محتوى التلفاز متنوع ومختلف، فقد تحمل المسلسلات واقعاً، وتقدم قصصاً تحدث بالفعل، وقد يزايد على ذلك "السينارست" لوضع المزيد من الحبكة الدرامية، ومهما كان ما يقدم ويعرض وتشاهدينه نتعامل معه على أنه مسلسل أو فيلم وليس أكثر، فقد تؤثر فينا مشاهد الموت والحب وغيرها من المشاهد، ونندمج معها ضحكاً أو بكاء، ولكن عندما تشاهدين مشاهد الخيانة مع زوجك ما هو رد فعله حول تلك المشاهد؟ كيف يتقبلها؟ وما الحوار الذي يدور بينكما حيال تلك المشاهد؟ هل يسود الصمت؟ هل تتشاجران؟ هل يتذمر أم يتقبل الموضوع ببرود؟
تعرفي على شخصية زوجك من ردود أفعاله، التي سيحللها الأخصائي النفسي منتصر نوح، حيث قال: الدراما تستطيع أن تخرج العديد من المشاعر التي بداخلنا، وتخاطبها بشكل صريح، وتجعلنا نتعاطف مع بعض الأبطال، ونشمئز من آخرين، وفقاً لأدوارهم في الدراما، ومن خلال ردود أفعال زوجك حول مشاهد الخيانة من خلال الدراما، نحلل التالي:
- بعض الأزواج تجدينهم متحسسين كثيراً من مشاهد الخيانة، وخاصة إذا كان سبق وخان الزوج زوجته، وكانت هي على علم بهذا، وتواجها وأصلحا أحوالهما فيما بعد، فعندما يشاهد تلك المشاهد، يبادر بتغيير القناة حتى لا يفتح مجالاً للخلافات والمشاكل مرة أخرى، والمحادثة عن ما مضى، وذلك لشعوره بالخجل مما فعله.
- الزوج الذي يشاهد مشاهد الخيانة بدون تأثر هو شخص لا يعاني مشاكل نفسية، ويعلم تمام العلم بأن تلك المشاهد هي دراما فقط، وليس أكثر، وستجدينه إذا فتحتِ باباً للنقاش في هذه المشاهد، رده واحد، وهو: "تلك المشاهد تمثيل، فلا داعي أن تقيسيها على حياتنا".
- بعض الأزواج يحبون مشاهدة أدوار الخيانة إلى آخر المشهد، ليراقبوا ردود فعل البطلة أو البطل والمواقف أو العواقب التي ستأتي فيما بعد، لا أعمم، ولكن ذلك الزوج يكون إما خائفاً من خيانة الطرف الآخر، أو يقوم بخيانة زوجته، وينتظر أن يأخذ الحيطة والحذر من المشاهد القادمة، ليتعلم كيف يتفادى أن تعرف زوجته بخيانته؟ وما الخطأ الذي ارتكبه البطل وجعله مشكوكاً في أمره أو فضح أمره؟
- هناك أزواج يرفضون مشاهد الخيانة وبعنف شديد، وتجدهم أحياناً يقومون بالانفعال وسب البطلة، وخاصة إذا كانت الخائنة امرأة، فنحن كمجتمع مسلم وشرقي نرفض الخيانة بشتى أشكالها، ليس فقط إن كانت خيانة بين الأزواج، وإنما حتى خيانة الأخ في مال أخيه أو خيانة الأصدقاء لبعضهم البعض، هذا الرجل لا يلتمس الأعذار إطلاقاً لمشاهد الخيانة، ويرى من منظوره أنها جريمة يستحق مرتكبها العقاب، وإذا قال زوجك هذا، اعلمي بأنه لا يخونك، فليس من السهل أن يقدم لك مفتاح ابتعادك عنه، وإذا علمتِ بأنه خائن، واجهيه حينها بكلامه ورأيه عن الشخص الخائن الذي يستحق العقاب.
- بعض الأزواج نجدهم متعاطفين ويلتمسون الأعذار للبطل أثناء خيانته، فاحذري من تلك المبررات، فالزوج هنا يحاول إقناعك بصورة غير مباشرة بأنك إذا كنتِ سبباً في التقصير أو غيره، سيحمل لك آلاف المبررات لخيانته.