يكثر الكلام عن أهميّة اتباع "رجيم" خال من الـ"غلوتين"، أخيرًا، نظرًا إلى أن للـ"غلوتين" تأثير شبيه بتأثير المخدّرات على الدماغ، فهو يؤدي إلى اشتهاء الأطعمة والإفراط في تناولها، ما يفسد الـ"رجيم" الغذائي المتوازن. فهل يساعد الامتناع عن تناول الغذاء الذي يحوي المركّب المذكور، في خسارة الوزن؟
تتحدّث خبيرة التغذية في مركز "لوو كال دايت كلينيك" لانا فايد عريسي، عن الـ"غلوتين"، فتقول إن "مجموعة من الدراسات تناولت أثره على الوزن، ومن بين خلاصات البحّاثة في هذا الإطار، أنّه مسؤول عن العجز عن فقدان الوزن، على الرغم من اتباع "رجيم" متوازن والمواظبة على ممارسة الرياضة. فالـ"غيلادين" المتوفّر في الـ"غلوتين"، يحفّز الشهيّة ويتسبّب باستهلاك 500 سعرة حراريّة إضافيّة". وتضيف العريسي أن "اتباع "رجيم" خالٍ من الـ"غلوتين" مجديًا، لمن يشكون من مشكلات الهضم، أو نقص في المناعة وراثيًّا، كون الـ"غلوتين" قد يدمّر الأمعاء، إن لم يشطب من الغذاء". من بين الفئات التي تتجنّب الـ"غلوتين" بشكل تامّ، أيضًا، الأفراد الذين يعانون حساسيّة تجاه الـ"غلوتين" المتوفّر في منتجات القمح والذرة والشعير والشوفان. علمًا بأن القمح في المنتجات يحمل مسميات عدة، ومن بينها: الطحين وطحين الخبز وطحين القمح والطحين الأبيض وطحين القمح الكامل والـ"باستا" والبرغل والسميد. وثمة حضور "خفي" للـ"غلوتين" في بعض المنتجات، كما في بعض أنواع الشوكولاتة واللحوم والشوربات الجاهزة ومكعبات مرق الدجاج المصنعة وصلصات السلطات وفتات الخبز وبعض الحلوى والأطعمة المقليّة.
آثار سلبيّة
تتعدّد الآثار السلبيّة لاتباع "رجيم" خال الـ"غلوتين"، من دون تخطيط، وفي ما يأتي لمحة عنها:
1. لن يمدّ الـ"رجيم" الجسم بكمٍّ كافٍ من الألياف: تحوي منتجات "الكربوهيدرات" من القمح الكامل الألياف، وعند اتباع "رجيم" خال من الـ"غلوتين"، تضيق خيارات الألياف، لتقتصر على: الحبوب الكاملة. وهناك الكثير من الخبز والمنتجات الخالية من الـ"غلوتين" والفقيرة بالألياف. ويكمن الحلّ، في حال اتباع الـ"رجيم" المذكور، بانتقاء الأطعمة الخالية من الـ"غلوتين" بصورة طبيعيّة، مثل: الفواكه والخضراوات الطازجة واللحم الأحمر منزوع الدهن والسمك والدواجن والحبوب الكاملة (الأرز البنّي والكينوا) ومنتجات الألبان خالية الدسم والمكسّرات والبذور والعدس والدهون الصحية.
2. مراقبة كمّ الفيتامينات بالجسم: ان اتباع "رجيم" خال من الـ"غلوتين"، يجعل الجسم يفتقر إلى الحديد وفيتامينات "ب"، مثل: الـ"ثيامين" والـ"ريبوفلافين" والنياسين وحمض الفوليك. ولذا، يجب الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة، مع مكمّل غذائي للتعويض عن أي نقص.
لا للقطع التامّ
يترتّب على الأفراد، الذين يعانون من مشكلات في الهضم، اتباع "رجيم" خال من الـ"غلوتين". وللراغبين في تجربة الـ"رجيم" المذكور لغاية فقدان الوزن، يجدر بهم إيلاء الآثار الجانبيّة المذكورة سابقًا أهميّةً.
من المعلوم أن التركيز على تناول الخضراوات والفواكه واللحوم الصحيّة والألبان والحبوب الخالية من الـ"غلوتين" يعدّ أسلوب حياة صحي يمكن التأقلم معه. علمًا بأن لا ينبغي على من لا يشكون مشكلات في الهضم تجنّب الـ"غلوتين" بشكل تام. يكمن أسلوب فقدان الوزن الأمثل، بالتخفيف من تناول "الكربوهيدرات"، واختيار صنوف الطعام، الصنوف ذات مؤشّر السكّر المنخفض. فالعديد من المنتجات الخالية من الـ"غلوتين" عالية في مؤشّر السكّر، لفقرها بالألياف ولكونها مكرّرة. إن مؤشّر نسبة سكّر الدم يعني أن سكّر الدم يرتفع في إثر استهلاك أطعمة معيّنة. وفي هذا الإطار، يُعطى كل صنفٍ من الطعام تصنيفًا من 1 إلى 100، حسب مؤشّر السكّر. وكلّما انخفض المؤشّر، عاد ذلك بالفائدة على خطّة خفض الوزن. تشير الأدلّة إلى أن "الكربوهيدرات" منخفضة مؤشر نسبة سكّر الدم أكثر إشباعًا من "الكربوهيدرات" عالية مؤشّر نسبة سكّر الدم، وذلك لأنها تحتاج وقتًا أطول في الهضم، فيطلق السكر في الدم بشكل أبطأ، ما يمدّ الجسم بمستوى طاقة ثابت، ويحافظ على شعور الشبع، مقلّلًا الرغبة بتناول وجبة خفيفة. وبالمقابل، إن "الكربوهيرات" عالية مؤشّر نسبة السكر تُهضم بسرعة وتحفّز الشعور بالجوع . وبالتالي، إن الأطعمة منخفضة مؤشّر سكّر الدم هي الأكثر غنى بالألياف والـ"بروتين" والدهون الصحيّة، وأقلّ معالجة، ما يساعد في فقدان الوزن.
بين منافع الـ"رجيم" الخالي من الـ"غلوتين" وأضراره
- رشاقة وتغذية
- سيدتي - ماغي شما
- 05 يوليو 2017