يُستخدم المينوسكلين، وهو مضاد حيوي، لعلاج حب الشباب، ويمكن أن يُستخدم كذلك، لإبطاء تقدّم مرض التصلب اللويحي المتعدد، وذلك وفقًا لدراسة كندية أُجريت حديثًا.
التصلب اللويحي المتعدد، هو مرض التهابي يصيب نظام المناعة الذاتيّة في الجهاز العصبيّ المركزي. وبسبب رد الفعل ضد الالتهابات، (وهو في الواقع رد فعل دفاعي، يقوم به نظام المناعة في الجسم)، فإنَّ الغشاء المحيط بالأعصاب يصيبه التلف.
وإذا كان مرض التصلب اللويحي المتعدد، مرضًا غير قابل للشفاء في الوقت الحالي، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها من قبل، جامعة كالغاري التابعة لمعهد هوتشكيس برين، بالتعاون مع كلية الطب في جامعة كومينغ في كندا، فإنَّ هناك علاجًا تقليديًّا يُستخدم لمحاربة حب الشباب، قد يعمل على إبطاء تطور المرض.
ومن أجل التوصل إلى هذه النتيجة المذهلة، قام الباحثون بالعمل مع مجموعة من المتطوعين، بلغ عددهم 142 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 18 - 60 عامًا، ومصابين بمرض التصلب اللويحي المتعدد. وكان المتطوعون قد جاؤوا من حوالى 12 مدينة كندية. والنتيجة: بعد اختبار سريري مقسم إلى ثلاث مراحل، اكتشف العلماء أنَّ تأثير المضاد الحيوي "مينوسكلين" قد يعمل على إبطاء تطور المرض، إذا لم يكن في حالة متقدمة للغاية.
اكتشاف مهم ولكن؟
يوضح د. لوان ميتز المؤلف الرئيسي للدراسة، التي نُشرت في المجلة المتخصصة "مجلة نيو انغلند للطب New England Journal of Medicine" قائلًا: "إنه اكتشاف مهم للغاية في كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، حيث إنّ تكلفة علاج التصلب اللويحي المتعدد مرتفعة للغاية بالنسبة إلى المرضى، وهذا المضاد الحيوي أقل تكلفة بكثير. كما أنّ المينوسكلين ليس علاجًا غازيًّا – لا يؤثّر على الجسم بشدّة وبشكل سلبي – إنه مضاد حيوي لا يحتاج إلى حُقن ولا إلى مستشفى".
أما بالنسبة إلى المتخصصين، فلديهم بعض التحفظات القائمة، بشأن استخدام المينوسكلين ضد التصلب المتعدد. وفي فرنسا، على سبيل المثال، تمَّ وضع هذا العلاج المضادّ لحب الشباب "تحت المراقبة المعززة" من قبل الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الأدوية ANSM ابتداءً من شهر شباط/ فبراير 2011. وعلى وجه الخصوص، تقدّر السلطات الصحية، أنه "وفقًا للبيانات المتاحة، فإنَّ للمضاد الحيوي مينوسكلين، مخاطر غير مواتية، بما في ذلك مخاطر اضطرابات نظام المناعة الذاتية، والحساسية الشديدة ضد الدواء"، إنها قضية ينبغي متابعتها على أية حال.
سيعجبك أيضاً: