نعم..أين نسافر، ومتى؟ إجازة أسرية ! أم ننتظر جمعاً عائلياً يرافقنا؟ هل نأخذ واحداً من الأصدقاء أو الصديقات؟ أسئلة تتكرر على لسان كل من الزوج والزوجة قبل عطلة العيد، وفي ركن بعيد هادئ يأتي المشهد الثاني.. الزوجان يتحاوران..يخططان ..وكلام يطول عن أهمية الرحلة وقدر السعادة التي سيجنونها!.
هنا يُجيب استشاريو العلاقات الزوجية: الأجازة فرصة ذهبية لتقوية العلاقات، وتقريب المسافات بين أفراد الأسرة، وربما التخطيط لمشاريع مستقبلية.
لا ننكر أن نسبة كبيرة من الزوجات- وخاصة العاملات- ينظرن للإجازة على أنها عبء نفسي كبير، وأيام تمتلئ بالفوضى وعدم الالتزام..أشبه بكابوس! ليُصبح السؤال: كيف تملئين هذا الفراغ، وتوجهين تلك الطاقة والحيوية في منافذ صحيحة؟
والحقيقة تؤكد أن عليك التخطيط بالورقة والقلم حتى لا تضيع هذه الأيام القليلة على الأبناء هباء بالجلوس أمام الفضائيات وعلى الزوج بصحبة الأصدقاء هنا وهناك، و تُصبح جميلة ومفيدة بحسن استغلالها والاستفادة منها أنت وزوجك والأبناء.
"فرصة لاستعادة زوجك!"
الإجازة فرصة لمعالجة أي مشاكل تهدد الحياة الزوجية؛ مع الجو الهادئ والبعد عن مسؤوليات العمل ومشاكل البيت والأبناء يصبح الكلام سهلا..مُنمقا..لا توترا فيه أوعصبية، ودون شد وجذب الذي يحدث وسط مشاغل البيت وحاجات الأبناء المُلحة.
- هي فرصتك الذهبية للتقرب من زوجك والتعرف على جوانبه الطيبة والمرحة الخفية، وبأسلوبك الناعم الرقيق يستقبل منك وصلات العتاب واللوم المخزونة، ومع فراغ الساعات وهدوء الجو يحكى الزوج ويفضفض عن مشاكل عمله واحباطاته القديمة، ومع نسمات الهواء وحبات الرمال ربما استرسل وتكلم عن طموحاته وأحلامه التي ينوى القيام بها ...احرصي على الأجازة تجعلين علاقتك بزوجك اقوي وأكثر قربا و قابلية للاستمرار.
إجازة عائلية
من خلال استطلاع للرأي أجرته الدكتورة هدية، على 300 زوجة وزوج اتضح أن 70% منهم يفضلون قضاء إجازة العيد إن سافروا مع الأبناء وحدهم ، في حين أيدت 17% من الأسر مرافقة بعض أبناء الخالة أو العمة معهم، ورحبت 13% - فقط- من الأسر بصحبة أحد أصدقاء أو صديقات أولادهم، وإن اجتمعوا على اعتبار أيام الإجازة من أدق الفترات التي ينتظرها الجميع للتخفيف من عبء المذاكرة أو العمل، واعتبارها مساحة زمنية مناسبة لمراقبة الأبناء وتتبع مايفعلون.
24 ساعة أمام عيونهم كيف يتعاملون؟ وما هو قاموسهم اللغوي الذي يتحدثون به؟ وكيف هي ردود أفعالهم أمام ما يعترضهم! وماهو تصورهم للصداقة والدراسة والمستقبل؟باختصار كيف يعيشون 24 ساعة ؟
همسات من أجل إجازة سعيدة
وضعتها الدكتورة هدية عبد العزيز، لكل زوجة وأم تسعى للاستفادة من العطلة:
- القيام برحلة ليس امرا عفويا، بل تحتاج لتخطيط وتجهيز لتصبح إجازة سعيدة.
- لا بد من أخذ رأى الزوج والأبناء على الصديق أو القريبة التي ستشاركهم أيام الرحلة..حتى لا تحدث مشاكل.
- لا تجعلي من أيام الرحلة احتفالا بالعبث وإهدار الوقت والسهر الطويل واللا مسؤولية..تصرفي بالمعقول وكل بحساب.
- لا مانع من التخطيط لإجازة خاصة تجمعك وزوجك وحدكما شرط اختيار الوقت المناسب دون تعارض مع حاجة الأبناء وإجازتهم.
- مع الصحبة الجميلة يحلو السفر، لهذا تخيري الصحبة التي ستلازمك والتي تتفق وميولك.
- فن مشاركة الآخرين أكثر ما يتجلى في الرحلات؛ فلا تنفردي بالجلوس وحدك لأي سبب، ولا تمسكين بكتاب أو مجلة وأنت وسط الجميع، واحذري التمسك برأي أو نوعية خاصة من الطعام دون ترك مساحة لإبداء الرأي الآخر.
- الأولاد يحلمون بالبحر والحرية والانطلاق، وأنت انتهزيها فرصة لمشاركتهم الإحساس..والإنصات لمشاعرهم وأحلامهم العفوية الجميلة.
- تخلي عن دور" المُضحية".. الشمعة التي تنزوي لتضيء للآخرين؛ لا تقومي بكل الأعباء وحدك، وقسمي لحظات المرح واللهو بين رغباتك وحاجات الأبناء.