في العيد «زمن أول» كان الأولاد والبنات يتجمعون في الحي، ويطوفون في جماعات صغيرة على البيوت طالبين العيدية، ومنهم من يمشي لأحياء بعيدة ليجمعوا أكبر قدر من المال، عن هذه الأجواء في الأعياد يقول عبدالله المطيري- مستشار التراث في هيئة الثقافة والتراث بدبي: «كانت الموائد في الشوارع أمام البيوت رغم بساطتها، والكل يأكل منها صغاراً وكباراً، ويردد الأطفال «عطونا عيدية»، ولم تكن تتجاوز ربع درهم يكفي لشراء «غرشة بارد»، مشروب غازي، أما اليوم فالعيدية للأولاد تتراوح بين 100 و1000 درهم».
ويقال إن العيدية ظهرت بادئ الأمر في عهد الفاطميين، لم تكن نقوداً، بل حلوى أو طعاماً، ثم ترسخت في العصر المملوكي، عنها يقول المطيري: «العيدية تقليد توارثناه من باب التكافل والتواصل بين الناس، وبين الأجيال أيضاً، يجهز أرباب الأسر من ميسوري الحال مبالغ مالية، وبمجرد أن يسلم عليه شخص ما يعطيه العيدية، يتقوى بها للصرف على أهله وأولاده في العيد، وللأطفال بطبيعة الحال نصيب منها».
«سوق خلص خلص»..
عن سوق العيد يحكي علي المطروشي، مدير متحف عجمان: «قديماً أقيم سوق لحلوى الأطفال في عجمان، بين المصلى وقصر الحاكم، كان يسمى «سوق خلص خلص»، أي اشتر بسرعة قبل إغلاق السوق، كانت تمد فيه صواني الحلوى الإيرانية والهندية والزلابيا- البيضا، والمصبغ (الملون)، والكل يحرص على الصلاة بالقرب من السوق ليشتري الحلوى، والبعض كان يأتي من الشارقة إلى عجمان ليشتري حلوى منه، ثم أزيل السوق من ساحة العيد في الثلاثينيات من القرن الماضي».