تُظهر الأعياد عادات الشعوب وطقوسها في إحياء تلك المناسبات كل بطريقته المفضلة، ففي قرية طنبول الكبرى مركز السنبلاوين بالدقهلية عادة توراثها أبناء القرية منذ زمن بعيد، تظهر هذه العادة في عيدي الفطر والأضحى، لكي تدخل البهجة والفرحة في بيوت القرية بالكامل، حيث يخرج الكبير والصغير لصلاة العيد ولا يعود إلى بيته إلا وقد سلم على أهالي القرية بالكامل.
ولا يقتصر الموقف على مجرد السلام بل يستعد كبار العائلات في القرية في تقديم "التحية" لأهالي القرية، فتوزع عائلة الحاج السعيد عبد القادر الشوكولاتة، وأمام مسجد هلول فيوزع العيش بالملح، فيتم تقسيم الرغيف الخبز إلى أرباع، ويتم وضع "الدقة" به، ويوزع منزل الحاج إسماعيل هلول، مشروب ساخن" القرفة"، ويجلس كبار العائلات بأنفسهم يوزعون المأكولات والمشروبات على الأهالي وتسابق الجميع في أن يحصلوا على "العيش بالملح" وهو علامة على الوفاء بالعهد وعدم الغدر أو الخيانة.
تحدث سامح فهمي مدرس، أحد أبناء القرية،عن العادة التي تشهدها القرية بقوله: "لا نعرف من بدأ هذه العادة ولكننا وجدنا أجدادنا وآباءنا يفعلون ذلك وكانوا يأخذوننا إلى المسجد منذ صغرنا ونشاركهم السلامات في هذا اليوم، مضيفاَ لدينا 10 أماكن نصلي فيها العيد سواء كانوا مساجد أو ساحات تم تقسيمها إلى مجموعتين، الأولى ثابتة أمام مساجد القرع وهلول والشابوري يخرج هؤلاء من صلاة العيد ليقفوا في صفوف طويلة أمام المسجد ويأتي إلى باقي المصلين في المساجد الأخرى يسلموا عليهم"، هكذا.
وأضاف فهمي: "كنت أخرج مع أبي وأنا طفل، وأقف بجواره، ونسلم على جميع أهالي القرى، وبعد أن ننتهي من السلام نعود إلى البيت لتناول الإفطار، ثم ننطلق بعدها إلى زيارات الأقارب ونظل في تلك الزيارات طوال يوم العيد، ولا يغني عنها السلام أمام المسجد".
وتابع: "الموقف لا يتوقف عند السلام فقط، بل نسير في مجموعات إلى باقي المساجد، ولا تتوقف النكات والقفشات والمواقف الضاحكة والتقاط الصور التذكارية في جو من المرح والسعادة يشارك فيه الجميع".
قرية يتصافح جميع أبنائها في الأعياد
- أخبار
- سيدتي - محمد سيف
- 17 سبتمبر 2016