العمل الليلي يعطل قدرة الجسم على إصلاح الأضرار التي تلحق بالحمض النووي، فيزيد مخاطر الوفاة المبكّرة، أو الإصابة بمرض السكري.
في دراسة نُشرت في مجلة الطب الوظيفي والبيئي، يواصل العلماء العمل على أبحاث سابقة بهذا الصدد، ويتتبعون أثر فقدان هرمون الميلاتونين (وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية، ويوجد في جميع خلايا الكائنات الحية، وهو المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي لدى كل من الإنسان والحيوان).
وقد أُجريت الدراسة الأولى على 223 عاملًا ليليًّا، وأظهرت أنّ النوم خلال النهار كان مرتبطًا بمستويات أقل من إفراز (8-OH-dG) في البول، مقارنة بالنوم خلال الليل. وهذا المشتق الكيميائي يعكس في الواقع، قدرة الجسم على إصلاح الأضرار التي تلحق بالحمض النووي، وإذا كان يوجد بكميات قليلة، فإنَّ ذلك سوف يشير إلى انخفاض محتمل على قدرة الحمض النووي على إصلاح الاضرار التي تلحق بالخلايا.
الميلاتونين يزيد من قدرة إصلاح الحمض النووي
بعد ذلك استأنف الباحثون هذا العمل لفحص نظريتهم بأنّ الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم عملية النوم، له علاقة أكيدة بهذه الاختلافات بين نوم الليل ونوم النهار. وأكملوا دراستهم على 50 عاملًا ليليًّا إضافيًّا، حيث ظهرت لديهم فروق كبيرة في مستويات الميلاتونين بين العمل ليلًا والنوم ليلًا. ثم قاموا بإعادة قياس مستوى 8-OH-dG في البول، ووجدوا أنه حين يعمل هؤلاء العمال ليلًا، فإنَّ مستويات 8-OH-dG تصل إلى 20 في المئة فقط، مقارنة بما كانت عليه عندما يقضون فترة الليل نيامًا.
ويعتقد الباحثون أنّ إنتاج الميلاتونين يزيد من نشاط العامل الوراثي المرتبط بقدرة الحمض النووي على الإصلاح. ووجود مستوى أقل من الميلاتونين سوف يجعل الأمر صعبًا لهذا العامل الوراثي، وسوف يعيق العملية.
وعلى أية حال، يقول الباحثون: إنّ دراستهم هذه، كانت للمراقبة والملاحظة فقط، ولا تؤدي إلى استنتاجات ظاهرة السبب والتأثير. ولكنّ إجراء المزيد من الأبحاث سوف يؤكد هذه النتائج المبكّرة الأولية، وربما يؤدي إلى إنتاج مكمّلات الميلاتونين، لمنع مخاطر حدوث التلف للحمض النووي لدى العمال الذين يعملون ليلًا.