حبك للعمل واهتمامك به في الغالب هو أمر مثالي جداً، بل يعد كذلك من النقاط الإيجابية التي تضاف لك كموظفة شغوفة ومهتمة في عملها، لكن في بعض الأوقات يصبح حبك للعمل وإدمانك عليه أمراً غير جيد، وستترتب عليه مخاطر عديدة من الممكن أن تلحق بك إن لم تتوقفي عن ذلك.
الأخصائية النفسية أ. روان العتيبي تخبرك بأن زيادة الشيء بشكل مبالغ فيه سينقلب إلى ضده حتى إن كان هذا الشيء في أصله جيداً، لذلك يجب أن تتعرفي على مخاطر العمل التي ستلحق بك في حال الإدمان على العمل.
• الأضرار الصحية:
يمكن أن تصابي بالصداع الدائم والتوتر والإرهاق الشديد؛ لعدم قدرتك على التخلي عن العمل، وبالتالي عدم ترك التفكير فيه، والتركيز في أمور غير حيوية أخرى، كما أنك معرضة للإصابة بأمراض النوم كالأرق أو النوم المتقلب؛ لأنك لا تعطين نفسك الحق الكافي في قسط الراحة والنوم في الأوقات التي يجب أن تكوني مستلقية فيها.
• الأضرار النفسية:
ستنتج عن إدمانك للعمل بعض الأضرار التي ستؤثر على حالتك النفسية كالتسلط والشدة في جميع الأمور؛ لأنك ستتعاملين دائماً مع جميع الأمور بشكل رسمي، بالتالي ستفقدين الحيوية في الأمور الأخرى، ولن تتركي مجالاً لها في يومك، وهذا بدوره كفيل أن ينفر منك كل محيط عائلتك وأصدقائك.
• الأضرار العقلية:
التفكير الدائم دون إيجاد وقت للراحة سيجعلك مرهقة ذهنياً غير قادرة على استجماع معلومات أخرى، خصوصاً إن كانت المعلومات خارج نطاق عملك، بالإضافة إلى تفكيرك بكل رتابة من دون أدنى حيوية وتغيير؛ لأن التفكير لديك سيأخذ منحى واحداً، لذلك سيكون تفكيرك لا يتقبل أي حيوية أخرى خارج نطاق العمل.
• أضرار شخصية:
إدمانك على العمل سيتسبب في انعكاسه عليك من إهمالك لنفسك أو التقصير بحق أولوياتك مع قضاء معظم الوقت بين الأجهزة وعلى شاشة الهاتف، التي ستدمر عينيك في المستقبل، بالإضافة إلى التقصير في حق عائلتك والأصدقاء، وعدم تلبية المناسبات الاجتماعية، والتعامل بكل نفور مع الآخرين.
• أضرار متعلقة بالأمراض:
أثبتت الدراسات الحديثة لهذا العام أن الأشخاص مدمني العمل معرضون للإصابة باضطرابات نفسية أكثر من غيرهم بنسبة 32.7% مقارنة بنسبة 12.7 غير المدمنين لأعمالهم، وهذا مؤشر خطير جداً يجب أن يكون رادعاً لك حتى تتركي إدمان العمل في المنزل.
كيف تعالجين إدمان العمل لديك؟
• الحرص على الاجتماعات العائلية، وحضور جميع المناسبات التي ترتبط في ذلك، بالإضافة إلى الخروج في نزهة أسبوعية مع الأصدقاء.
• التفكير في الأهداف والخطط اليومية الخارجة عن نطاق العمل، وإعطاء الوقت لها في التنفيذ مع بذل الأسباب في السعي وراء تنفيذها.
• عدم إحضار العمل المتبقي من المكتب إلى البيت، ففعل ذلك سيشعرك بعدم الراحة، وبالتالي ستبدأ حالات إدمان العمل لديك، ويبدأ التقصير في جميع الأمور.
• الاهتمام بالنفس وإعطاؤها حقها من الرعاية والدلال، ويمكنك ممارسة الرياضة، والذهاب إلى الصالون، والذهاب لانتقاء الكتب وشراء ما يلزمك أيضاً.
• الحرص على عدم ترك الوقت المخصص لك ولراحتك كالنوم والهدوء والاستلقاء، بالإضافة إلى تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، والتحدث إلى الأصدقاء، ومبادلتهم السؤال.
• التقرب من العبادات الروحانية، التي تقربك من الله، ولا تقطع صلتك وحبل وصالك مع ربك، والدعاء وطلب الحاجات في كل يوم وليلة.