لأوّل مرّة في تونس تمّ تعيين امرأة هي ماجدولين الشّارني(35 عاماً) وزيرة لشؤون الشّباب والرّياضة، وقد أثار اختيارها جدلاً واسعاً، وهناك من استكثر عليها هذا المنصب الرّفيع لإدارة وزارة هامّة، بل هناك من يدعو باستمرار إلى إقالتها واستبدالها.
وفي آخر تحوير وزاري للحكومة التونسية، الذي تم في أوائل هذا الشهر أيلول، فإن كثيرين كانوا ينتظرون إقالتها، ولكن رئيس الحكومة أبقى عليها، وهو ما مثّل مفاجاة للذين سعوا إلى إبعادها.
عقليّة ذكوريّة
تقول ماجدولين الشارني في حديث خصّت به «سيّدتي» الورقيّة: «نعم للأسف، فربّما لكوني امرأة استكثر البعض عليّ أن أكون وزيرة للشّباب وللرياضة، وهناك مثلاً من علّق على تسميتي مستهزئاً «هل ستتحكّم فينا امرأة؟» ويجب أن نعترف بأنّنا لازلنا نعاني من عقلية ذكورية في مجتمعاتنا العربيّة، ونستنقص من قيمة المرأة ونرفض وجودها في بعض المناصب القياديّة»
ثقة في النّفس
تؤكد ماجدولين الشارني أنّ من ينتقدونها ويدعون إلى استبدالها «هم إمّا ممن رغبوا في الحصول على هذا المنصب، أو هم ممن يدافعون عن أسماء بعينها لتتولّى هذه الوزارة بسبب مصالح تربطهم بهم، ويخشون وجود شخص محايد مثلي عرف بصرامته ونظافة يده، وقدرته على وضع الإستراتيجيات واتخاذ القرارات الحاسمة». وتضيف: «أستطيع أن أقول جازمة وبكلّ ثقة في النفس أنّ وزارة الشّباب والرّياضة ورغم أنها وزارة ذكورية فإنها وزارة لا تخيفني كامرأة».
*المستقبل بيد النّساء
ترى ماجدولين الشّارني أنّ المرأة العربيّة أثبتت أنّها متفوّقة في شتّى المجالات ومن بينها المجال الرّياضي، وعلى سبيل المثال فإنّ أكبر عدد من الميداليّات التّي تحصّلت عليها تونس في الألعاب الأولمبيّة الأخيرة فازت بها رياضيات نساء، وتقول: « ولا أظنّني أبالغ حين أقول إنّ مستقبل الأمّة العربيّة بأكمله هو بين يدي النّساء».