يأتي شهر رمضان المبارك كفرصة عظيمة للتقرب إلى الله، والتأمل، والصوم، وعبادة الخالق الوهاب، ولكن عندما تكون الأم مُرضِعة، قد يُثير الصيام بعض القلق حول تأثيره على صحتها وصحة طفلها الرضيع، ويظل السؤال: كيف للأم أن تجمع بينه و بين الرضاعة الطبيعية بشكل آمن؟ وهل يؤثر الصيام على نمو الطفل وكمية الحليب ؟ وكيف يمكن أن تحافظ على توازنها الصحي بينما تلتزم بتقاليد الشهر الكريم؟
الإجابة مطمئنة سيدتي الأم المرضعة، لا ضرر من الصيام على الرضاعة الطبيعية وكمية اللبن، بالتقرير توضح الدكتورة سعدية عبد الهادي أستاذة النساء والولادة بعض الإرشادات التي يجب على المُرضِعة مراعاتها أثناء الصيام، مع تقديم نصائح علمية وعملية للحفاظ على صحة الرضيع وتحقيق الوفاق بين الرضاعة الطبيعية والصيام.
علاقة دقيقة بين الصيام والرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية من أهم الوسائل التي تضمن صحة الطفل في الأشهر الأولى من حياته، ومع قدوم شهر رمضان، تتساءل معظم الأمهات: "هل يؤثر الصيام على الحليب؟ هل سأتمكن من إرضاع طفلي كما في الأيام الأخرى؟"
بداية: من المهم أن نعرف أن الصيام لا يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الحليب، ولكن يتوقف الأمر على كيفية إدارة الأم لتغذيتها وترطيبها خلال ساعات الإفطار.
يتأثر إنتاج الحليب بدرجة الإجهاد وقلة السوائل والعناصر الغذائية، وهي عوامل قد تتفاقم أثناء الصيام إذا لم يتم الانتباه لها بشكل صحيح.
الرضاعة الطبيعية آمنة مع الصيام
إذا قررت الأم المُرضِعة الصيام، فإنه من الضروري مراعاة بعض الشروط لضمان صحتها وصحة طفلها. إليكِ أهم الإرشادات التي يجب أن تلتزمي بها.
استشارة الطبيب:
يُنصح بشدة أن تستشيري طبيبكِ؛ قد تكون هناك حالات صحية معينة تتطلب استثناءكِ من الصيام، مثل ضعف إنتاج الحليب، أو إذا كان طفلكِ يعاني من تأخر في النمو أو يحتاج إلى الرضاعة بشكل متكرر.
التركيز على التغذية الجيدة:
من المهم أن تحرصي على تناول وجبات متوازنة خلال فترة الإفطار والسحور؛ أن تحتوي الوجبات على بروتينات صحية (مثل اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البيض)، كربوهيدرات معقدة (مثل الأرز البني، الشوفان).
دهون صحية (مثل زيت الزيتون والأفوكادو)، وفواكه وخضروات، ما يعني طعاماً يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لدعم إنتاج الحليب والحفاظ على صحتك.
شرب كميات كافية من الماء:
تعتبر مشكلة الجفاف من أكبر التحديات التي قد تواجه الأم المرضعة أثناء الصيام، والماء هو المكون الأساسي الذي يساعد في الحفاظ على إنتاج الحليب وتجنب جفاف الجسم. على الحامل شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، ويفضل تجنب مشروبات تحوي الكافيين، مثل الشاي والقهوة، لأنها قد تزيد من فقدان السوائل.
التقليل من الأنشطة البدنية الشاقة
في رمضان، قد تشعرين بتعب نتيجة الصيام، خاصة إذا كنتِ تقومين بأنشطة بدنية مرهقة، يفضل تجنب الأنشطة البدنية المرهقة خلال النهار، وممارسة رياضة خفيفة أو المشي بعد الإفطار أو السحور..
الراحة والنوم الكافي
من الضروري أن تعطي نفسكِ قسطاً كافياً من الراحة والنوم، قلة النوم والإرهاق قد تؤثران على مستويات الطاقة لديكِ وتؤديان إلى تقليل إنتاج الحليب، وحاولي تنظيم وقتكِ خلال الليل للحصول على فترة نوم كافية، خاصةً بعد الإفطار.
أهم فوائد النوم للصحة لا يمكن تخيلها..تابعي التفاصيل بالتقرير
محاذير انتبهي لها

عدم التوازن في التغذية:
يعد الحصول على توازن غذائي خلال فترة الإفطار والسحور أمراً بالغ الأهمية، إذا لم تقومي بتناول الأطعمة المناسبة، فقد يؤثر ذلك على جودة وكمية الحليب الذي تقدمينه لطفلكِ.
وهل تدركين أن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة أو المأكولات السريعة قد يمنحكِ طاقة مؤقتة، لكنه لن يوفر العناصر الغذائية اللازمة لإنتاج حليب كافٍ.
التعرض للجفاف
إذا لم تحرصي على شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، فقد تعانين من الجفاف الذي يمكن أن يؤثر على إنتاج الحليب، وقد يسبب الجفاف للرضيع أيضاً.
الجفاف قد يؤدي أيضاً إلى الإحساس بالإرهاق والتعب الشديد، مما يصعب عليكِ متابعة الرضاعة الطبيعية بشكل منتظم، مع تجنب المشروبات المحلاة.
كيفية التعرف إلى علامات الجفاف عند الرضع.. ومتى تلجأ الأم إلى الطبيب؟
عدم مراقبة حالة الطفل
يجب على الأم المرضعة مراقبة حال طفلها بعناية أثناء الصيام؛ فإذا كان طفلكِ لا يبدو راضياً بعد الرضاعة أو يعاني من اضطرابات في نومه أو يشعر بالإرهاق أو الانزعاج، فقد يكون ذلك إشارة إلى أنه لا يحصل على كمية كافية من الحليب.
وفي هذه الحالة،أعيدي تنظيم طعامك وما يحويه من عناصر غذائية كافية، وتأكدي من أن طفلكِ يحصل على ما يكفيه من اللبن في كل مرة يرضع فيها.
الإرهاق والضغوط النفسية
قد تكون الأم المرضعة عرضة للشعور بالإرهاق والضغط النفسي نتيجة للضغوط اليومية، خاصة في رمضان، تأكدي من أخذ قسط كافٍ من الراحة لتجنب الإرهاق الزائد.
وانتبهي جيداً سيدتي الأم، ابتعدي عن الضغوط النفسية فقد تؤثر على إفراز الحليب، لذلك احرصي على الحفاظ على توازن نفسي وصحي.
نصائح عملية للحفاظ على صحة الأم والطفل

التخطيط الجيد لوجبات الإفطار والسحور:
تأكدي من أن وجبة السحور تحتوي على مكونات غنية بالألياف والبروتينات، مثل البيض، الزبادي، الفواكه، والخضروات.
في وجبة الإفطار، تناولي الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة التي تمنحكِ طاقة تدوم طويلاً، مثل الأرز البني أو الحبوب الكاملة.
الاهتمام بالرضاعة الجيدة
حاولِي إرضاع طفلكِ مباشرة قبل الفجر وبعد الإفطار لتوفير الوقت الكافي لكِ لاستراحة أثناء الصيام، و إذا كان طفلكِ يرضع من الثدي بشكل مستمر خلال اليوم، تأكدي من أنه يحصل على الحليب بكميات كافية، ولا تجعليه يشعر بالجوع.
تجنب العوامل المشتتة أثناء الرضاعة
من الأفضل أن تحاولي الابتعاد عن أي مشتتات أو ضغوط أثناء الرضاعة، مثل مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف المحمول، ما يتيح لكِ التركيز على الرضاعة بشكل أفضل ويساهم في استرخاء الأم والطفل معاً.
مراقبة وزن الطفل ونموه
من المهم أيضاً مراقبة نمو الطفل ووزنه خلال فترة الصيام؛ إذا لاحظتِ أي تباطؤ في نموه أو تغير في سلوكياته، استشيري الطبيب لتقييم الوضع.
*ملاحظة من سيدتي قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليك استشارة طبيب متخصص.