بمناسبة صدور قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الثلاثاء بقيادة المرأة للسيارة في المملكة، هنأت عدد من سيدات الإمارات شقيقاتهن السعوديات، معربات عن سعادتهن بالقرار وتمنيهن لهن كل النجاح ومزيد من الإنجازات.
حان وقت التغير
خطوة كانت منتظرة من سنوات، هكذا بدأت الدكتورة فوزية خلفان مديرة مركز جميرا لطب الأسنان حديثها قائلة: المرأة في كل العصور والبلدان نصف المجتمع، وعنصر فعالا لا يقل أهمية عن الرجل، وأن القرار الذي أصدره خادم الحرمين الملك سلمان جاء من حرصه الدائم على المساواة بين أبناء وطنه في الحقوق والواجبات، ويعد انتصارًا كبيرًا للمرأة السعودية بعد انتظارها لسنوات طويلة، لتلحق بنظيراتها من بنات الخليج، وهذا القرار جاء ليؤكد أن المجتمع السعودي بات قادرًا على تقبل خطوات التنمية الحديثة بكافة أشكالها.
ضرورة وليس ترفًا
ومن وجهة نظرها، ترى نادية الصايغ مديرة مركز مشاعر للأعمال الإنسانية أن قيادة المرأة للسيارة مسألة حقوقية، والاقتصاد دائمًا هو السبب الرئيسي والمحرك الأكبر للتحولات المجتمعية بهدوء وتدرج، فيتقبل المجتمع ما كان يرفضه أمس، إضافة إلى كثرة الحوادث والأزمات التي تحدث في بيوت كثير من الأسر السعودية، نتيجة الاعتماد على السائقين من الغرباء الذين يشكلون مخاطر أخلاقية وأمنية واقتصادية أكبر من مخاطر قيادة المرأة للسيارة، لذا فقيادتها ضرورة وليس ترفًا خاصة عند الأزمات، مستشهدة بحادثة الفتاة السعودية ذات الخمسة عشر عامًا التي قادت سيارة والدها وأنقذت أباها وأخاها وثماني أسر كانت محتجزة في سيول جدة، ولم يهنها أو يعاتبها أحد على قيادتها للسيارة، بل كرمتّها مدرستها المتوسطة، كما كرمتها الصحافة، واحتفى بها المسؤولون.
قرار صائب
تصف زهرة صقر ربة منزل أن قرار الملك سلمان بالتاريخي شاهد حي على ما تشهده مسيرة التطور والنماء الذي تعيشه السعودية: بمجرد صدور القرار عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات التي تعبر عن فرحة المرأة الخليجية بحصول نظيرتها السعودية على هذا الحق الذي طالبن به لسنوات طويلة، والذي سيشكل نقلة نوعية في حياة كثير من الأسر السعودية التي تعتبر المرأة فيها العائل الأول والوحيد لأفرادها، متمنية أن تثبت المرأة السعودية أنها قادرة على القيادة المثالية الهادئة الخالية من أي مخالفات مرورية، مشيرة إلى أن صدور هذا القانون يعد قرارًا قويًا، وإيمانًا بدور المرأة في المجتمع وبناء نهضة وحضارة الأوطان، ليسطر التاريخ الآن ملامح جديدة للمملكة.
مصدر رزق
تعترض سيدة الأعمال منى المنصوري على تعليقات البعض بأن هذا القرار جاء متأخرًا، قائلة: ليس هناك توقيت خاطئ للقيام بأمر صائب، فالقيادة السعودية وجدت أن هذا الوقت مناسب لإجراء هذا التغيير، خاصة أن المجتمع السعودي مجتمع ديناميكي وشاب وأصبح أكثر تقبلاً لكثير من الأمور التي كان يرفضها وينتقدها في السابق، مؤكدة أن هذا القرار سيكون مردوده عظيمًا على المرأة السعودية، فهو سيكفل لها حقها القانوني أولاً في التنقل، وسيؤدي إلى تقليل عدد السائقين، القرار له مردود اقتصادي، حيث يكون سببًا لمصدر دخل للمرأة التي لا عائل لها، من خلال أن تتخذ من القيادة سبيلاً لكسب لقمة عيشها كاللجوء لإيصال النساء على سبيل المثال لأماكن عملهن أو لطالبات المدارس.