يمتلئ عالمنا بالأماكن الغريبة والنادرة والخارجة عن المألوف، ورغم التطور الرهيب والمذهل الذي نعيشه، مازالت هناك مجموعات بشرية تعيش في عصور ما قبل التاريخ، فهي تعتمد في حياتها على أبسط الأمور، كما أنها تحارب التغيير بشدة، وذلك الأمر يدفعها للدفاع عن أسلوب حياتها أو حتى الاقتراب أو المساس منه، وهنا نجد جزيرة نورث سنتينل إسلاند إحدى جزر أندمان الهندية الواقعة على خليج البنغال.
الموقع الجغرافي: تقع الجزيرة غرباً من الجزء الجنوبي من جزر أندمان، وتغطي الغابات معظم أجزاء الجزيرة، التي تعتبر صغيرة الحجم، كما أنها محاطة بالشعاب المرجانية، وتفتقر للمرافئ الطبيعية، ولا يعرف أحد الكثير عن طبيعتها.
ويرفض القاطنون في الجزيرة أي شكل من أشكال الاندماج في الحضارة والمدنية الحديثة، ولا يرغبون مطلقاً بالاختلاط مع العالم الخارجي.
إمبراطورية ماراثا: كانت قوة إمبريالية هندية من عام 1674 حتى 1818 في ذروتها عندما حكمت معظم جنوب آسيا، واشتملت أراضيها على أكثر من 2.8 مليون كم، تم خلالها استخدام الجزيرة كقاعدة بحرية مؤقتة لسفن الإمبراطورية.
عداء للغرباء: يرجع جزئياً عداء القبيلة للغرباء لأحداث من الماضي، ففي أوائل 1980 و1990 قُتل العديد من أفرادها في معارك مع المنقذين المسلحين الذين عادوا إلى الجزيرة لاسترداد الحديد وغيره من السلع من حطام سفينة غارقة.
تهديدات بالانقراض: يسير سكان الجزيرة مجردين من ملابسهم، ويعيشون على تناول الأطعمة البحرية، ويواجه سكان الجزيرة الكثير من التهديدات، بدءاً من الأمراض المعدية التي ليست لدى سكانها المناعة الطبيعية منها، فضلاً عن العنف من الغرباء، وهكذا أعلنت الحكومة الهندية الجزيرة بأكملها، التي تقترب مساحتها من مساحة مانهاتن، وثلاثة أميال من المياه المحيطة بالجزيرة، لتكون منطقة محظورة.
لم تكن بتلك العدائية في السابق: كان سكان المدينة ودودين جداً، وذكر الرحالة البريطاني موريس فيدال بورتمان عن رحلته إلى الجزيرة في عام 1880 أنه عندما هبط إلى الجزيرة لإجراء بحث عن السكان الأصليين وعاداتهم عثر على شبكة من المسارات والعديد من القرى الصغيرة المهجورة إلى أن وصل إلى مجموعة من السكان الأصليين، واستقبلوه بحفاوة، وعاد إلى وطنه محملاً بالهدايا.
المعلومات السكانية: يتراوح عدد سكانها بين 50 و400 فرد يرفضون أي اتصال مع أشخاص آخرين، وهم من بين آخر الناس الذين لا يملكون الحضارة الحديثة.
ومن الجدير بالذكر أن السكان يواجهون تهديدات محتملة للأمراض المعدية، التي ليس لديهم حصانة لها، فضلاً عن العنف من المتسللين، وقد أعلنت الحكومة الهندية أن الجزيرة بأكملها والمياه المحيطة بها، التي تمتد على بعد 3 أميال بحرية (5.6 كم) من الجزيرة، هي منطقة محظورة.