تعتبر السنوات الأولى في حياة الطفل مرحلة هامة للغاية، حيث يتشكل ويتبلور فيها سلوك الطفل، كما أنه يكتسب العديد من السلوكيات والخصال التي تتسلل إليه وتصبح مستقبلاً عادات يصعب التخلص منها، فالطفل في تلك المرحلة العمرية يكون مستعداً لقبول وتعلم ما يحيط به من سلوكيات، كما أنه لا يملك القدرة على التفريق بين الصواب والخطأ.
لذلك وجب عليك كأم الحرص جيداً على أن يتعلم طفلك في تلك الفترة العديد من الخصال والعادات الحميدة، والتي سوف تكون مرجعاً لتصرفاته مستقبلاً، ومنها:
الصدق: أفضل طريقة لتعليم الطفل الصدق تكون من خلال تصرفك، فعليك تجنب الكذب أمامه، كما عليك الإجابة على أسئلته بنوع من الصدق حتى وإن كانت حساسة إلى حد ما، ومن الهام جداً عدم وصف الطفل بالكاذب أو نعته بالكذاب، فذلك قد يؤثر سلباً على سلوك الطفل، ويجب تجنبه تماماً.
المسؤولية: تعليم أطفالك المسؤولية في سن مبكرة يغرس في نفوسهم قيمة الاعتماد على النفس وتهيئتهم مستقبلاً أن يكونوا قادرين على مواجهة التحديات والمصاعب التي تقابلهم عندما يكونون بالغين، فبدلاً من أن تخيفهم المسؤولية، سيكونون قادرين على مواجهة التحديات الصعبة حتى يتمكنوا من فهم مفهوم المسؤولية.
المجاملة والاحترام: يجب عليك كوالدة أن تكوني على دراية بكيفية تعليم طفلك التعامل باحترام مع الآخرين وتقديم المساعدة لهم قدر المستطاع من خلال قول بعض العبارات، مثل: "شكراً"، "من فضلك"، "عفواً"، كلما سنحت الفرصة، وقد تبدو هذه الكلمات بسيطة، ولكن لها تأثير كبير في نفس الطفل.
العرفان بالفضل: من الجيد تعليم الطفل كيفية شكر الآخرين، فذلك من شأنه أن يساعده على رؤية الجمال في العالم كما كبر، وتعليمه كيفية القيام بالأعمال المنزلية وتقدير الآخرين وجهودهم وعدم الاستهانة بقدرات الآخرين.
الحب: يجب على الطفل الشعور دائماً بالحب بين أفراد أسرته، فذلك يوفر له بيئة جيدة للتنشئة، كما أنه يساعده على تقدير أهمية حب الآخرين له وحبه لهم، وينمي لديه جانباً كبيراً من تقدير الآخرين، لذلك يفضل إخباره دائماً بمدى حبك له، وجعل أفراد الأسرة يقومون بمعانقته دائماً.
قد يتساهل بعض الآباء والأمهات في تعليم أبنائهم تلك الأساسيات ظناً منهم أنهم ليسوا مستعدين بعد لفهم مجريات الحياة، إلا أن الطفل في نشأته الأولى يكون مستعداً لاستقبال وتعلم جميع المدخلات التي تلقى عليه، فهو في تلك المرحلة يمتص جميع تلك التصرفات، حيث يشاهد ويترقب ويتعلم ويقلد، لذلك واجبك كوالدة يحتم عليك العمل على تلقينه جميع تلك السلوكيات، والحرص على تطبيقها أمامه، ليقوم بدوره بتقليدك، فأنت وأفراد أسرتك قدوته، لذلك قومي بمراعاة تصرفاتك وتصرفاتهم أمام الطفل.