ربما لا يصدق الكثيرون، أن الرجال في البيرو لا يتزوجون من المرأة المطلقة مهما كانت جميلة أو ذات مركز مرموق اجتماعيًا؛ فهو تقليد في البيرو منذ مئات السنين، وقد أدى ذلك إلى ظهور مشاكل اجتماعية بسبب ازدياد عدد النساء المطلقات.
مكافأة
مع أن السلطات في البيرو لم تتدخل في موضوع زواج الرجال أو عدم زواجهم من نساء مطلقات، إلا أن مشكلة تنامي الطلاق في السنوات الأخيرة، أدى إلى وجود عدد كبير منهن في المجتمع، ثم بدأت المشاكل الاجتماعية، وعلى رأسها الدعارة، وهو ما أدى إلى تفكير السلطات في وضع حد لهذه الظاهرة.
لذلك خصصت وزارة الشؤون الاجتماعية مكافأة قدرها ثلاثة آلاف دولار لكل رجل يقبل الزواج من امرأة مطلقة في البلاد، التي تعتبر ثاني أفقر الدول في أمريكا اللاتينية بعد «بوليفيا»، هذه المكافأ أثارت ردودًا كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الطرفين؛ نساءً ورجالاً! وحسب الظروف المالية في البيرو؛ فإن المبلغ يعتبر مرغباً.
ترحيب واسع
أفادت الأنباء الواردة من العاصمة «ليما»، بأن نسبة 80% من الرجال رحبوا بهذه المكافأة، وأعربوا عن استعدادهم للزواج من نساء مطلقات، كما أن 90% من النساء المطلقات في البلاد رحبن بقرار المكافأة، واعتبرنه سيساعدهن على بناء مستقبل جديد.
وبرأي النساء، أن النسبة العالية للطلاق في البيرو، سببها عدم قدرة الرجل على تحمل المسئوليات العائلية؛ حيث يقلن: «الرجال في البيرو هم أكثر من يرتكبون الخيانة الزوجية في العالم»، ولكن عدم توفر معلومات كثيرة عن هذا البلد، يجعل الناس يعتقدون بأنه بلد تصعب فيه المعيشة بسبب تدني الاقتصاد، كما أن المشاكل الاجتماعية نابعة من تقاليد قديمة جدًا، تقول إن الرجل يستطيع أن يخون زوجته، ولكن المرأة لا تستطيع؛ إضافة إلى أنها يجب أن تقبل زوجها مهما خانها مع نساء أخريات.
أكثر وعيًا
من خلال تتبع وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإن المرأة في البيرو أصبحت أكثر وعيًا خلال السنوات العشر الأخيرة؛ بحيث إنها لم تعد تقبل بالخيانة الزوجية، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق 45% عن ذي قبل، ولكن التقليد الذي يحفز الرجال على عدم الزواج من المطلقات، مازال موجودًا وبقوة، وربما يساعد تدخل السلطات على وضع حد لهذه المفاهيم القديمة.
