هو رجل يمتلك صفات جميلة، طيب القلب وحنون وكريم، لكن كما يقال «الزين ما يكمل»؛ لذلك في أغلب الأوقات لا يسيطر على أعصابه، وكثيرًا لا تتوقعين ردود أفعاله، غضبه كالبركان الثائر، يمحو كل جمال يحمله في شخصيته، أحيانًا ومن دون وعي، يصل به الأمر للعنف اللفظي والنفسي، هل يبدو لك ذلك الرجل مألوفًا؟ هل هو زوجك أو خطيبك؟ وأنتِ في حيرة من أمرك، هل تتغاضين عن هذه الصفة السيئة وتركزين في باقي الإيجابيات؟ أم أنَّ ذلك مجازفة؟
«سيدتي نت» تواصل مع الاستشاريَّة الأسريَّة والتربويَّة، نسرين بخاري؛ لتجيبنا قائلة:
يختلف الأمر إذا كانت المرأة متزوجة أو مخطوبة ومقبلة على الزواج.
إذا كنتِ يا عزيزتي مخطوبة ولاحظتِ بأنَّه عصبي ويحمل بعض السلوكيات العنيفة تجاهك؛ فأقول لكِ إنَّ التعايش مع هذه الشخصيَّة يعدُّ مجازفة فعلاً؛ لأنَّ التغيير فيها بحاجة لكثير من الصبر والعمل والجلسات العلاجيَّة لك وله، هذا إذا كان لديه الرغبة في التغيير؛ لذلك يجب عليك أن تحدَّدي ما تريدينه أولاً، ثم بعد ذلك قومي بما يلي:
ـ تأكدي من أنَّ هذا السلوك ليس نابعًا من نقص فيتامينات أو مشكلة صحيَّة.
ـ تأكدي من وجود الاحترام المتبادل بينكما مهما حدث.
ـ معرفة تاريخ الزوج الأسري «تربيته، طريقة التعبير عن المشاعر في أسرته»، وذلك لمعرفة أبعاد شخصيته، وهذه النقطة مهمَّة جدًا للنقاش بين المخطوبين.
ـ أحيانًا تكون السلوكيات العصبيَّة والعنيفة مكتسبة من طريقة التربية والإطار المجتمعي الذي يعيش فيه الزوج، ويظن أنَّ ما يقوم به هو الصح.
أما السيدة المتزوجة؛ فأنصحها بالآتي:
ـ يجب عليك معرفة متى يغضب زوجك، ومتى تبدأ شرارة العصبيَّة بالاشتعال لتتجنبيه.
ـ أحيانًا بعد عشرة زواج ١٥ -٢٠ عامًا وأكثر، لا تولي الزوجة لردات فعل الزوج أي اعتبار؛ مما يعرِّضها ذلك للأذى، من هنا يجب عليها أن تعالج نفسها وتحميها من الداخل قبل الخارج.
ـ من أهم تلك العلاجات، جلسات خط الزمن التي يقدِّمها الاختصاصيون والمعالجون بالشأن النفسي والأسري.
ـ تعمل هذه الجلسات على الغضب المكبوت تجاه ردات فعل الزوج وإحراجه الدائم للزوجة أمام الناس، وتعمل على مشاعر الحزن والصدمات التي تركها داخلها، والشعور بالذنب تجاه الذات وتأنيب الضمير لعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها واستسلامها للعيش معه طوال تلك السنوات.
ـ عند تنظيف تلك المشاعر وإزالتها، تشعر السيدة بالراحة التامَّة، وتعود لها ثقتها بنفسها، وتصبح أكثر هدوءًا من الداخل؛ فيتسنى لها التفكير برويَّة في حلِّ مشكلاتها وأزماتها أمام زوجها.
ـ ينعكس هذا الهدوء على الزوج، وربما يتغيَّر سلوكه ويصبح هو أيضًا أكثر سلامًا، كما ينعكس على البيئة المحيطة بهما.
ـ ربما يتغيَّر بعد ذلك الزوج بنسبة ٥٠٪ وهذه نسبة ممتازة؛ خصوصًا إن تغيَّر بعد عشرة زوجيَّة طويلة.
ـ على الأغلب، بعد العلاج لا يكون الزوج هو محور حياة الزوجة؛ لتصنع مساحتها الخاصة التي تعفيها من سلوكياته الانفعاليَّة المقللة بالعادة من شأنها؛ لتفقدها الثقة وتولد لديها الخوف والرعب وعدم الأمان.
ـ إذا كان الزوج على وعي بمشكلته ويريد علاجها؛ فهذا أفضل ونافذة أمل كبيرة للتغيُّر، وسيطبق عليه نفس النظام العلاجي بخط الزمن، وستنخفض مع الوقت حدَّة الغضب والسلوكيات العنيفة.