«ذكريات الولادة»
لا احد ينسى أمه وهي حامل بأخيه الصغير، أو حتى حالات الولادة في العائلة، في هذه الزاوية التقينا الفنانة السورية رنا أبيض، لتحدثنا عن هذه الذكريات في طفولتها.
الطفلة لا تنسى أمها وهي تلد أخاها أو أختها، ماذا تتذكرين بهذا الخصوص؟
أنا أصغر إخوتي، والدلوعة من كل الأسرة، فكل البنات والأولاد أكبر مني، حيث كانت إحدى أخواتي تكبرني بعشرين عامًا؛ لذا كانت أخواتي مثل والدتي.
عندما كانت إحدى أخواتكِ أو قريباتكِ أو جاراتكِ حاملاً بماذا كنتِ تشعرين؟
كنت أضع يدي على بطن أختي الحامل أو أي امرأة حامل أعرفها، حيث كنت أشعر بشكل تلقائي بحالة من الحب والحنان والإعجاز الإلهي.
كيف كانت أسئلتكِ لهنّ في ذلك الوقت؟
أهم سؤال كان «شو عم يأكل الطفل»، وأيضًا «أنت حاسة بشو»، كما أنني كنت أحب تلمس جسم الطفل داخل بطن أمه.
هل تذكرين نساء الحي عندما يجتمعن لتوليد امرأة؟
لم أعش تلك الحالة إلا في التمثيل، فقد ولدَتْ كل أخواتي بالمستشفى، وأعتقد أنها صعبة جدًا، حيث تُخلق روحٌ من روح إنسان آخر، كما أنّ الصعوبة تكمن كذلك في تجمع الناس حول شخص في قمة الشعور بالألم.
ماذا عن أسماء المواليد هل اقترحتِ اسمًا لمولود أو مولودة في أسرتكِ، أو عائلتكِ؟
دائمًا أقترح أسماء، ولكن أغلب الناس في سوريا يسمون أطفالهم على أسماء العائلة وهو ما أكرهه حتى الآن، وأعتقد أنّ اسم الإنسان شيء مميز يعبّر عن شخصيته ولا يمثل غيره، وبالطبع يجب أن يكون الاسم جميلاً ومناسبًا وجديدًا؛ حتى لا يتعقد الطفل من اسمه عندما يكبر، ومن أحب الأسماء إليَّ «بتول، ونانسي، ونور» فهي أسماء بسيطة وقريبة من القلب، وهذا الأساس الذي اخترت بناء عليه اسم ابني «يوشع» ومعناه هالة النور.
هل كنتِ تسألينهنّ لماذا بطونكنّ بدأت تكبر؟
لم يكن يخطر على بالي هذا السؤال.
هل كنتِ تكلمين الجنين وهو في بطنهنّ؟
نعم كنت أكلمه، وأسمع ضربات قلبه، وألمس رأسه وأرجله.
هل توقعتِ بصغركِ عندما شاهدتِ امرأة حاملاً ماذا ستنجب ولدًا أم بنتًا، وهل تحقق توقعكِ؟
توقعاتي كان بعضها يصدق، فقد كانت مبنية على الخبرة الشعبية للسيدات، فيقال إنّ المرأة الحامل ببنت «تتدور وتسمر وتحلو»، أما الحامل بولد «فيكبر أنفها وبطنها».
هل كنتِ تسألين والدتكِ كيف أتيتِ إلى الدنيا؟
نعم كنت أسألها وترد عليَّ بأنها أتت بي بعد أن شُق بطنها، أو من رجليها. وهذا الكلام الذي يُقال للأطفال في فترة الطفولة.
حدثينا عن تجربتكِ الشخصية مع الحمل؟
تجربتي الشخصية كانت صعبة جدًا، فقد كان عندي مشكلة في كليتي وألم شديد طوال فترة الحمل، والأدهى أنني تطلقت من زوجي، وبعدها عرفت أنني حامل، وحاولت الإجهاض وعملت عملية لأجل ذلك ولكن لم تنجح، عندها أحسست بأنّ الطفل لديه إصرار كبير على الحياة، فتمسكت به جدًا.
وماذا عن إحساسكِ بالأمومة؟
إحساس لا يوصف، فبعد أن أفقت من الولادة سألت من حولي: هل ابني حلو؟ فقالوا لي: «مثل القمر»، وأول ما رأيته وجدت أنه لا يشبهني ولا يشبه والده وشكله غريب، وبعد ذلك تعودت عليه وأصبح أغلى من روحي، والغريب أنّ كل من حولي من أقاربي وأخواتي وأصدقائي وحتى من كان بالمستشفى حاولوا أن يعلموني الأمومة، وأعتقد أنّ ذلك يشتت الأم، وعن تجربة أقول يجب ألا يعلم أحد الأم كيف تكون أمًا.