تتصاعد وتيرة الخلافات الزوجيَّة خلال شهر رمضان المبارك، ويلقي الكثير من النَّاس باللوم على الصِّيام، مبررين أنَّه يقف وراء تلك المشاجرات، التي تتطوَّر أحياناً إلى مراحل قد تكون خطيرة.
وقال المستشار الأسري الدُّكتور عبد الإله جدع لـ"سيِّدتي نت": بكل أسف، تزداد نسب الطَّلاق في شهر رمضان رغم أنَّ الأولى تحقيق المزيد من الألفة والمحبَّة والسَّكينة إذا فهم الغرض من هذه العبادة الروحانيَّة، التي تهذِّب النَّفس وترفعها، وتعودها على الصَّبر، وتؤتي ثمار التَّقوى، ولكنَّ الصِّيام بريء تماماً من هذه التُّهمة، ويوضِّح الأسباب الحقيقية لتلك النَّار، التي تشتعل أحياناً في البيوت، وكيفيَّة التَّعامل معها من خلال التَّالي:
1. اختلاف أوقات النَّوم، الأكل ومواعيد الأعمال التي يذهب إليها الكثيرون دون أن يأخذوا قدرهم الكافي من النَّوم بسبب تقاليد السَّهر المتواصل حتى الفجر، وتتعارض مع تقليديَّة الرُّوتين، الذي اعتاد عليه كلا الزوجين في أيام الإفطار.
2. الرَّجل على وجه الخصوص تأسره رغباته ويفرغ شحنات غضبه، الذي يكبته في عمله، ببيته وزوجته، التي رغم أنَّها قد تكون عاملة مثله، إلا أنَّها تتحمَّل عبء الإعداد للسُّفرة وتلبية حاجة بطن الرَّجل نهاراً وإرضاءه ليلاً رغم التَّعب.
3. قلق الزَّوج المتواصل من ارتفاع ميزانيَّة المصروفات خلال هذا الشَّهر، وعبء تدبير النَّفقات الماديَّة.
التحدِّي المشترك:
ويوضِّح الدُّكتور جدع أنَّ التَّحدي، الذي يواجه كلا الزَّوجين، هو قدرتهما على التكيُّف مع تلك التَّغييرات، والتَّعامل معها بهدوء وصبر، وحتى يستطيعا ذلك، لابدَّ بداية من استلهام السِّيرة النبويَّة الشَّريفة للمصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم- وما فيها ليستشعرا هدف الصَّوم وارتباطه بضبط النَّفس.
ويقدِّم للزَّوجة عدَّة نصائح للتَّعامل الصَّحيح مع زوجها؛ تجنُّباً للخلافات والمشاجرات خلال ساعات الصَّوم، من خلال التَّالي:
1. على المرأة استيعاب الرَّجل، خاصَّة عند عودته من العمل، أو دخوله المطبخ ليراقب ما طبخت، أو قبل الإفطار، وهي الأوقات التي تزيد من توتُّره وانفعاله ونفاذ صبره.
2. أن تتعلَّم اختيار الوقت المناسب، الذي تطلب منه شيئاً فيه، وتأجيل طرح المشاكل أو الموضوعات، التي تخلق أزمة، لما بعد الإفطار.
3. تجاوز السلبيَّات خلال الشَّهر الكريم، ودعم الزَّوج وتشجيعه والثَّناء على جهوده وتقديرها، ولذلك تأثير كبير على اعتزازه بنفسه، وشحن بطاريَّات قوَّة تحمُّله، كما أنَّه يرفع من معنويَّاته.
أمَّا النَّصائح المقدَّمة للزَّوج، فهي كالتَّالي:
1. تجنُّب مناقشة المشاكل وطرحها خلال النَّهار.
2. مشاركة زوجته في العبادات، مثل: اصطحابها للتَّراويح معه، فذلك يعمل على توثيق روابط المودَّة والألفة والمشاركة بينهما.
3. حرصه على احتواء تعبها والثَّناء على جهدها في البيت والطَّبخ رغم صيامها وعملها، وكذلك الإشارة الى طعام قام بإعداده، والتَّعبير عن حبِّه لها؛ للتَّخلص من أيِّ رواسب سلبيَّة لديها قبل أو خلال الشَّهر الفضيل.