صراخ يعلو المكان، ضرب بين كليهما، وشكاوى كثيرة يشيب لها شعر الرَّأس، خصوصاً عندما تطغى العصبيَّة على الأم، وهنا لا تتمالك أعصابها، فشجار الأبناء أصبح كثيراً، وهي تعجز عن فضِّه.
تبدأ الأم تبحر بين السُّطور، متسائلة: كيف يمكنني فض الشِّجار بينهما؟ هذا ما سنجيبك عليه باستشارة أخصائيَّة التربية السلوكيَّة خلود الفاهد من خلال السُّطور التَّالية:
بداية، تقول الفاهد: فض الشِّجار بين الأبناء بحاجة إلى تكنيك معيَّن على الأم اتباعه أثناء الشِّجار، بحيث يكون كلاهما راضياً، لذا أنصحك عزيزتي الأم باتباع النَّصائح التَّالية:
1. اجعلي معاملتك لهما متساوية من جميع الجوانب سواء العاطفيَّة أو الماديَّة، وبذلك لا تكونين أنت أو والدهما سبب الشِّجار.
2. عليك بغرس فكرة احترام الكبير والعطف على الصَّغير فيهما، وإشراكهما دائماً معك، وعلِّميهما الحب والعمل الجماعي، سواء في المنزل أو خارجه.
3. تجنَّبي التَّفريق بين الولد والبنت، وميِّزي كلَّ واحد منهما بصفاته دون انتقاد عيوبه، بل قومي بمعالجتها.
4. احذري المقارنة بينهما، فهذا أمر يهدم الشخصيَّة، وإذا انتقدتِ، فانتقدي التصرُّف بحد ذاته، وليس الفاعل.
5. عندما تنادين صغارك، عليك بمناداتهم بأحب الأسماء إليهم كأسماء التَّدليل أو ما يظهر محبتك لهم.
6. لا تظلمي أحدهم بنصرة أحدهما على الآخر، وعليك بالعدل، ويمكنك توضيح سبب حكمك بعد انتهاء المشكلة وصفاء النُّفوس.
7. إذا كان أحد الأقارب يميِّز بين طفليك بتعليقاته، عليك بالتَّوضيح له أنَّ تعليقاته تلك قد تكون سبباً للمشاحنات بينهما، واطلبي منه الامتناع عن هذا الأسلوب.
8. عليك بالعدل بينهما في الهدايا.
9. قومي بحثِّهما على عدم إفشاء السِّر، وأن يكون كل واحد منهما أميناً على سرِّ أخيه مهما بلغ الأمر، ولكن في حال كانت المشكلة كبيرة، حاولي أن لا تظهري لأحدهما أنَّ الآخر أفشى سرَّه.
وفي النِّهاية، اعلمي عزيزتي أنَّ الشِّجار بين الأبناء أمر طبيعي، كما أنَّه يشكِّل جزءاً من شخصيَّة الطفل، ويعلِّمه القبول بالخسارة والرِّبح، ويضاعف لديه القدرة على التَّفاوض، كما يمكنك من معرفة قدرته على الحصول على حقوقه، وأخذ حقوق الغير في عين الاعتبار، وقيامك في فضِّه بالشَّكل الأمثل له أكبر الأثر على طفلك.