يُعتبر سرطان الثدي الأشد فتكًا بالنساء حول العالم. بعد نجاة المرأة في معركتها مع سرطان الثدي، تسعى للتزوّد بالثقة والإيمان، واختبار مزيد من المغامرات الشيّقة في الحياة. ولعلّ هذه المغامرات التي ترفع الأدرينالين قادرة أيضًا على منع عودة السرطان مرة أخرى، بحسب دراسات طبية حديثة.
توجّهت حملة فورد الناجحة "محاربات بروح وردية" في نسختها لعام 2017، بطلب لنساء من "قدوات الشجاعة" للمشاركة في التحدي الذي يستعرض تجاربهنّ السابقة في محاربة سرطان الثدي، والتواصل مع الذات لتعزيز رغبة التحدي، ومشاركة قصصهنّ الملهمة على مسار رحلتهنّ نحو الشفاء.
وفي بلدة إهدن الجبلية اللبنانية، وعبر رحلة شيقة استمرت على مدى يومين، انطلقت نساء ناجيات من سرطان الثدي يمثلن بلدانهن، في رحلة لتذليل العقبات وقهر المصاعب، وإثبات قدراتهنّ بالتأكيد على أنّ التأثيرات الجسدية التي تركها المرض عليهنّ بعد الشفاء، لا ينبغي لها أن تحدّ من طموحاتهنَّ.
"سيدتي نت" واكب الناجيات على مدار يومين، وكان لقاء معهنّ حول التحديات التي واجهتهنّ في مرحلة المرض، ورسائل الأمل التي قمن بتوجيهها:
الناجية من سرطان الثدي كلير بيدرسون، مديرة الموارد البشرية لدى فورد الشرق الأوسط وأفريقيا، وسفيرة حملة "محاربات بروح وردية"، تقول:
"لا شيء في الدنيا يقدر على إعداد المريضة لمواجهة سرطان الثدي، لقد أدركت أنني حظيت بفرصة ثانية للحياة، وتعلمت كيفية التغلب على المشاعر الصعبة، عبر حصولي على مساعدة المحترفين، وانضمامي إلى مجموعة الدعم. حيث إنّ مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب، والخوف من عودة المرض مرة أخرى، قد تبطئ من الشفاء".
وقالت:"عند خسارة الشعر شعرت فعلًا بأنني مريضة. أما خسارة الثدي فكانت صعبة في البداية، ولكن بعد عملية ترميم الثدي صرت أفضل بكثير، لأنني حصلت على ثديين أجمل من السابق."
مضيفة "استعنت بمعالج نفسي لأتخطى مرحلة العلاج الكيميائي، وباختصاصية تغذية لكي أقوم بتغيير عاداتي الغذائية، حيث تخليت عن السكر والألبان والأجبان، وصرت أعتمد على كل ما هو حمضي، لأنّ السرطان لا يحيا في بيئة حمضية أسيدية".
رسالة أمل من كلير بيدرسون:
عيشي كل يوم ولا تفكري في الغد. افعلي كل ما تودين فعله وما يشكل لك مصدر سعادة. وتذكّري أنّ هناك مئات النساء تخضن المعركة ضد سرطان الثدي مثلك تمامًا.
حاولي إحاطة نفسكِ بأناس أوفياء يمكنهم تقديم الدعم لك، وبنساء خضن المعركة قبلكِ وأصبحن ناجيات.
دعي خيالكِ يسرح، وتخلّصي من الافكار السوداء لتقوية نفسيتك.
الناجية من سرطان الثدي، الممثلة المغربية منال الصدّيقي، تقول:
"معرفتي بأنني مصابة بالمرض شكلت صدمة قوية لي. ثم قررت مواجهة المرض بقوة واندفاع، بعد أن كنت رافضة للعلاج، وذلك بدعم الجمهور لي، كوني ممثلة، ودعم عائلتي جعلني أشعر بالأمل وبضرورة المواجهة، وأشعرني بأنَّ السرطان عدو ضعيف يمكن التغلب عليه".
رسالة أمل من منال الصدّيقي:
السرطان ليس أمرًا صعبًا، عالجيه بقوة عالية وروح رياضية. وتذكري أنّ هناك العديد من الأمراض الأخرى القاتلة، مثل: امراض القلب، وضغط الدم، وغيرها.
أود أن أوجه رسالة إلى أقارب المريضة، بضرورة احتضانها، وتقديم الحب لها، لأنه دواء ثانٍ للعلاج من المرض.
كما اوجه تحية شكر إلى الطاقم الطبي والقيّمين على مؤسسة الأميرة للا سلمى زوجة الملك المغربي، لدعم مريضات سرطان الثدي، لأنني حظيت بالعلاج الكامل من قبل هذه المؤسسة.
الناجية من سرطان الثدي، اللبنانية ماري جوزيت فرنجي، التي تعمل في مجال التجارة، تقول:
"كان المرض صعبًا جدًّا عليّ، ولكنني استطعت أن أتخطاه وأواجهه بفضل إيماني، وبمحبة زوجي واقاربي والمقربين مني، الذين منحوني الحب لكي أستطيع أن أكمل مسيرتي في مواجهة المرض.
اسم سرطان الثدي صعب جدًّا، فكيف الإصابة به؟ وكل مرة كنت أذهب فيها لتلقي العلاج، أشعر وكأنني ذاهبة إلى المشنقة، لأنني سأشعر مجددًا بالمشاعر المؤلمة نفسها.
الإيمان بالله جعلني قوية على المواجهة. وعندما انتهيت من العلاج صرت ابحث عن النساء اللواتي يحتجن إلى الدعم، لدعمهنّ في معركتهنّ ضد السرطان.
لعل أصعب شيء هو تساقط الشعر. لذا، أنصح قبل العلاج الكيميائي التوجه إلى مزين الشعر لحلاقة الشعر كاملًا، لأنّ من الصعب جدًّا على المريضة مشاهدة شعرها يتساقط أمام عينيه".
رسالة أمل من ماري جوزيت فرنجي:
إنّ رفض العلاج من قبل المريضة مسألة طبيعية في بادىء الأمر. لكن، أقول لها إنَّ الطب قد تطور كثيرًا، والعلاجات باتت ناجعة أكثر، وأنها مرحلة صعبة وسوف تمر.
وأحب التنويه بأنّ الأطباء في لبنان من أمهر أطباء العالم، وهنا أوجه تحية إلى الدكتور ناجي الصغير، الذي كان أبًا وأخًا وصديقًا لي في مراحل العلاج كافة.
وأقول ختامًا: "إنّ الله موجود ويجب أن يبقى الايمان به موجودًا".