يعدُّ اللجوء من أصعب الحالات التي من الممكن أن يواجهها أيُّ إنسان على وجه هذه الأرض، فأن تخلف وراءك مكان إقامتك وبلادك ومدرستك وأهلك وذكرياتك ليس بالأمر الهين الذي تأنفه النفس والروح وهناك من يقع أسيراً للجوئه وشقائه ولا يستطيع أن يخرج من نفقه المظلم، ولكن تبقى إرادة الحياة وأخذها على محمل العزيمة هدف صناع النور الذين يضيئون لغيرهم الدرب حتى وإن كانوا يمرون بأحلك الظروف، كقصة بطلتنا لليوم مزون المليحان.
مزون التي فرت مع عائلتها في عام 2013 بسبب النزاع في سوريا، وعاشت كلاجئة لمدة ثلاث سنوات في الأردن قبل إعادة توطينها في المملكة المتحدة، وخلال الأشهر الـ18 التي قضتها في مخيم الزعتري، بدأت مزون الدعوة إلى توفير التعليم للأطفال، وخاصة للفتيات.
كانت تدعو اللاجئات إلى الدراسة وتحضهنَّ على التعلم، وتعتبر المليحان النسخة السورية من الشابة الباكستانية ملالا يوسف زادي، وفق وصف وسائل إعلام عالمية لها مثل CNN.
فقد تم تعيين مزون المليحان البالغة من العمر19 عاماً والناشطة في مجال التعليم سفيرة للنوايا الحسنة، من قبل منظمة اليونيسيف العالمية. وسافرت مؤخرّاً مع اليونيسيف إلى تشاد، البلد الذي تفتقر فيه الفتيات في سن المرحلة الابتدائيّة إلى التّعلم في مناطق النزاع بما نسبته ثلاثة أضعاف ما يفتقر إليه الفتيان، والتقت مع أطفال أجبروا على ترك المدرسة بسبب النزاع مع «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد، وتعمل مزون منذ عودتها على الترويج لفهم التحديات التي يواجهها الأطفال الذين تضرّروا وتشرّدوا بسبب النزاع، في الحصول على التعليم.