يعيش المراهقون في حالات حب تسبب لهم ولأهاليهم المتاعب الكبيرة، فكيف يمكن تصنيفها ومعالجتها، قبل أن تتطور لتصبح مرضاً يعاني منه المراهق؟
قصة مراد عدلي الذي أحب أحب قريبة له ويعرفها أهله منذ 3 سنوات تقريباً، بدت مجحفة بحقه، فرأيه لم يتغير، والفتاة لا تعلم بحبه لها، لكن الشيء الذي يقلقه كلام البعض عن أن حب المراهقة غالبا لا يستمر ولا يصل للزواج.
هذه القصة تدفعنا للتساؤل: لماذا تبدأ قصص حب المراهقين مبكراً؟ وما الدافع الحقيقي وراء بحثهم عن الحب؟ ولماذا تفشل أغلبها؟ وهل يوجد فعلاً حب حقيقي في سن المراهقة وما هي علاماته؟ وكيف يساعد الأهل أبناءهم في هذه الفترة؟
أسئلة عديدة توجهنا بها إلى د/ منى يوسف، اختصاصية الإرشاد والطب النفسي لتجيب عليها
حب طبيعي
برأي الدكتورة منى يوسف، أن حب المراهقة لا يبدأ مبكراً كما يراه الآباء والأمهات، فسن المراهقة هو سن الحب الطبيعي لدى المراهق، والأمر يرجع لبداية شعوره بالاستقلال عن والديه فيبدأ بالبحث عن الحب لرغبته في أن يثبت لنفسه ولأصدقائه أن لديه معجبين ومحبين.
أسباب فشله
• عدم اكتمال الصورة لدى المراهق والمراهقة، فهو لم يبن نفسه بع،د ولم يرسم طريق للمستقبل، فحبه هو مجرد إحساس فطري بريء يريد التعرف من خلاله على العالم من حوله، وتنعكس علاقة المراهق بأمه والمراهقة بأبيها على علاقتهما.
• المراهق يمر بثلاث مراحل عمرية من سن 14: 23 تقريباً يتغير فيها ثلاث مرات، الأمر الذي يجعله يعيد النظر في اختياراته السابقة، وأحياناً يظل على رأيه الأول، فالأمر يرجع إلى نضوج الشخص نفسه، فالذي ينضج مبكراً قد لا تتغير وجهة نظره في محبوبته، وقد يظل ثابت على حبه حتى بعد مرور سنوات المراهقة.
• ضمن معوقات حب المراهقة وعدم اكتماله تدخل الأهل السلبي، وعدم تدعيمهم الإيجابي لأبنائهم مع أن الحب شيء طبيعي وليس عيباً مادام لم يتعد الحدود، فعلى الأهل وضع حدود وتوضيحها لأبنائهم وعدم تحذيرهم المبالغ فيه وتخويفهم من الحب واعتباره عيباً، فالحب يشعر المرء بالسعادة والفرحة ويجعله أكثر اندماجا وعطاء للمجتمع أما الغريزة لدى المراهقين فلا يحركها إلا الإشارة والتلميح لها.
كيف تعرفين أنه عاشق
1 - شرود الذهن لدى المراهق وسرحانه لفترات طويلة.
2 - التحدث الكثير بالهاتف والاهتمام المبالغ فيه والتشوق للحديث عن شخص بعينه أو فتاة بعينها.
ماذا تفعلين؟
1 - سانديه في هذه الفترة الصعبة في حياته ولا تجزريه وتوبيخه ـ فالممنوع مرغوب ـ 2 2 – حاوريه بصدر رحب، حتى لا يرتكب الخطأ بدون علمك.
3 - لا مانع من الاستماع له وإرشاده وإبعاده عن المخاطر والمشاكل، التي من الممكن أن يقع فيها.
حتى لا يتحول الحب إلى مرض
وحتى لا يتحول الحب إلي مرض، فتبين د. منى يوسف أن على المراهقين أن يعلموا:
• أن الحب الحقيقي قائم على الدعم والمساندة، وقبول الآخر شكلاً ومضموناً.
• أن هذا الحب إن فشل ولم يكتب له التوفيق والنجاح، فهذا لا يعني نهاية العالم، فالكون غني وقد خلق الله من الزهرة الواحدة مئات الأزهار.
• أن حبهم البريء هذا لم يكن خطأ، وأن الحبيب لم يغدر ويخون، لكنهم لم يجدوا الحب الحقيقي بعد، وأنه حتماً سيعثرون عليه يوما من الأيام، فهم لم يصلوا إلي مرحلة من النضوج تؤهلهم لمعرفة ما إذا كان هذا الحبيب يصلح شريكاً أم لا؟ كما أنهم لم يمروا بتجارب تكسبهم خبرة ومعرفة بمعادن الناس.
• على الآباء أيضا أن يحيطوا أبنائهم المراهقين بمناخ من الحب والرعاية والدعم، فالحب المرضي ينشأ من عدم تقدير الأهالي لأبنائهم، الأمر الذي يجعلهم يقعون في حب من يثني عليهم ويظهر لهم قدراً كبيراً من الاهتمام والتقدير وغيره وهي الأشياء المحببة لنفس المراهقين وتشعرهم بإثبات الذات، وتجعل المراهق يظن أن هذا الحبيب هو طوق النجاة الوحيد بالنسبة له في هذا العالم، وأن بفقدانه ينتهي العالم، وبدونه لن يجد من يقدره ويهتم به، وهذا الإحساس قد يدفع البعض للإقدام على الانتحار.