يعلم الوالدان جيدًا أهمية القرآن الكريم في شؤون الحياة كافة، ولكن ثمة إستراتيجيات وخطوات لغرس احترام القرآن في نفس الطفل، وفي هذا الإطار تعدد معلمة القرآن الكريم مها أبو حميد، رئيسة اللجنة التحضيرية النسائية لجائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم الخطوات الأساسية التي يجب أن تمارسها الأم لتكون السلم التعليمي لأطفالها.
يبدأ ذلك عندما يبلغ طفلك سن 5 أو 6 سنوات، ففي تلك المرحلة العمرية يكون له قدرة كبيرة على الاستيعاب والفهم والمحاورة والاقتناع بما يتلقاه، وبخطوات بسيطة ومتقنة يتم زرع مفهوم ما هو القرآن وأهميته بصورة تدريجية في نفسه، وستنتج عن ذلك أمور عدة، على أن تركز الأم على ما يلي:
1 - كلام الله لا يتغير: حيث لا يضاف إليه شيء من أقوال البشر، فهو كلام الله الذي حفظه في كتابه الكريم الذي أنزله على رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وحفظه من عبث البشر والتدخل، بدليل قوله تعالى «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ».
2- آداب التلاوة وأهمية القرآن: الأم أن توعيه بأن سور القرآن الكريم لها آدابها الخاصة عند القراءة، فهي ليست مثل الأناشيد، أو القصص التي تقرأ، أو يُتغنى بها، حيث إن عليه أن يتحلى بوضعية الخشوع والاحترام والالتزام بآداب التلاوة التي تتمثل بما يلي:
• الطهارة: لا يجوز للفرد أن يقرأ آيات الله وهو غير طاهر؛ لأنّ الله عزّ وجل قال: «لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ».
• الجلوس والتموضع الصحيح: بعد الطهارة، على الطفل أن يستقبل القبلة، ويختار مكانًا مناسبًا هادئًا يتموضع فيه بكل تهذيب، ويستعد لتلاوة كلمات الله بكل تقدير واحترام.
• الاستعاذة: أن يبدأ قراء كلمات الله بـ«البسملة والاستعاذة»، بأن يقول «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
• ترتيل القرآن: قراءة القرآن ببطء وبالتجويد وبصوت عذب وفهم المعاني جيدًا؛ لأن الهدف من القراءة هو التدبر في القرآن.
3- الحفاظ على المصحف: من الأمور المهمة جدًا التي يجب على الأم أن تقوم بها طفلها أنه لا يجوز أن يرمي المصحف على الأرض، أو أن يضعه في مكان غير مناسب، أو "نجس"، بل يجب عليه الحفاظ عليه واحترامه.
4- اختيار المقرئ: من الأساليب المميزة لـ"تحبيب" الطفل في كلمات الله وتقريبها إليه، اختيار الأم مقرئًا ذا صوت عذب للاستماع إلى تلاوته، فالطفل في البداية ينجذب إلى الصوت العذب، ويرتبط به، ثم يصبح قابلًا لاستقبال أي معلومة تقدمها الأم عن القرآن الكريم.
5- القصص: أي عليها أن تجذبه باختيار قصص قرآنية "بسيطة وسهلة"، وقراءتها للطفل، وشرحها بأسلوب سهل مثل "قصة أصحاب الفيل". قراءة القصص القرآنية تعزز وتنمي سرعة الحفظ لدى الطفل، وتجعله في لهفة لمعرفة المزيد.
6- البعد عن الشدة والوعيد: أي لا تستخدم العبارات التالية: "إن لم تحفظ القرآن ستذهب للنار، سيعاقبك الله". وهنا ننصحك بأن تبتعدي عن أسلوب الوعيد والتهديد، واستخدام أسلوب الترغيب بخطوات متدرجة.
7- الثواب: لتحفيز الطفل على حفظ القرآن من الجميل أن تثني عليه إذا قرأ الآيات بإتقان وتجويد، كما يجب تشجيعه بتقديم هدية قيِّمة له، والتأكيد أن الله تعالى سيزيد من حسناته فينال الجنة.
8- التطبيق العملي: يجب على الأم عند قراءة القرآن أمام طفلها أن تتمسك بجميع الآداب العامة، وأن تقوم بذلك وفق خطوات منظمة لتكون مثالًا لطفلها، وقدوة، فهو عندما يشاهد اهتمام الأم بقراءة القرآن والحرص على ذلك ستترسخ في ذهنه تلك الصورة فيسير عليها.