مارين لوبان قد تصبح أوّل امرأة ترأس فرنسا: هذا الاحتمال يفرح ويسعد أنصارها وهم في ازدياد يوماً بعد آخر، ولكنّه يخيف ويرعب من يعارض سياستها ويرفضها.
لذلك فإنّ الفرنسيّين ينتظرون بشوق ولهفة السّاعة الثّامنة ليلا ليوم الأحد 23 أبريل (نيسان) الجاري عند إذاعة وبثّ خبر نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسيّة التّي يتنافس فيها 11مترشّحا لمعرفة من هما الاثنان اللذان سيخوضان الدور الثاني للانتخابات يوم 7 مايو( اأيار) المقبل.
والكلّ متأكد اليوم أن مارين لوبان، وفق عمليات سبر الآراء، ستكون الفائزة في الدور الأول رفقة مترشح ثان؛ ليخوضا وجهاً لوجه الدور الثاني؛ ليكون رئيس فرنسا المقبل أحدهما.
شعبيّة متزايدة
مارين لوبان وهي في الثّامنة والأربعين من العمر هي زعيمة حزب «الجبهة الوطنيّة»، وهو حزب اليمين المتطرّف، وقد اكتسحت هذه المرأة السّاحة خلال الحملة الانتخابيّة التي تدور رحاها هذه الأيّام بفرنسا في انتظار موعد الدورة الأولى يوم 2 أبريل( نيسان) الجاري، ونجحت في أن تستقطب إلى صفّها الغاضبين والكثير من العاطلين، وكل من خاب أملهم في السياسيين التقليديّين، سواء من اليمين أو اليسار إلى جانب أنصارها الدّائمين من الكاثوليك المحافظين المعادين للهجرة، وعدد كبير آخر من مختلف شرائح المجتمع الفرنسي.
خوف وحيرة
إنّ أوروبّا كلّها تتابع بقلق وترقّب وحيرة تصاعد شعبيّته وصعود هذه السياسيّة في سلم الشخصيات الأكثر حظاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لأن فوزها المحتمل سيغيّر وجه فرنسا السياسي اعتباراً لبرنامجها الرّامي إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وطرد المهاجرين وقرارات أخرى كثيرة ستحدث زلزالاً إن تم تطبيقها.
انقلاب على أبيها
وقد نجحت مارين لوبان في تلميع صورة حزب «الجبهة الوطنيّة»، وهو حزب يميني متطرّف أسّسه والدها جان ماري لوبان، وكانت صورته مقترنة بالعنصريّة وكره ومعاداة العرب والمسلمين المهاجرين في فرنسا. وقد انقلبت على والدها وإزاحته من رئاسة الحزب لتتولى هي الرئاسة منذ 2011 ووصل الأمر بين الأب وابنته إلى حد ملاسنات علنية وحرب كلامية حادة، وهي تسعى للتخلي عن إرث والدها السياسي، وتصف نفسها بأنها مرشحة الشعب، ولكنها واصلت ولو بشكل فيه مواربة حيناً ومكر حيناً آخر إبداء الكراهية للمهاجرين العرب والمهاجرين المسلمين، وهي ما فتئت تكرّر القول في حملتها الانتخابيّة الحاليّة: «لن نرحب بمزيد من المهاجرين انتهى.. لقد اكتفينا».