة، وجميعنا يتمنى أن تكون سمعته طيبة بين المحيطين به.
• كيف تتخلصين من السمعة السيئة:
ـ تقبلي الأمر السيئ:
حاولي أن تنسيه لكي تبدئي حياة من جديد ذات سمعة طيبة، وطالما قد نويت التغيير وبحثت عن كيفيَّة مسح السمعة السيئة وتحويلها إلى سمعة طيِّبة فأظن أنك قد قطعت شوطاً كبيراً في طريق التخلص من الماضي وبدء صفحة مشرقة جديدة في حياتك.
ـ تحديد سبب السمعة السيئة التي صدرت عنك:
هل هي أمر منافٍ للأخلاق أم أمر مخالف للإنسانيَّة أم هي صفات لا يرغب البشر بها فنصف حلَّ المشكلة يتمثل في تحديد ما هو سبب المشكلة ومن ثمَّ تضعين يديك على أولى خطوات التخلص من السمعة السيئة.
ـ الصديق أصدق مرآة لك:
في هذا الموقف أنت بحاجة ماسة إلى صديق أو أي شخص تثقين به حتى يحدثك بصدق وينصحك، فقد يكون سبب سمعتك السيئة مجموعة من التصرفات الخاطئة التي تحتاج إلى تغيير فوري، كما أنَّ الصديق غالباً ما يعرف تفاصيلك أكثر من عموم الناس، ويستطيع من دون أن تتحدثي أن يقيم تعاملاتك اليوميَّة مع غيرك. لذلك سيكون هو مرآتك الصادقة التي ستطلعك على الأسباب.
ـ إتباع الخلق الحسن:
إيجاد الحل المناسب لتلك السمعة السيئة فإن كانت خلقاً سيئاً فحاولي أن تدربي نفسك على اتباع الخلق الحسن المنافي لها، وإن كانت في صفة فيك كالبخل وغيرها فيمكنك تعويد نفسك على الكرم حتى وإن لم تكن صفة فيك ولا تسيري وراء من يقولون بأنَّ هذه هي طباع، وأنَّ الطبع لا يتغيَّر فبإمكان الطباع أن تتغيَّر إذا تدربنا على عكسها فكل أمر يسهل بالتدريب، فكما أن تحقيق العلم يأتي بالتعلم، كذلك فتحقيق الخصال الحميدة يأتي بالتدرب عليها.
ـ لا تخطئي لكيلا تعتذري:
الاعتذار واجب لكل من أحبوك وأنت أسأت ظنهم فيك فأنت من أخطأت. لذلك وجب عليك الاعتذار فقديماً قالوا «لا تخطئ لكيلا تعتذر».
ـ استرجعي ثقة من حولك فيك:
بنفي تلك السمعة السيئة التي اختارت أن تكون بجانب اسمك كأن تكوني صاحبة أفعال تتميز بالأخلاق الرفيعة، وابتعدي عن أي صلة تربط بينك وبين الصفات والأفعال، التي من شأنها أن تذبذب تلك الثقة مرَّة أخرى لكي تنالي رضا من حولك وثقتهم فيك.
ـ لا بد من إثبات الصفات الإيجابيَّة التي قمت بتعديلها:
لكي يترسخ في عقول من حولك بأنك أصبحت تمتلكين سمعة طيبة بدلا من تلك السمعة السيئة، التي التصقت بجانب اسمك وأبت أن تمحى.
ـ لا تهتمي لكلام الناس:
إن استماعك لكلمات وعبارات الإحباط لن يبعد عنك السمعة السيئة، بل سيعيدك للوراء مرَّة أخرى، لذلك حاولي عندما تفكرين في التخلص من هذه السمعة لا تستمعي لأي كلمات كهذه. بمعنى آخر ما الفائدة من ترديد عبارات بأنَّ تهورك كان السبب في هذه السمعة أو أن مهما حاولت لن تمحيها من أذهان المحيطين بك.