تستحق السيدة اللبنانية فاطمة حمزة أن تنال لقب الأم المثالية بكل جدارة، بعدما حاربت المجتمع والقوانين الصارمة ودخلت السجن لرفضها التخلّي عن حضانة ابنها.
وفي التفاصيل القضية إلقاء القبض على السيدة من قبل السلطات اللبنانية، واحتجازها في أحد المخافر في ضواحي بيروت، لأنها رفضت التخلّي عن ابنها البالغ من العمر 3 أعوام وتسليمه لوالده، وحجتها أن المحاكم الشرعية منحت الوالد حق الحضانة في الوقت الذي تحترم وتنفذ المحاكم المدنية القوانين الشرعية في ما يتعلق بالزواج والحضانة.
واللافت في القضية أن فاطمة التي خسرت حق حضانة طفلها ما تزال حتى اليوم سيدة متزوجة، أي أنّ والد الطفل لم يطلقها حتى هذه الساعة، بالرغم من مرور عدة سنوات على الخلاف. وبرغم ذلك، أصدرت المحكمة أحكامها بإسقاط نفقة ابنها وإسقاط حقها في الحضانة، كما لم تحكم بحقها في السكن الشرعي المستقلّ بعد أن طردها زوجها من منزلها بناء على رغبة والدته.
وبرغم ذلك لم تستسلم فاطمة، فتابعت عملها كمدرّسة، وقامت بإعالة ابنها الوحيد بنفسها، وتقدّمت باقتراح إلى المحكمة بإسقاط جميع حقوقها ومستحقاتها مقابل الاحتفاظ بحضانة ابنها، إلا أنّ طلبها رفض بناء على قرار الزوج.
وقد أثارت فاطمة الرأي العام اللبناني، خصوصاً بعد أن أصدرت المحكمة قراراً بسجنها، إذا لم تسلِّم الطفل؛ وذلك قبل أن تصدر حكماً بطلاقها، ما جعل مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بالقضية وتحرّك المجتمع المدني، الذي دعا إلى اعتصام أمام المحكمة يوم غد السبت للمطالبة بالإفراج الفوري عن فاطمة.
فاطمة حمزة التي تمضي يومها الثاني بين جدران السجن الآن تركت ابنها في مكان آمن بعيداً من زوجها والقانون، وضحّت بنفسها على أن يبتعد عنها، ورضيت بأن تتخلّى عن عملها في المدرسة ومنزلها لتحارب من أجل أمومتها.