اكتئاب ما بعد الولادة هو أمر شائع جداً لدى بعض السيدات، فبعد أن تضع الأم مولودها، قد تجد نفسها تعاني من الإحساس بالحزن الغير المبرر، في حين أنها أنجبت الطفل الذي تمنته، إلى أن تجد نفسها في دوامة من العزلة والاكتئاب دون أن تشعر بأن السبب هو تبعات الحمل والولادة، وفي كثير من الأوقات نجد الأم غير متقبلة طفلها دون سبب واضح، مما يسبب لها مشاكل أسرية وخلافات زوجية.
ولكن قد يكون هناك علاج لذلك إذا اكتشفت الأم أن ما تعانيه هو اكتئاب ما بعد الولادة، والذي قد ينتج عن تغير أو خلل بعض الهرمونات والإنزيمات في الجسم، ويمكن معالجته في حال استشارة الطبيب، كمان انه ليس هناك داعي للخجل للذهاب للطبيب النفسي، لذلك نقدم لك فيما يلي بعض العلامات التي تعني أنك تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة:
الخوف والقلق الدائم:
قد تشعرين بأنك حريصة للغاية على طفلك بشكل غير طبيعي، فتقومين بتفقده والاطمئنان عليه بشكل مستمر ومتواصل، وتعقيم كل شيء يمكن أن يلامس الطفل، إضافة إلى الرهبة من أن يقترب أحد من طفلك، والذعر الشديد في حال شعرتِ بارتفاع حرارة طفيف، وقد ينعكس ذلك الخوف على كل أفراد الأسرة، فقلق دائم على الزوج، وخوف من الخيانة بدون مبرر، كل تلك الأعراض تعني أن لديك اكتئاب ما بعد الولادة.
عدم النوم:
من أهم علامات الاكتئاب عدم القدرة على النوم، فإذا كنتِ تعانين من اضطراب في النوم، والاستيقاظ بين الحين والآخر دون مبرر، وقضاء أوقات طويلة في الفراش في محاولة لأخذ غفوة قصيرة، هنا عليك استشارة طبيب حول الأمر والتنبه إلى أنها قد تكون أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، فعدم النوم قد يوصلك إلى انهيار عصبي أنت في غنى عنه.
الشعور بالضيق دائماً:
حزن وملل وشعور قاتل بالوحدة رغم وجود العديد من الأصدقاء والأهل والأقارب بجوارك، كل تلك المشاعر قد تكون بسب آثار ما بعد الولادة من تغيرات هرمونية، كما ستجدين أحياناً أنك تذرفين الدموع دون مبرر أو تلجئين إلى قضاء بعد الوقت في عزلة وعدم رغبتك في محادثة الآخرين، تلك أيضاً علامات مهمة لاكتئاب ما بعد الولادة.
الخوف من الانتحار أو إيذاء الطفل:
قد يتطور الأمر إلى أكثر من أنه خوف أو ضيق أو قلق إلى الشعور الشديد بإيذاء النفس أو الطفل، وقد لا تفعل المرأة ذلك، ولكن توجد داخلها رغبة دفينة في إلقاء طفلها أو نفسها من شرفة المنزل، وفي تلك الحالة على الأم أن تسعى إلى الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن إذا كان هذا هو ما تشعر به لضمان سلامتها وسلامة طفلها.
إذا كنتِ تعانين من يعض تلك الأعراض، فقد يكون لديك قلق ما بعد الولادة أو الوسواس القهري، وفي كلتا الحالتين يجب عليك استشارة الطبيب وعدم الخجل من طلب المساعدة، ولا يمكن لأحد اتهامك بأنك مريضة نفسياً، ولكنك تعانين من اختلال بعض الهرمونات التي تحدث أثناء فترة الحمل، ويحتاج جسدك ليعيد ترتيبها من جديد، لذلك هناك بعض العقاقير والوصفات الطبية التي قد يساعدك الطبيب في وصفها لك.