الحب هو واحد من أكثر المشاعر العميقة المعروفة للبشر، وهناك عدة أنواع من الحب، ولكن يسعى معظم الناس للتعبير عنه في علاقة رومانسية مع شريك متوافق، وبالنسبة للبعض العلاقات العاطفية هي العنصر الأكثر وضوحاً في حياتهم، حيث توفر مصدراً عميقاً للوفاء والحصول على بيئة صحية وعلاقة المحبة.
هناك قدر كبير من الأدلة التي تشير إلى أن العلاقات الفاشلة تحدث لأسباب كثيرة، وفشل العلاقة غالباً يكون مصدر الألم النفسي الكبير، ويجب علينا أن نعمل بوعي لإتقان المهارات اللازمة لجعلها تزدهر.
الحب والعلاقات جزء كبير من التجربة الإنسانية، لكنها تحير الكثير منا، وللحصول على المشورة في ذلك الشأن، يحدثنا الأخصائي النفسي عبدالعزيز الشعلان في السطور التالية عن الحب:
-الحب من أسمى المشاعر وأهم الصفات، وسطر الحب قديماً المعلقات وكتبت حروفه قصص العشق الحقيقية والبعض منها أساطير، ولكن هذه القصص قد قرأها الكثيرون أو قد عُرف مضمونها.
تطور مفهوم الحب في هذا العصر لكثرة المسلسلات والأفلام السينمائية، فأصبح الكل يريد أن يقلد جاك وروز في فيلم "التايتانيك" أو لميس ويحيى في طريقة التعابير الرومانسية لحبهم.
ولكن على ماذا يبنى الحب؟ وهل للمشاعر دور كبير في تنميته؟ يقول الشعلان: إذا أردنا أن نتحدث عن الحب بشكل عام، فهو ما يبني المشاعر على التوافق، وهو ما يساعد على أن يقوم أحد الطرفين بالتنازل عن بعض الاحتياجات الخاصة ليستمر الحب.
وللتواصل أهمية كبيرة، فربما يغفل الرجل أو المرأة عن أهمية كون الآخر بحاجة ليكون هناك تواصل حسي باستمرار حتى يتغذى الحب كون العقل الباطني للشخص يحتاج للتأكيد على أن لديه حبيباً وشريكاً.
وقد وجد الأطباء النفسيون الحب في نظرهم وفي علم النفس انفعالاً، ويؤثر سلباً أو إيجاباً على الحالة النفسية للشخص، فكل ما يحتاجه الشخص من شريكه أو حبيبه ولم يجده سيؤثر على حالته النفسية ويسبب اضطراباً في مشاعره.
ومن هذه الاضطرابات ما قد يعيق العلاقة الزوجية، ويجب التعرف على أسباب حدوثها، فعادة تكون هذه الاضطرابات أثناء انفصال الشريكين أو ابتعادهما عن بعضهما لظروف العمل أو الدراسة أو لأي سبب آخر، فابتعاد الشريكين عن بعضها من غير قصد يؤثر على الحالة النفسية والأنماط الشخصية للشخص في حال تطورت الحالة.
وإن كان ابتعاد الشريكين لظروف حياتية مع الرضا الكامل من الطرفين أو لأي سبب آخر حتى ولو لم يكن هناك رضا من الطرفين، فإن الحب سيتحول إلى اشتياق فقط بدون مشاعر؛ لأن الشخص أصبح معتمداً على أن يحب الطرف الآخر، وسيؤدي إلى ابتعادهما عن بعضهما.
وأشار في حديثه على تأثير الحب على حياتنا وصحتنا قائلاً : يعتبر الحب من أقوى الانفعالات لتأثيره على نبضات القلب والحالة المزاجية للشخص عندما يكون تأثيره سلبياً على الشخص، فمن الممكن أن يؤثر على الحالة الصحية بشكل كبير.
واختتم حديثه عن النصائح التي يمكن أن تساعدك على تعزيز دائم طوال فترة ارتباطك مع شريك حياتك، لذلك عليك دائماً البحث عن المشورة المبنية على التجارب الشخصية والأبحاث العلمية التي تعزز العلاقة الجيدة والسعادة، كما أنه ليس هناك أي داعٍ للخجل من زيارة مختص، حيث أن ما تسعين إليه هو إنقاذ علاقتك من الانهيار.