تظهر أمراضُ القلب والشرايين، وسرطانِ الثدي، والربو، والأمراض النفسيّة، وارتفاعِ ضغط الدم، والسكّري، والفشل الكلوي. كما مرضُ التهابِ المفاصل وأمراضِ الدم الوراثيّة، ومنها: مرضُ التلاسيميا والأنيميا خصوصاً لدى فئةٍ كبيرةٍ من النساء في السعوديّة، خصوصاً بعد مرحلة انقطاع الطمث، وذلك بسبب عوامل فسيولوجية تُصيب المرأةَ وراثياً، أو أنماطٍ غذائيّةٍ وحياتيّةٍ غيرِ سليمة.
وقد ذكر الاستشاري ومدير مراكز الأمراض الوراثيّة وفحوص ما قبل الزواج في المنطقة الشرقية، د. شوقي المشرف، أنَّ أسبابَ الأمراض المزمنة الوراثيّة هي عواملُ غيرُ قابلةٍ للتغيير، وذلك بسبب اختلالٍ في اضطرابات "جينـــات الكروموسومات" داخل جسم المرأة، أو أمراض الدم الوراثيّة، فهي اعتلالٌ في كريّات الدم الحمراء التي تعرف بـ"الموروثات" لدى الأمّ أو الأب.
"سيدتي نت" التقى الدكتور شوقي، واطّلع منه على التصنيفات المؤديّة للإصابة بهذه الأمراض وطرق الوقاية منها.
عوامل الإصابة
أشار د. شوقي المشرف، إلى أنَّ عواملَ الإصابة بالأمراض المزمنة التي تصيب النساءَ في السعودية، سواءٌ في سنّ مبكّرة أو مع تقدّم العمر، هي عوامل أمكن تقسيمُها إلى قسمين،وهما:
أولاً: عواملُ وراثيّةٌ غيرُ قابلةٍ للتغيير، وهذه لا يمكن التحكّمُ فيها أو السيطرةُ عليها مهما تغيّرت الظروف، ومنها الاضطراباتُ التي تحدث في جينات خلايا "الكروموسومات" داخل جسم المرأة، حيث تحدث هذه الاضطراباتُ إمّا مع تقدّم المرأة في العمر، وتحديداً عند بلوغها سنّ اليأس، أو إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بواحدٍ من هذه الأمراض، خصوصاً الأبَ أو الأم، فعندما تستمر هذه الاضطرابات لدى المرأة، تكون هناك احتماليّةُ الإصابة بمرض سرطان الثدي، والربو، ومرض السكّر والضغط بنسبةٍ تصل إلى 60%، إلى جانب مرض الفشل الكلويّ.
ثانياً: عواملُ قابلةٌ للتغيير، وهي سلوكيّات خاطئة قد تؤدّي إلى إصابةِ المرأة بهذه الأمراض، ومنها: عدمُ ممارسةِ الرياضة، وارتفاعُ الوزن، وتناولُ الأطعمة المشبّعة بالدهون، والتدخين، والأجواءُ الملوّثة، وتناولُ الأدوية من دون استشارة طبّية. فلو استطاعت المرأةُ السيطرةَ عليها، ساعدها ذلك على تجنّب الإصابة.
المناطقُ الأكثرُ إصابةً في السعوديّة
وأشار د. شوقي المشرف إلى أنّ النساء اللواتي يعشنّ في المناطق الأكثر ازدحاماً في السعوديّة، وتحديداً في المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض، بالإضافة إلى منطقة مكّة المكرمّة والمنطقة الجنوبية، هنّ أكثرُ عرضةً للإصابة بالأمراض المزمنة الوراثيّة مقارنةً بالمناطق الأخرى. في حين لا توجد إحصائيّاتُ دقيقة من قِبل وزارة الصحّة، لمعرفة أعداد المصابات في هذه المناطق، إذ يشهد بعضُ هذه المناطق، ومنها: المنطقةُ الشرقيّة والجنوبيّة، ارتفاعَ نسبة المصابات بمرض سرطان الثدي، بسبب تلوّث الأجواء وفَقر الدم نتيجةَ انتشار زواج الأقارب، في المقابل نرى في منطقة الرياض، ارتفاعَ نسبة المصابات بمرض شرايين القلب، وهذا التفاوت لا يساعد على تحديد نِسب المصابات بهذه الأمراض في السعوديّة.
ارشادات وقائيّة
وختم د. شوقي حديثه مشيراً إلى بعض النصائح التي تساعد المرأة على الوقاية من الإصابة بأيّ مرض من الأمراض، التي تدخل ضمن العوامل القابلة للتغيير، ومنها:
_ مراجعةُ الطبيب المختص بشكل دائم، مع الاستمرار في عمل فحوص ضغط الدم، ومستوى السكّر بين فترة وأخرى.
_الاهتمامُ بعمل كشفٍ شامل، للتأكد من عدم وجود بعض الأمراض الفيروسيّة التي تصيب الجهاز المناعيَّ لدى المرأة، ولعلّ هذا الجانب يساعد المرأةَ في الابتعاد عن الإصابة بالأمراض المعدية.
_ التأكدُ من فعالية الأدوية التي تتناولها المرأة، سواء المتزوجة أو غيرِ المتزوجة، والتي قد تنتج عنها مضاعفاتٌ جانبيّةٌ تؤثّر على حياتها مستقبلاً.
_ عدمُ تناول الأدوية من دون استشارةٍ طبّية. والتشديدُ على الالتزام بالعلاج في أوقاته المحددة.
_ الاهتمامُ بممارسة الرياضة بشكل دائم، والمحافظةِ على الوزن الصحي، وعدمِ تناول الأطعمة المشبّعة بالدهون.
_ الابتعادُ عن الأجواء الملوّثة قدر الإمكان.
جميع هذه النصائح تساعد المرأةَ على تجنّب الإصابة بالأمراض الآنفة الذكر،لا سيّما وأنَّ عددَ المصابات قد ارتفع خلال السنوات العشر الماضية، بسبب تغيّر نمط الحياة لدى النساء.