تشتهر القهوة بفوائدها الصحيّة الكثيرة، فهي منبّه نفسيّ، إذ يحفّز الكافيين ويزيد من مستوى اليقظة ويؤخر ظهور التعب ويعزز القدرة على التحمّل. وتتميّز القهوة بخصائصها المضادّة للأكسدة التي تمنع مشاكل القلب والأوعية الدموية والسرطان، بالإضافة إلى أنّ الكافيين يحدُّ من ظهور الشلل الرعاشي والألزهايمر.
تحديد العصب المستقبل لأحداث الشيخوخة
في دراسة حديثة نشرت في مجلة Scientific Reports، سعى فريق دولي من الباحثين، بالإضافة إلى متعاونين من معهد INSERM في "ليل"، بفرنسا، لإثبات أنَّ مادة الكافيين لها القدرة على الحدّ من الضعف الإدراكي المرتبط بالتقدّم في السنّ.
وقام العلماء بالحدّ من مستقبل الكافيين (أو مستقبل A2A) في أدمغة الفئران، ممّا أدى إلى ظهور مشاكل في الذاكرة وإلى فقدان آلية السيطرة على الإجهاد.
توضح لويزا لوبيز من معهد iMM Lisboa، والمنسّقة للدراسة: "هذا البحث هو جزء من دراسة أكبر تمَّ البدء بها قبل أربع سنوات. وقد قمنا بتحديد دور المستقبل A2A في الإجهاد، ولكننا لا نعرف بعد ما إذا كان نشاطه يحدث تغييرات أخرى".
سيعجبك السيلينيوم حليف حقيقي في مواجهة الأمراض الخطرة
وهكذا، عن طريق تغيير كميّة مستقبلات A2A في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة، استطاع العلماء إعادة إنتاج حالة التدهور الإدراكي المرتبطة بالتقدّم في السنّ، والتي وصفها الباحثون بأنها "لمحة الشيخوخة المبكرة".
جزيء يحمي من التدهور الإدراكي
عندما تمّت معالجة الحيوانات التي تعاني من لمحة الشيخوخة المبكرة باستعمال جزيء مشابه لمادة الكافيين، تمّت إعاقة عمل مستقبلات A2A وأصبح أداء الذاكرة لديها يُضاهي تلك التي في أدمغة حيوانات مجموعة السيطرة.
ووفقاً لما تقوله لوبيز: "فإننا نعرف أنّ الأشخاص المتقدّمين في السنّ يعانون من تراكم هرمونات الإجهاد التي تعيق ذاكرتهم".
ويعتقد الباحثون أنّ الكافيين والمنتجات الأخرى القادرة على إعاقة عمل هذا المستقبل لديها القدرة على محاربة فقدان آلية السيطرة على الإجهاد الذي تولّده الشيخوخة.
وتختم لويزا لوبيز حديثها قائلة: "هذه الدراسة تسمح لنا فقط بمعرفة التغيّرات الجوهرية التي تحدث لدى الفرد حين يتقدّم في السنّ، بالإضافة إلى تحديد الاضطرابات في مستقبلات A2A بكونها العوامل الرئيسيّة التي تطلق هذه التغييرات. وهذا قد يؤدّي إلى آفاق علاجيّة مهمّة".
بالإضافة إلى القهوة، هناك العديد من الوسائل الأخرى لمحاربة التدهور الإداركي مثل تشغيل الدماغ والفكر وممارسة الرياضة والمحافظة على المزاج الجيد بكلّ بساطة.