ينتشر الشَّعور بالخجل بين الأطفال، فالطِّفل بطبعه خجول، خصوصاً في الاجتماعات الأسريَّة او الحفلات والزِّيارات أو عند مقابلة شخص غريب، فذلك سلوك طبيعي، ولكن هناك بعض الأطفال قد يصيبهم الخجل حتى بين أفراد أسرهم وذويهم وأصدقائهم والمقرَّبين إليهم بصورة أشبه بالمرضيَّة، والتي قد تسبب على المدى البعيد بعض المشاكل في مواجهة المجتمع ومواجهة حياتهم الاجتماعيَّة، والكثير من الأمَّهات يطرحن هذا السُّؤال: كيف يمكن لطفلي التخلُّص من الخجل؟
لذلك نلتقي اليوم مع الأخصائيَّة النفسيَّة والسلوكيَّة مروة عبدالرحمن، والتي قالت في بداية حديثها: التخلُّص من الخجل المفرط يأتي من التَّجارب، وكسر قاعدة المواقف المحرجة، وأخذ الخطوة للخروج من تلك الفقَّاعة عن طريق عدَّة خطوات يمكنك التَّعامل بها مع طفلك، وتتمثَّل في ما يلي:
التخلُّص من الخوف من السُّخرية: أكثر المشاعر، التي تزيد من الخجل، تتمثَّل في الخوف من سخرية الآخرين، لذلك عليك تدريب طفلك على التخلُّص من ذلك الشُّعور عن طريق التَّنبيه على أخوته وأصدقائه أن يقوموا بدعمه وتشجيعه حتى إن كان فعله سخيفاً، كما عليك دفعه لخوض تجارب أكثر، والتَّنبيه أنَّ سخرية الآخرين في بعض الأوقات قد تكون نتيجة إعجابهم به أو تكون دافعاً له للنَّجاح.
احترام أفكاره ورغباته: الأطفال يكتسبون الثِّقة في أنفسهم من خلال أسرهم، ومن الأخطاء، التي تقع فيها العديد من الأمَّهات، السُّخرية من أبنائهن، فعندما ترى الأم من طفلها حديثاً أو سلوكاً لا ينم عن الذَّكاء، تقوم بالاستهزاء به، وهو أمر غاية في الخطورة، فهو يضع الطِّفل تحت دائرة انعدام الثِّقة، مما يدخله في دوَّامة الخجل، لذلك عليك دعم طفلك والثَّناء عليه وتطوير أفكاره بدلاً من الاستهتار بها.
خوض تجارب أكثر: لعلَّ أكثر الأمور، التي تكسر حاجز الخجل، الإقدام على عمل ما يخجل المرء منه، ولكن احذري، واتَّبعي هذا الأسلوب خطوة بخطوة، على سبيل المثال: إذا كان لدى طفلك شعور بالخجل في النُّزول لبركة السِّباحة مع زملائه، فبدلاً من دفعه إليها غصباً، اطلبي من والده أن يرافقه أو أحد أخوته داخل المسبح، فذلك سوف يزيد من ثقته، وبعد ذلك يبدأ بالتَّعامل بمفرده، وهكذا اتَّبعي تلك الطَّريقة في المواقف الأخرى.
تقبُّل انتقاد الآخرين: ليكسب طفلك ثقته في نفسه، عليه أن يتقبَّل انتقاد الآخرين، وهنا يأتي دورك بأن تقومي بشرح فوائد الانتقاد له، فقد يكون دافعاً من أجل تطوير سلوكه، وتعلُّم مجالات جديدة، ويمكنك إعطاءه بعض النَّماذج على شخصيَّات تعرَّضت لمواقف وجعلتها في صالحها.
قد يستجيب طفلك لهذه النَّصائح من خلال محاولتك الجادَّة، ولكنَّها قد تكون صعبة، لذلك عليك الصَّبر وعدم اليأس، وقد يتطلَّب الأمر بعض الوقت، فتغيير طبيعة الشَّخص ليس بالأمر الهيِّن، كما أنَّ بعض الأطفال قد يقاومون فكرة المجازفة، لذلك عليك طلب المساعدة من جميع أفراد أسرتك ووالده أيضاً.