المراهق الرافض الذي يبدو في صورة تمرد وعصيان ماهو إلا أمر طبيعي، وعلى الآباء تفهم ذلك والتعامل معه بوعي وذكاء وتوازن عاطفي للعبور معاً.
لقاؤنا مع الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة الطب النفسي وخبيرة التنمية البشرية والتي رصدت لنا بعضاً من هذه المشاكل ومعها الكثير من الحلول.
المشكلة الأولى: المراهق وشكوى من عدم الثقة بنفسه.
* وفري جميع الظروف والوسائل التي تجعل ابنك يرضى عن شخصيته وتمده بثقة عالية تشعره بالأمان.
*ساعديه على اكتشاف ذاته وتحملي معه اضطراباته النفسية مع منحه بعض الحرية (تمضية الوقت خارج البيت)، واتركيه يفعل ما يشاء...شريطة أن يُعلمك بمكان ذهابه، والاتصال بك للاطمئنان.
* لا مانع من تقبل نقد أو انتقادات ابنك بصدر رحب مادام لم يتجاوز الخطوط الحمراء؛ فهي طريقته كما يعتقد للدخول إلى عالم الكبار.
*احترسي من التصرفات السلبية التي يعبر بها المراهق عن رأيه واعتراضاته لما يحدث له داخل البيت وتنعكس خارجه؛ مثل العنف والشجار ..
الثانية: الابنة التي تشكو مظهرها!
*تصرفي كأم حنون وتفهمي أن شكوى ابنتك ومشاعرها ليست بسيطة.
*تناولا معاً الطعام دون التحدث عن السعرات الحرارية، ولكن ادفعيها لتناول المفيد وممارسة نوع من الرياضة.
* كوني قريبة منها دون مبالغة، واشرحي لها أن الجمال لا يقتصر على الشكل والملامح الجسدية وحدها، وعرفيها بمعنى جمال الشخصية ومفهوم المظهر الصحي
*اتفقي معها على أن المظهر الجميل يسعد النفس والناس من حولنا، وساعديها لتظهر جمالها بغض النظر عن حجمها -سمنتها- أو قوامها.
الثالثة: الابن يفرض رأيه ويرفض أوامرنا
*ضعي سقفاً لا يتجاوزه، ولا مانع من الكلام عنه بوضوح وجزم وجدية.
*تصرفي مع ابنك بحكمة وعقلانية حتى لا تحيد تصرفات ابنك عن جادة الصواب؛ فلا تعصب في الرأي من جانبك، ولا عقاب صارم تطبقينه عليه.
* اعلمي أن التغيرات الجسمية التي تعلن بلوغ طفلك وانتقاله لمرحلة جديدة..تشعره بأنه لم يعد الطفل المدلل الذي يعتمد على أمه،.
* لا تعتقدي أنه بتصرفاته الرافضة يريد أن يلغي وجودك من حياته.
* لا تهولي من كل ما يقوله ويفعله، ولا تقفي له على الواحدة -كما يقولون- وأشعريه بأنها أمور عادية وتصرفات ينقصها بعض الإضافات حتى تنمو شخصيته.
* لابد من سياسة العقاب إن شعر الوالدان بتجاوز الابن للخطوط الحمراء، بما لا يمس كرامته وشخصيته الجديدة في ظل تحولات المرحلة.
الرابعة: أصبح حساساً مزاجياً ومزعجاً!
* توقعي عواطفة الحساسة ومزاجيته المتقلبة.
* إن ظهرت هذه العلامات واشتدت فهذا يعني أن الابن يحتاج إلى التوجيه بهدوء
* احرصي على زرع بذور الإيمان وحاولي مراقبته عن بعد.
الخامسة: انغماس في أحلام اليقظة
*على الأم أن تدرك أن الخجل والحياء إلى حد التلعثم بالحديث واحمرار الوجه وعدم الشعور بالثقة علامات تظهر على الفتيات -خاصة- تنم عن رفض الواقع والنقمة على ظروفهن المعيشية، ومن ثمة التعلق بالخيال، والانغماس في أحلام اليقظة.
* لا تلجئي لأسلوب الكبت ولا ترددي تلك الجمل مثل "اسمعي ونفذي فقط..لا تجادليني" حتى لا يضطر إلى الهروب لعالم الخيال ليجد نفسه ملكاً متوجاً.
*افتحي مع أولادك باب المناقشة ودعيهم يعبرون عما يجيش في قلوبهم وعقولهم من أفكار وأحلام وأمنيات.
السادسة: اكتئاب وتعاطٍ وانتحار
*احذري أن يقوده هذا إلى تعاطي المخدرات فيكره الابن المراهق نفسه وبعدها من الممكن أن يلجأ إلى الانتحار.
* هناك الاكتئاب الخفيف وعلاجه بين 4-7 أسابيع، وهنا اجعلي الطبيب صديقاً للعائلة، أما الاكتئاب الشديد فهو يحتاج إلى علاج دوائي ونفسي معاً.
*قربي كل أفراد البيت من مشكلة اكتئاب أخيهم وعرفيهم بها؛ حتى يتشاركوا في إيجاد الحلول.
* أحيطي المراهق بالكثير من الحب والعطف والاهتمام؛ حتى يخرج من تشنجاته، وأخبري مدرسيه بالمدرسة بحالته.
*كوني متيقظة طوال ساعات تواجد ابنك بالبيت، ولا تجعليه عرضة لأي مكروه إضافي، ضميه إلى صدرك بقدر المستطاع.